للحياة الطبيعية ميزاناً يعاقَب من يخرج عنه، فإن للعلاقات الإنسانية ذات الميزان أيضاً، وفي مثال كورونا يظهر أن بنية الخوف وانعدام الشفافية التي بني عليها النظام السياسي الصيني ساهمت بأثر سلبي في تفشي المرض
التنبه إلى البعد الروحي في الحوادث يهذب نفس الإنسان ويجعله أكثر إنصاتاً لموازين العدل التي بني عليها هذا الكون، دون أن يعطل ذلك تفاعله الفكري مع الحياة، لكن الخطر يتمثل في استغلال هذه المفاهيم بطريقة انتقائية أهوائية
هكذا يبدو المشهد سافرا، فلا اعتبار لقيم حقوق الإنسان وحرية التعبير المدعاة، وإنما البحث عن المصالح الاقتصادية، وإن كان ذلك على حساب انتهاك القيم الأخلاقية والتناقض مع المبادئ؛ ليس مبادئ الآخرين وحسب، بل مبادئ الذات الثقافية أيضا
صفقة ترامب تشبه هنا دابة الأرض في قصة موت سليمان، إذ إن دابة الأرض لم تقتل سليمان إنما أعلنت موته حين أكلت منسأته فخرّ ساقطا على الأرض ليكتشف من حوله حقيقة موته..
لا تبدو أوروبا متصالحة مع قيمة الحرية التي تعدها عمادا لحضارتها، ليس بوسع المرء أن ينتقد المستعمرة الصهيونية في فلسطين بأريحية، ثمة محاذير كثيرة؛ فتهمة معاداة السامية تمثل قيدا ثقيلا يعوق أي نقاش موضوعي لمسألة فلسطين
الدرس الأهم من المواجهة الأخيرة وموقف كتائب القسام منها؛ هو أن المبالغة في تنظيم الحالة الشعبية المواجهة للاحتلال سيضعف فاعلية هذه المواجهة ويضاعف قيود ممارستها، وأن ارتباط حركة المقاومة بالسلطة والمصالح سيوسع قدرة الاحتلال على تقييدها
ما يظهر من الإنسان في الإعلام الجديد هو أفكاره ونظرته للحياة وخبايا مشاعره، وهذه الأشياء هي أكثر جوهريةً من أن يعرف أحدنا عن الآخر أباه وأنسابه وأصهاره وعمله والشارع الذي يسكن فيه
هذا هو أحد الدروس المهمة في قصة فوز الرئيس التونسي الجديد: الصدق والوضوح والبساطة هي الطريق الأقرب إلى قلوب الناس، والكذب والتلون وإن ظن صاحبه أنه أمارة ذكاء، فهو ينطوي على هشاشة لا يمكن لها أن تقيم بناءً راسخاً في الأرض والزمان
في كل قضية مستجدة في الحياة يتصدر "الفقهاء" للبحث عن تأصيل فقهي، وبدعوى الالتزام بأحكام الدين يقعّدون القواعد والضوابط والأحكام، وهو ما ينمي شعوراً بأن الأصل في الحياة هو التقييد والضبط والربط
الأزمات التي عصفت بالعالم العربي في السنوات الأخيرة تقدم درساً مهماً للإسلاميين؛ يمكن أن يثري تجربتهم لو أنهم أحسنوا الاستفادة من هذا الدرس، وهو أن عليهم التحرر من البنى التقليدية التي أثبتت فشلها
النص القرآني مرن ويحتمل تعدد الأفهام، وما دام النص القرآني يحتوي على هذه المرونة، فليس أمامنا إلا أن نرجع إلى المنهج القويم الذي أمرنا القرآن ذاته به، وهو أن نتلمس العلوم الطبيعية من مصادرها، وألا ننظر للبحث العلمي والاكتشافات المعرفية بأحكام أيديولوجية مسبقة
يعجب المرء أحياناً من الطريقة التي يكرر التاريخ بها نفسه، ففي عام 1972 منعت دولة جنوب أفريقيا العنصرية "الأبارتهايد" النائب في مجلس الشيوخ الأمريكي تشارلز ديجز جونيور؛ من دخول أراضيها
الشعوب لم تقل كلمتها بشكل جلي وكامل بعد، وأن إرادة هذه الشعوب إن لم تكن مصادرةً بالقوة التسلطية السافرة؛ فهي مصادرة بأدوات تزييف الوعي والتحكم في اتجاهات التفكير من مؤسسات العلاقات العامة، وأن العالم يحتاج طريقاً طويلاً من النضال الأممي للدفع باتجاه كسر هيمنة الأقلية والتحول نحو ديمقراطية اجتماع
أياً كانت السلبيات التي يمكن للزائر أن يرصدها في تفاصيل الحياة الأمريكية، فإن من الأنفع لنا نحن العرب في طريق البحث عن كيان حضاري لنا؛ أن نبحث عن مواطن القوة كي نستفيد منها، والدولة الأمريكية لم تكن بهذه القوة لولا مجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والثقافية
حين يقدر للمرء أن يعيش في مكان صغير مغلق مثل قطاع غزة، يعظم شوقه إلى الحرية، وتصير القيمة الأهم في السفر ليس الإقامة في مكان آخر، بل الانطلاق في الأرض دون أن يوقفه حد أو معبر