هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
حاول المؤلف أن يستعرض عددا من الكتابات حول الصراع في الشرق الأوسط، وبروز تيارات الإسلام السياسي، والتأطير النظري الذي حاولت بعض الراسات أن تواكب به هذه الظاهرة، وكيف لجأت إلى مفهوم "عودة الديني" لتغطي بذلك عن أزمة في فهم هذه التيارات..
كان الأثر مغرقا في الإيديولوجيا، فينطلق من الغايات النبيلة التي تحرك المشاعر الدينية ليؤسس لدولة تيوقراطية دينية أساسا لا تعترف بالقوانين المدنية ولا بالحقوق الفردية.. وتوظف قواعد الفقه السياسي لصيانة النظام السياسي القائم وحماية رموزه،
هذا الكتاب مرشح للقراءة من قِبل كل من أراد الإلمام بتفاصيل تلك الثورة المباركة، مع الاطلاع عن بقية الكتب عن هذه الثورة، التي لم يستعن بها المؤلف. مع ملاحظة أن حُلة وقع أسير الوثائق الأجنبية التي استعان بها؛ فالحركات الثورية هي عنده مجرد "اضطرابات"، أي أمراض!
لم يدع "سقراط" أنه يعلم الحقيقة، بل هو يبني الطريقة التي توصل إليها، وهي أساساً بأن تتساءل عن كل شيء، وألا تقبل شيئاً بمعناه الظاهر، ويفترض أن الرأي المعتاد ليس له أسس منطقية. فيسأل "سقراط"، مثلاً، بما يظهر أنه سؤال بسيط: من هو الإنسان الجيد؟
الانتقال من أنظمة يهيمن عليها الاستعمار إلى نظم ما بعد الاستعمار في آسيا منذ أربعينيات القرن الماضي أدى إلى صعود أيديولوجيات جديدة وضعت رؤية طاغور عن روحانية آسيا في موضع متأخر جدا، لتتقدم عليها رؤى تتطلع إلى تطور قومي وحداثة قومية، ومستقبل يضمن التغلب على إذلالات الماضي.
لهذا الكتاب إذن، هدف أعلى هو مجادلة التصور العلماني الذي يدعو إلى فصل الدين عن السياسة وفصل الأحكام القانونية عن الشريعة. وجميع ما خرج عن هذا الهدف، نحو التأريخ للظاهرة الدينية على مدار التاريخ الإنساني أو للحياة العربية كان فضلة من الكلام ..
يستهل المبحث بإبراز فضل الدين الإسلامي في نشر العلم في العالم العربي والإسلامي والأوروبي أيضا. فقد رفع هذا الدين العرب من قبائل شديدة التخلف إلى أوج التقدم في زمانها. ويورد ذلك في سياق برهنته على أن الأصوات التي تنادي بضرورة فصل الدين عن الدولة واتباع نظام علماني تمثل نشازا ..
يتساءل علي عبد الرازق: ما هو سند الخلافة؟ هل هو القرآن، السنة، إجماع المسلمين؟ إنه مبدئياً يقرر أن القرآن والسنة لم يتعرضا مطلقاً لموضوع الخلافة، كما أن الإجماع لم ينعقد قط على خليفة، بل إن التاريخ الإسلامي لا يكاد يعرف خليفة إلا وعليه خارجون ومتمردون. إذن ما هو سند الخلافة؟
من الذي يحب صديقه أو وطنه أكثر: أهو الذي يكشف الستار عن عيوبه ويظهرها له كما هي، أم الذي يغض البصر عن نقائصه ويخفيها عليه ويمدحه ليسره؟ لاشك أن الأول هو الصديق المكروه، والثاني هو العدو المحبوب..
لا يقف الكاتب في تناوله للظاهرة الإرهابية التي لا تزال تمثل التحدي الأبرز للمجتمع الدولي، عند ضبابية المفهوم والاختلاف في تحديد منابع الإرهاب، وإنما يتجاوز ذلك لتقديم الطرق المثلى لتطويق الظاهرة الإرهابية..
الكتاب في مجمله، مبني بناء كلاميا، تفضي فيه المقدمات للأصول، ويربط كل فصل بالذي قبله، حتى يفضي للذي بعده، مع حضور كثيف لنصوص العلمانيين، بمختلف أطيافهم، وحضور نقاش عقلي يحترم أدب المناظرة والجدل والحجاج، ويتجنب أساليب القدح والطعن في النيات المعروفة عند السلفيين..
إن هذا النموذج الهيدروليكي "يغطي على علاقة السلطة الجدلية بين المعتدين وضحاياهم، كما أنه يخلط المواقف، حيث يمكن للمضطهِدين أن يدعوا تبني حقوق الإنسان ويعيدوا تشكيلها ويترجموها، وبإمكانهم خلق ثقافة حقوق إنسان خاصة بهم من أجل تبرير ممارسة الهيمنة"..
إنّ الكتاب الذي بين أيدينا يرتحل بالقارئ في التاريخ والفاجعة لينقل تجارب نضالية وإنسانية مضنية "تسردها حكايات الليل والنهار في ما طوّحت به الحتوف والأقدار" على حدّ وصف مؤلفه محمّد التومي..
من الأسرار التي كشف تفاصيلها الكتاب لأول مرة، قصة تبني الملك إدريس السنوسي ـ الذي لم يرزقه الله بأولاد ـ لطفلة جزائرية يتيمة من مدرسة المحسن يوسف مادي للأيتام الجزائريين بطرابلس، بعد موافقة مسؤولي الثورة وعلى رأسهم كريم بلقاسم، وأسماها بالأميرة سُليمى.
يثير الكتاب إشكالا آخر، أكثر خطورة، يتعلق بتصور قيمة الإنسان في مرحلة الإنسان المزيد، وهل يدفع تطوير قدراته وإنماؤها والزيادة في عمره وعمله وأدائه إلى الاحتفاظ بقيمته، أم سيدفع إلى تبسيط الإنسان وتشييئه.
كانت آراء المستشرقين ومقالاتهم حاضرة في أغلب موضوعات الكتاب، وبالذات في الجزء الأول منه، وذلك باعتبار أن هؤلاء المستشرقين هم الذين تعرَّفوا إلى النصوص الفلسفية الإسلامية وحقَّقوها ونشروها بلغاتهم، واعتنوا بها شرحاً وتعليقاً وضبطاً وتدقيقاً..