ما حدث في سجن العقرب هو نوع من الاحتجاج العالي على سوء المعاملة وقد ابتدعه السجناء الجنائيون ونقله عنهم السجناء السياسيون في مواجهة المظالم التي يتعرضون لها والتي تتسبب في موتهم ببطء داخل محبسهم، وسوف يصعدون احتجاجاتهم..
طالبان بصدد تقديم نموذج جديد للحكم، لن يكون ديمقراطيا على الطريقة الغربية لكنه حسب تصريحات قادتها سيضمن الحقوق والحريات الأساسية وفقا لقواعد الإسلام، وقد بدأت الحركة حواراتها واتصالاتها بممثلي القوى السياسية والعرقيات المشكلة للطيف الأفغاني..
الانتشاء بانتصارات حركة طالبان لم يقتصر على أنصارها داخل أفغانستان بل شمل الكثيرين في عموم العالم الإسلامي وفي القلب منه مصر، وخاصة لدى المكلومين وضحايا الانقلاب والاستبداد. وبعض هؤلاء المنتشين بانتصارات طالبان يزعمون أن تجربة طالبان أكدت أن المقاومة المسلحة هي فقط الطريق لمقاومة الانقلاب العسكري
المؤكد أن الشعب المصري رافض تماما لهذه الزيادات التي تلهب ظهور الغالبية العظمى منه، والتي تعتبر رغيف الخبز المدعم العمود الفقري لحياتها، وقد سبق له الثورة ضدها أكثر من مرة، لكن المؤكد أيضا أن القمع الذي فرضه السيسي على المصريين يتجاوز كثيرا قمع كل الحقب السابقة في عهود عبد الناصر والسادات ومبارك..
التجربة السياسية في تونس بعد الثورة كانت ملهمة لعموم قوى التغيير في المنطقة، وتجربة حركة النهضة كانت ملهمة للكثير من القوى الإسلامية، لكن الانقلاب (حال اكتماله) على النهضة رغم كل تنازلاتها سيمنح الأصوات المحافظة في التيارات الإسلامية طاقة جديدة..
منذ وقوع انقلاب الثالث من تموز/ يوليو 2013 كان واضحا أن وأد السياسة والمسار الديمقراطي هو الهدف الأسمى، حيث لا يزال عسكر مصر يحملون قناعات يتوارثونها منذ انقلابهم الأول في العام 1952 بأنهم فقط أصحاب البلد، والمختصون بحكمها، وأن دور المدنيين هو فقط مساعدتهم في الإدارة التنفيذية
كان واضحا أن النظام حاول من البداية التمييز بين الإخوان وباقي الحركات والجماعات الإسلامية الحركية، لكن غالبية هذه الحركات والجماعات رأت أن الانقلاب لم يتم على الإخوان أو الرئيس المنتمي إليهم فقط، بل هو انقلاب على الثورة والمسار الديمقراطي الذي سمح لهذه الجماعات بحرية الحركة لأول مرة..
الحديث عن عجز التيار العلماني عن تنظيم صفوفه لا ينطلق من حالة شماتة سياسية بل من رغبة حقيقية في تنظيم هذا التيار لقواه الحية، ليمثل إضافة حقيقية لمعركة التغيير والديمقراطية، وتوظيف الطاقات العاطلة فيه وهي كثيرة لصالح الوطن، وخاصة أنه في غالبه يرفض حتى الآن الانضواء في مظلة مشتركة مع الإسلاميين
حتى هذه اللحظة تقتصر أحكام الإعدام وتنفيذها على الإسلاميين بمختلف مدارسهم، لكن هذا لا يعني أنها ستتوقف عند حدودهم، فالصمت عليها لأي سبب يحفز النظام على إصدار المزيد منها، وهذا المزيد لن يقتصر على فئة بعينها..
في الوقت الذي تحتاج فيه مصر إلى توحيد صف أبنائها وحشد كل طاقاتها لمواجهة الأزمة المصيرية الخاصة بشريان الحياة (نهر النيل)، فإن النظام الحاكم يواصل خطواته لنشر الكراهية و"المكارثية" في البلاد..
في لحظات التحول الكبرى يكسب من جهز نفسه للتعامل معها، وفي الحد الأدنى يستطيع تخفيف خسائره، ويكون قادرا على التعامل مع تداعياتها، أما أولئك الذين يقفون مشلولي الحركة في انتظار التغيير فإنهم سيكونون حتما وقودا له
الوساطة القطرية قد تتمكن من توفير ورقة التوت التي تستر كل الأطراف، فنظام السيسي افتقد كل الأوراق بعد أن ألقى بآخرها وهي المناورات العسكرية التي سمحت بنقل القوات العسكرية المصرية إلى الحدود الإثيوبية مباشرة، ولكن يده أصبحت مغلولة عن توجيه ضربة عسكرية..
فارق كبير بين الموقف الشعبي المصري الراسخ الداعم للنضال الفلسطيني والرافض للتطبيع منذ 44 عاما، وبين موقف نظام سياسي اغتصب السلطة بدعم صهيوني، وليس متوقعا منه أن يعض اليد التي ساعدته والتي لا تزال قادرة على معاقبته