هذه الحرب أدخلت موازين القوى العالمية ومن ثم الإقليمية في مرحلة جديدة. أي أمام نظام، أو لا نظام، عالمي جديد. فأمريكا كما يبدو من تصريحاتها الرسمية وممارستها تريد إنزال هزيمة بروسيا، وصولاً إلى تلويح بمحاكمة بوتين، هذا يعني أنها تريد لهذه الحرب أن تنتهي بتلك النتيجة
لا بدّ أن تُدهشَ عندما تسمع الهجوم الذي تشنّه الإدارة الأمريكية على روسيا بسبب الحرب التي شنتها على أوكرانيا، وقد لا تصدق أذناك أو عيناك أو عقلك، كيف يخرج هذا الكلام على لسان أمريكا، وهي التي، كما في ذاكرة الجميع، شنت الحرب على العراق وأفغانستان واحتلتهما واستباحتهما.
هذه المعادلة الجديدة في موازين القوى تسمح لبوتين أن يستمر بالحشد ويصعده كما يفعل الآن، وإلى أمد أطول، وحتى من دون اللجوء إلى الحرب. أي إبقاء خطر الحرب قائماً، وإبقاء الأزمة ملتهبة، ولأمد قد يطول. فبوتين، والحالة هذه، يضع أوكرانيا في أزمة لا يسهل عليها احتمالها، ويضع أوروبا في أزمة لا تحتاج إليها
لقد آن الأوان لشعوبنا أن تنهض لتسهم إيجابياً في بناء عالم جديد، أكثر مساواة بين دوله، وأكثر عدالة، على أنقاض عالم ذاهب لتدمير مجتمعاته وبيئته، وتدمير كرته الأرضية، وهو يظن أنه يصنع ازدهاراً وحداثة وتقدماً
أكدت إدارة بايدن على أن أولويتها الاستراتيجية راحت تعتبر الصين عدوها الأول، أو الأخطر. ولكنها جعلت الصراع مع روسيا في مستوى ثان، وأحياناً موازياً للصين أو على مرتبة واحدة عملياً..
ثمة بُعد في القضية الفلسطينية يجب أن يدركه العاملون في الحقل السياسي الفلسطيني، وهو المتعلق بإقامة الكيان الصهيوني بصورة غير شرعية، من وجهة نظر القانون الدولي. وهو مستند قانوني دولي لا تؤثر فيه موازين قوى مهما كانت مضادة، وبغض النظر عما يمكن أن يحظى به الكيان الصهيوني من اعترافات دبلوماسية دولية
أثبتت الوقائع أن قيادة م.ت.ف ومجالسها الوطنية، أكثر جرأة على تقديم التنازلات من الأنظمة العربية، أو بعضها، حتى لو رغبت في الإقدام عليها، ولكنها تخاف من أن "يُشل عرضها"، فيما "النظام الفلسطيني" قراراته جريئة، ولا يقدم عليها إلاّ شجاع مغوار"
من تأمل حال محمود عباس في الأيام التي عرفت باسم وحدة الشعب الفلسطيني، أو باسم حرب سيف القدس، سيجده في أسوأ حال مرّ عليه في رئاسته طوال 16 عاماً تحديداً، أو مرّ به طوال سني عمره
عندما تصبح الحرب اليوم ضد إيران ومحور المقاومة غير مضمونة، بل مرجحة بالخسارة، وعندما تصبح حرب النيران بالطيران والصواريخ مكلفة جداً في عمقها الداخلي، فعلى أمريكا ألاّ تنام الليل، وأن تعيش انفصاماً حاداً بين قرار الحرب والخوف من الذهاب إليها. وهذا مع التراجع الملحوظ في نفوذ أمريكا والغرب عالمياً
بهذا يستعيد الشعب الفلسطيني زمام المبادرة في بناء علاقاته الدولية، وفي الحشد في دعم عدالة قضيته المتمثلة راهناً بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات، بلا قيدٍ أو شرط
برز خلاف ما بين الاتجاهات الشبابية في الساحة الفلسطينية بعد اتفاق التنسيق الأمني 2007، وراح الخلاف يتفاقم كلما أخذ طريقه إلى التنفيذ. وقد دار حول إعطاء الأولوية في الصراع في ما بين كل من السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني.
أثار قرار محكمة صهيونية يتعلق بمساكن أهل الشيخ جراح، نقاشاً حول هل يقبلون التسوية التي قررتها المحكمة أم يرفضونها. الأمر الذي يتضمن تثبيتاً لنزع الملكية منهم مقابل سكناهم بها لخمس عشرة سنة أخرى، وما شابه..
أخذت حرب الوجود هذه أقصى مداها، فيما أخذت موازين القوى العالمية والإقليمية وعلى أرض فلسطين تميل الآن، وستميل في المستقبل أكثر في غير مصلحة الكيان الصهيوني، عسكرياً وسياسياً، مع دخول الكيان الصهيوني ذاتياً في مرحلة التراجع والتقهقر، ومعه تراجع وتقهقر الغرب الذي جاء به وحماه وعزّز قواه هو الآخر
إن الكيان الصهيوني، وهو يتراجع وتُوجّه له الضربات، راح يلجأ إلى الانتقام الجماعي ويُعامِل الأسرى الستة بالوحشية، يكون قد جمع النذالة مع الانتقام والضعف والتراجع، وذلك من علامات السرعة بالانهيار.