طالما استمر نفر من المصريين معارضين لهذا النظام متمسكين بحقهم في الديمقراطية والحرية والكرامة الإنسانية فلن ينتهي الأمل ولن تنتهي المعركة مع أسوأ الأنظمة الديكتاتورية في التاريخ الحديث..
إبراهيم عيسى مع حذف خانة الديانة، مع تدريس النصوص المسيحية إلى جوار النصوص الإسلامية، لا يرى في الجهر بالافطار في رمضان أزمة، ويؤمن بأن السلفيين هم أول من أدخل الذبح في الثقافة المصرية، يرى بأن الكليات العلمية هي بيئة خصبة للتطرف،
السيسي بسياساته الديكتاتورية القمعية تجاه المعارضين في مصر يعتبر أخطر بكثير على هذا العالم من التغير المناخي وانباعاثات الكربون، فالجنرال العسكري المصري لن ينتظر أضرار التغيير المناخي ليفتك بالبشر، فهو يقوم بالتخلص من الإنسان المصري بشكل سريع وفعال..
هذا هو العنوان الصحيح للمشهد المبتذل الذي تصدر وسائل التواصل الاجتماعي؛ بين لواء فاسد كان مدير الشئون المعنوية للقوات المسلحة في عهد مبارك، وبين جنرال عسكري انقلب على رئيسه ثم يحاول إقناعنا بلقطة مبتذلة لا تصلح كخبر في أصغر صحيفة صفراء
ست ساعات من اختفاء واتساب وفيسبوك وإنستجرام أصابت ملايين البشر بالحيرة من أمرهم والقلق على مستقبل أعمالهم، وشبكات علاقاتهم الشخصية والعملية التي بنوها على مدار سنوات طويلة..
هل تغير السيسي بالفعل؟ وهل تاب الجنرال وأناب بعد سنواته الدموية في حكم البلاد؟ ولماذا يظهر الرجل بهذا الشكل الإعلامي المكثف للحديث عن ملف حقوق الإنسان؟
ضبابية المخ التي يعاني منها نظام السيسي لم ولن تتوقف فقط عند تعامله الفاشل مع انتشار وباء كورونا وإنما امتدت لتشمل ضبابية اقتصادية وقرارات أثارت حفيظة ملايين المصريين ممن يعيشون تحت خط الفقر، أبرز تلك القرارات ما يتعلق برغيف الخبز..
في لحظات كالتي تعيشها أفغانستان على مدار الأيام الماضية، يعتبر حلم الهجرة لأوروبا أو الولايات المتحدة الأمريكية وكندا حلما لمئات الآلاف خاصة الشباب الذي أرهقته الصراعات الداخلية والأوضاع الاقتصادية المتردية والأحوال المعيشية الصعبة في أفغانستان..
ذاكرة المظلوم هي أقوى ذاكرة على وجه الأرض، فالمظلوم لا ينسى وجه من ظلمه ولو مرت سنوات عديدة، فذكروا العالم بوجه الظالم، انشروا صور الضحايا وانشروا معها صور من أصدر الأمر بقتلهم. وترحموا على من قتلوا غدرا في رابعة والنهضة..
الانقلابات العسكرية أينما تكون لا تأت بخير، وإنما تحصد الشعوب نهبا لثرواتها وانهيارا لاقتصادها، ولكم في مصر خير دليل.. كارثة سد النهضة وضياع مياه النيل، ثم تنازل السيسي عن تيران وصنافير، كلها نتائج للانقلابات العسكرية.
الشعب التونسي يجب أن يتحرك فورا لحماية مؤسساته من الانقلاب، وحماية ثورته من السرقة، وحماية أصواته من أن يدهسها رئيس باع شعبه من أجل عيون السيسي والإمارات.
إلهاء الشعب المصري تارة بـ"تريند" الفنانة حلا شيحة، وتارة بأخبار حفلة روبي، ثم احتفالية كارثية داخل استاد القاهرة وكورونا تحصد مئات الأرواح، كلها من أولويات استراتيجية السيسي لتخدير المواطن وإبعاده عن الانشغال بالقضايا الكبرى، مثل فشل النظام في كارثة سد النهضة
لم يعد المواطن المصري يصدق تصريحات السيسي ونظامه، وبات العطش خطرا حقيقيا يطرق أبواب مائة مليون مصري، ومثلت جلسة مجلس الأمن الأخيرة المسمار الأخير في نعش مسار المفاوضات التي لن تنتهي إلا بانتهاء إثيوبيا من سد النهضة، تاركة وراءها ملايين المصريين والسودانيين يعانون من خطر العطش وفقدان شريان الحياة
حان الوقت لفتح أبواب أخرى وبناء استراتيجية جديدة لا تحكمها سياسة دولة أو مصالح مشتركة، وإنما تتميز بالمرونة وخفة الحركة وسهولة إيصال الرسالة بأقل وأسرع وسيلة ممكنة..