بينما كان شباب الثورة يحيون ذكرى أحداث الاتحادية بالكتابات والصور على مواقع التواصل الاجتماعي، كانت تعليقات شباب «الإخوان» والقريبين منهم تنحصر على أمرين، الأول لوم الثوار على الاستغراق في الماضي والبحث في الملفات القديمة، والثاني مطالبتهم بالبحث عن ما يجمع ولا يفرق.
لم يهتم السيسي بكون الشباب أقل الشرائح التي منحته صوتها في انتخابات الرئاسة الأخيرة، لم يطلب من مقدمي برامجه أن يوقفوا حملاتهم المسعورة ضدهم، لم يحجز لهم موضع قدم في الحكومة، لم يطلب من داخليته التوقف عن ملاحقتهم وسجنهم، والآن يصرخ فيهم طالبًا المساعدة.
يؤكد الرئيس عبد الفتاح السيسي اهتمامه بتمكين الشباب لذلك اختار بنت الـ63 عامًا لتكون إلى جواره، يشدد الرئيس على انتمائه للثورة وضمانه عدم عودة رموز نظام مبارك لذلك جاء بمسؤولة تسويق نظام مبارك وتبييض وجهه في الخارج إلى قصر الرئاسة،
نعم إني خائف، لكن الخوف لن يغير قراراتي وقناعاتي، لأنك تعيش مرة واحدة فإما أن تحيا كما تريد أو كما يريدون لك أن تحيا، ولأن خوفي على مستقبل أبنائي يستدعي أن أعمل على تأسيس وطن لا أخاف عليهم فيه من بعدي.
ذلك الحنين إلى احتضان ولدك وتقبيله، ذلك الظلم عندما يتطلب سلامك عليه إذنا من نيابة أو محكمة، ذلك الوجع في رؤية فلذة كبدك وقد ذبلت ملامحه ويتحرك على سرير طبي بينما هو في ريعان الشباب، ذلك الظلم الذي يفوق مرتكبه إثما الساكت عليه، ويفوق الساكت عليه حقارة السعيد به والمبرر له.
بعد نقاش قصير في السياسة والإعلام طلب مني شاب مصري يعمل بالبناية التي كنت أسكنها في السعودية أثناء أدائي فريضة الحج أن أصعد معه فوق السطوح ليريني شيئا ربما أفهم من خلاله الوضع الذي يحياه كثير من المصريين في الخارج مضطرين بسبب ضيق بلادهم عليهم وعجزها عن استيعابهم.
المشهد الأول (نهار – خارجي – مدينة المحلة الكبرى) يقف عدد من أفراد الدفاع المدني يتقدمهم ضابط ويمسكون جميعا بعصي طويلة يوجهونها نحو قنبلة بدائية الصنع في محاولة لإبطال مفعولها.
في مثل هذه الأيام قبل عامين كان المئات من شباب الثورة يتظاهرون في ميدان التحرير لعمل كشف حساب للرئيس المعزول محمد مرسي بعد 100 يوم من توليه المسؤولية، الآن لا يستطيع أحد أن يحاسب السيسي على ما فعله وما لم يفعله في المئة يوم.
"ضابط يقتل مجند في معسكر بشمال سيناء. مجند يقتل ضابطا في معسكر بالجيزة ضابط يغتصب سائحة روسية. أمين شرطة يقتل مواطنا داخل القسم. أمين شرطة يغتصب معاقة نفسيا داخل القسم. أمناء شرطة يمثلون بجثة في الخانكة. ضبط مجند يتاجر في تذاكر الهيروين بطنطا. أمين شرطة يهرّب مسجونين من سجن بالإسماعيلية..
وكأنه توجيه مكتوب وصل إلى كل مقدمي البرامج وكتاب الأعمدة والسياسيين في مصر، قولوا للناس إن الاستقرار أهم من الخبز والحرية، أقنعوهم بأن الاستقرار غاية وليس وسيلة، ذكّروهم بأيام مبارك حين كانت البلد مستقرة، صحيح أنها كانت مستقرة في القاع، لكنها كانت مستقرة على أي حال وهذا يكفي.
كتب تامر أبو عرب: كانت أحداث الاتحادية برزخًا بين مرحلتين، مرحلة يُنظر فيها للدكتور محمد مرسي على أنه رئيس شرعي منتخب، ومرحلة يُنظر فيها إليه على أنه رئيس عصابة.