مراقبة أردوغان للتطورات الميدانية للحرب وتباطؤ التقدم الروسي في الفترة الأخيرة، إضافة لتأثيرات العقوبات الاقتصادية عليها، وبالتالي تزايد إقبال موسكو على فكرة التفاوض والحل السياسي، ما يعني أن أردوغان هنا يقدم سلماً للنزول عن الشجرة، وبشكل لا يستعدي بوتين ولا يلامس حساسياته
هل تفاجأ الغرب فعلاً بإطلاق روسيا حرباً شاملة ضد أوكرانيا واضطر لنصرة الأخيرة ودعمها بعد إثباتها نفسها تحدياً وصموداً بعد أن كان قد تركها لمصيرها؟ أم إنه قد نسج الفخ منذ البداية لبوتين متظاهراً بعدم المبالاة بخصوص مصير كييف تحضيراً لاستنزافه؟
يبدو تصريح كليتشدار أوغلو محاولة استباقية لأي ترشيحات أخرى من داخل حزبه، وهو قادر على ذلك، وبالتالي تقوية أوراق تفاوضه مع أركان التحالف المعارض الحاليين والأحزاب المرشّحة ولو نظرياً للانضمام له لاحقاً
التاريخ لا يعيد نفسه. وإن كان أردوغان ولج إلى حكم تركيا من بوابة البلديات فهذا لا يعني أن ذلك أمر يمكن تكراره، فتلك مرحلة كان لها ظروفها وسياقاتها، فضلاً عن أن أردوغان كان سياسياً بل وقائداً بالفطرة وتدرج في العمل السياسي منذ صغره، وكانت البلدية مجرد محطة عابرة
تنبع أهمية التساؤل من كون تركيا حالياً الدولة الوحيدة المنخرطة بشكل مباشر في الأزمة السورية التي ترفض علانية الاعتراف بشرعية النظام، وكونها أيضاً الدولة الوحيدة التي ما زالت على دعمها العلني للمعارضة
ليس من المرجح أن يذهب أردوغان والعدالة والتنمية حاليا لقرار تبكير الانتخابات، وهو الذي يملك هذا القرار كما سلف تفصيله، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتراجعة وسعيه و/أو أمله في تحسنها بعد أشهر من الآن وفق التصريحات الرسمية.
مسار التقارب اليوم مطلوب ومرغوب من طرفي المعادلة - تركيا والمحور الآخر - ما يعني أن هناك ما سيقدمه كل طرف للآخر لإنجاحه. وإن كنا هنا ركزنا على المتغيرات في الجانب التركي، فسيكون هناك منطقياً أمثالها أو غيرها في الطرف الآخر..
لكل انتخابات ظروفها وسياقها وشروطها التي تفرض نفسها على مختلف اللاعبين، وقد تجد هذه الأحزاب (والأحزاب التقليدية كذلك) نفسها أمام واقع مختلف بين يدي الانتخابات المقبلة..
العاملَيْن الرئيسين المؤثرين في نتيجة الانتخابات الرئاسية المقبلة هما مدى قدرة المعارضة على تقديم مرشح توافقي، واسم هذا المرشح. وهذا بحد ذاته تحدٍّ كبير للمعارضة
يبدو أن حل الأزمة كان مرحليا ومؤقتا، أو لنقل إنها كانت خطوة لنزع فتيل أزمة أكبر. لكن استمرار الملفات الخلافية بين الجانبين من جهة واقتراب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 2023 من جهة ثانية؛ ينبئان بجولات جديدة وإضافية ولأسباب متنوعة في هذا المسار.
ليست هناك أي قرائن على أي تغيرات حقيقية قبل لقاء أردوغان بايدن، لا من جهة أنقرة ولا من قبل واشنطن، ما يدفع لخفض سقف التوقعات من اللقاء. فالملفات الخلافية الكثيرة والشائكة أكبر وأعقد من أن تُحَلّ في لقاء عابر على هامش قمة العشرين، لتبقى العلاقات التركية الأمريكية على أرضيتها المتوترة ومسارها المتذبذب
ليس من المنتظر أن تخرج القمة باختراق كبير على صعيد الملف السوري وخصوصا ما يتعلق بإدلب، بل ربما تحولت إلى قمة علاقات عامة وتأكيد المؤكد في ما يخص المسألة السورية، لا سيما وأنها تعقد على مستوى الرئيسين فقط دون مشاركة وفود تقنية- عسكرية من الجانبين
المسار القائم بين البلدين ما زال مستمراً في نفس الطريق الإيجابي، وإن أخذت كل خطوة بينهما وقتاً طويلاً نسبياً، ولعل من إشارات ذلك صدور بيان مشترك للطرفين بصياغات تختلف عما صدر بعد الجولة الأولى..
ما زالت الأحداث تتطور سراعاً في أفغانستان وتكشف كل يوم عن جديد، إلا أن العنوان الأبرز في البلاد ما زال الغموض وعدم اليقين والمشهد المركب المعقد. ومما يعتريه الغموض الدور التركي في مستقبل أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي، وعلاقات أنقرة بحركة طالبان، وبأفغانستان كدولة..