تسريبات البيت الأبيض تهديد لإدارته

البيت الأبيض يدرس كيفية إعاقة إجراءات عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حال استعار المعركة مع المؤسسات السيادية في الدولة؛ خبر نشرته شبكة الـ CNN دون أن يحظى بتعليق من الإدارة الامريكية المنشغلة بجدول زيارات الرئيس المزدحم في المنطقة العربية.

انشغال الإدارة الأمريكية وعدم التعقيب على التسريب الذي نشرته شبكة CNN لا يعني بتاتا أن الإدارة غير مشغولة بأي خطوات تهدف لإقالة الرئيس، خصوصا بعد تفجر أزمة عزل رئيس مكتب التحقيقات الفدرالية الـ FBI جيمس كومي؛ فتفاعلات الأزمة لم تنته بمجرد إعلان الرئيس عن وجود تسجيلات لقاءاته «بكومي»؛ فتصريحات ترامب أطلقت حملة جديدة تدعو إلى الكشف عن هذه التسجيلات، مذكرة الأمريكيين بفضيحة ووترغيت.

التسريبات عن جهود البيت الأبيض لمواجهة مخاطر الإقالة جدية؛ فالازمة أصبحت مزمنة وممتدة زمانيا ومكانيا؛ إذ سبقها تسريبات تحدثت عن تقديم ترامب معلومات استخبارية لوزير الخارجية الروسي لافروف تتعلق بداعش؛ أمر أنكره البيت الأبيض وأقره ترامب عبر تغريدة على تويتر.

تسريبات داعش معلومة تم تداولها على نطاق واسع؛ إلا أن المعلومة والتسريب الأهم والأخطر جاء بعد أيام على لقاء ترامب بـ لافروف؛ إذ فسر فيها الرئيس ترامب لوزير الخارجية الروسي لافروف سبب إقالة كومي بالقول، إنه كان مصدر إزعاج؛ ما يعيد الأزمة إلى المربع الأول.

فالتسريبات تطرح تساؤلا حول علاقة الرئيس بروسيا ودور كومي في التحقيقات الجارية. والأكثر إثارة للقلق لدى أعضاء الإدارة، الجهات التي تمرر المعلومات الخطرة عن مستقبل ترامب وإدارته.

التفاصيل باتت منتشره في الصحافة الأمريكية ومتناثرة حول مسألة إقالة رئيس الـ FBI  ولا تتوقف يوما عن التفاعل، ولا يعلم بعد المدى الذي ستبلغه الأزمة في البيت الأبيض، التي شملت الحديث عن تلقي مسؤولين في الحملة الانتخابية لترامب، ومستشارين سابقين في إدارته على رأسهم «فيلين «(اموال) من روسيا ودول صديقة، مسألة تفسر قيام محامين في الإدارة بالإعداد لمعركة قانونية تدافع عن الرئيس وتحبط مشاريع إقالته.

التحضيرات في البيت الأبيض والمواجهات في واشنطن انعكست على مناخ لقاءات ترامب في المنطقة العربية، التي يخشى أن تشعل معركة قريبا في واشنطن؛ إذ نجد إرهاصاتها في تغريدات الرئيس ترامب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر؛ فجل تركيز الرئيس عبر تغريداته انصب على توفير الكثير من فرص العمل للأمريكيين بعد توقيع اتفاقات عسكرية واقتصادية في الرياض تجاوزت الـ300 مليار دولار.

تصريحات ترامب عبر تويتر المتزامنة مع تأكيدات الخارجية الأمريكية بأن الاتفاقات الموقعة في السعودية ستوفر آلافا من فرص العمل، وستعزز الشراكة مع المملكة العربية السعودية، تؤكد أن جولة ترامب بدأت تأخذ منحى محليا ستجد انعكاسات متضاربة لها قريبا في الساحة الأمريكية.

المواجهات في الولايات المتحدة لاتتوقف بين المؤسسات السيادية التي تأخذ منحى متعرجا بين المؤسسات المنخرطة في الصراع، والتي كان آخرها تسريبات لصحفة النيويورك تايمز حول الفشل الاستخباري الكبير لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA في الصين؛ الذي أفضى لتصفية ما يقارب العشرين من عملائها وتوقف تدفق المعلومات الاستخبارية لشبكة احتاج بناؤها عشر سنوات؛ ما يعني أن الفشل والبحث عن المثالب والإخفاقات، بات السمة الأساسية لحقبة ترامب وسمة أساسية للمعارك الدائرة.

التسريبات والتسريبات المضادة حرب شعواء في أمريكا، تهدد بالفعل مكانة ومنصب الرئيس الأمريكي على نحو جدي، بإبقائها المعركة الداخلية مستعرة؛ رافعة من مستوى انعدام اليقين والتهديد لمنجزاته الخارجية التي ستكون محل مساءلة وتشكك عما قريب، شأنها شأن باقي القضايا المرتبطة بالبيت الأبيض وإدارته. الرابط المختصر. 

السبيل الأردنية