الانتخابات البرلمانية الإيرانية جرت في هامش ضيق، ووسط هيمنة المؤسسات الدينية التي تفرض وصايتها على كل شيء في إيران، ولكنه رغم كل ذلك هامش يزهو بنفسه وسط غابة من النظم الديكتاتورية
نخذل شعبنا ولم نضلله حين كشفنا له مبكرا خفايا هذه الصفقة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وللأبد، عبر تسويات تمثل عقود إذعان يفرضها الأمريكان والصهانية على الفلسطينيين والعرب، كما كشفنا مبكرا التآمر الحكومي العربي مع هذه الخطة، والذي كان يشمل أنظمة عربية لديها مشاكل داخلية
إنهم يدركون أن المعادلات حاليا مختلة، لكنها لن تظل مختلة طول الوقت، فلا الضعيف يظل ضعيفا ولا القوي يظل قويا أبد الدهر، ولا الأوضاع المحلية أو الإقليمية التي تسهم في رسم المشهد ستظل على ثباتها
لم تفلح مليارات الدولارات التي يضخها كفلاء نظام عبد الفتاح السيسي في الحفاظ على جاذبية وسائل الإعلام المصرية التي تعمل من داخل مصر، والتي تنتقل من "درك إلى درك أسفل" على سلم مؤشرات حرية الصحافة عالميا
إيران مطالبة بمعالجة الكثير من الجروح التي صنعتها في المنطقة، والشروع فورا في انتهاج سياسات غير طائفية، وكبح أذرعها الطائفية أيضا، والدخول مع العواصم الإسلامية الكبرى في صناعة تواققات لصراعات المنطقة تطفئ نيرانها، وتعيد السكينة إلى شعوبها
كم كنا نأمل أن تكون إيران جزءا من كتلة إسلامية صلبة قادرة على المساهمة في تحقيق النهضة الشاملة ورد الاعتبار للعالم الإسلامي عموما، وحل مشاكله ونزاعاته الداخلية، وعدم السماح باي تدخلات أجنبية في شؤونه. وكم كنا نتمنى أن تقطع الطريق على الأعداء المتربصين بأمتنا، والذين يبثون فيها الفتن الطائفية
لم تكن وثيقة التوافق الوطني التي أعلنها يوم الجمعة الفنان والمقاول المصري محمد علي هي أول وثيقة من نوعها، وقد لا تكون آخر وثيقة، لكنها في كل الأحوال حجر في بركة سياسية راكدة
التحدي الأهم أمام هذه القمة هو استمرارها بشكل سنوي، وإقناع الدول الإسلامية الأخرى التي تغيبت بضرورة المشاركة مستقبلا، والقدرة على اقتحام القضايا الأكثر أهمية لعموم المسلمين، وتوفير الحماية الممكنة للمضطهدين..
الفترة المقبلة ستكون حامية الوطيس بين قوى الثورة التي عليها الحفاظ على مكاسبها وتعزيزها، وقوى الثورة المضادة التي ستبذل كل طاقتها للانقلاب على المكاسب التي حققها الحراك، وسيظهر ذلك عند صياغة الدستور الجديد
إذا نجح دعاة المقاطعة في إقناع الشعب بمقاطعة الانتخابات، فإن هذا سيعني نهاية اللعبة الانتخابية، وسيعود الزخم الثوري إلى الشارع، وسيتمكن من فرض بقية مطالب الثورة
في التسويات السياسية والوساطات لا بد من تنازلات متبادلة حتى تسير الوساطة قدما نحو تحقيق هدفها النهائي، وهو العودة بالأوضاع إلى حدود 4 حزيران/ يونيو 2017. ومن هنا، فمن المتوقع أن تستجيب قطر لبعض مطالب الوساطة الكويتية..