هذا التطوّر الإيرلندي يتطلب تكثيف الجهود التواصلية والإقناعية، خاصة من المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني والتشكيلات الشعبية عموماً، علاوة على أصحاب الرأي وحاملي الأقلام.
يُشبِه المشهد محاولة اقتلاع شجرة عظيمة ضاربة بجذورها في الأعماق. لعلّه الوصف الأقرب لما جرى يوم الأربعاء (4 يوليو/ تموز 2018) في الخان الأحمر؛ هذا التجمّع الفلسطيني البدوي العريق الواقع شرقي القدس والذي أقدمت قوات الاحتلال على محاولة تفكيكه وطرد الأهالي منه بالقوة بعد سلسلة من الضغوط مارستها عليها م
ضاقت القيادة الإسرائيلية ذرعاً بزمن الصورة والبثّ المباشر الذي لا يتعاون معها وصار عبئاً متزايداً عليها. يعتزم نظام الاحتلال الآن العودة إلى القرن الماضي بأي ثمن، لينعَم بالتستّر على جرائم الحرب والتعتيم على الانتهاكات والتمادي في التبريرات الدعائية الساذجة..
الاحتلال الإسرائيلي يتمتع بحصانة استثنائية في المجتمع الدولي تحميه من المساءلة أو العقاب، كما يتجلّى في مفعول "الفيتو" في مجلس الأمن، وهو ما يجعل دماء الفلسطينيين وأرواحهم بلا قيمة تقريباً للديمقراطيات الغربية..
يفرض هذا التحوّل على أوروبا أن تجيب على سؤال جوهري: ماذا بعد؟ بالطبع يمكن تسويق الوعود للفلسطينيين ربع قرن آخر، لكنهم لن ينتظروا أحداً حتى حينه، وها هم يحتشدون في وجه الاحتلال الإسرائيلي بأساليب جماهيرية غير متوقعة..
وجه جديد من فلسطين يختطف الأضواء. لا يحمل الحجر أو البندقية؛ بل كاميرا الصحافة التي يعتبرها الجيش الإسرائيلي خصماً عنيداً، فهي توثق انتهاكاته وتمنح عيون العالم إطلالة على الميدان، وهو ما يجعل جنوده يُسرِفون في استهداف من يحملونها.
يغفل المهرولون عن أنّ احتلال فلسطين القائم في قلب منطقة لا ينتمي إلى نسيجها في الواقع؛ ظل منذ منشئه مشروعاً اعتمادياً على قوى كبرى ليس بوسعه أن يستمرّ دونها.
ومع انكشاف الواقع في زمن الصورة والمشهد والتشبيك؛ تتعرف الأجيال اليهودية الجديدة في أوروبا والغرب أكثر فأكثر على ما يقترفه نظام الاحتلال في فلسطين، ومن الصعب على أي دعاية كانت مهما كانت بقوة الدعاية الإسرائيلية أن تواصل تبرير ما يجري دون أن تثير الشكوك بشأن مصداقيتها
ما أن قررت المغنية النيوزيلاندية الشهيرة "لورد" إلغاء حفلتها الغنائية التي كان مقرراً إقامتها في "تل أبيب" في حزيران/ يونيو 2018، حتى انصبّت عليها ألوان من الضغوط المتعددة من أوساط الاحتلال الوزارية والديبلوماسية، والمنظمات المرتبطة به حول العالم
طفلة تتحدى جيش احتلال بجرأة منقطعة النظير. حملت وسائل الإعلام صورتها عبر السنوات الماضية في مواقف متعددة وهي تترافع بجسارة في مواجهة جنود الاحتلال المدججين
أهال ترامب التراب على نهج التسوية السياسية، وتحدث عن "مقاربات جديدة" بعد "افتراضات خاطئة واستراتيجيات فاشلة في السابق". وإذ أعلن بهذه الرعونة عن "نهج جديد"، فما خرج به ترامب في "صفعة الأربعاء" يتجاوز نقل سفارته أو اعتبار القدس عاصمة لكيان الاحتلال، بكل ما فيه من صلف وغطرسة وعدوان لم يجرؤ عليه أسلافه