على هذا العبث إذا أن يتوقف، وتتوقف معه هذه الوتيرة من السلوك المتعالي الذي تظهره القوات السعودية متفردة في القرار السياسي والعسكري والاقتصادي في محافظة المهرة، مستغلة الصمت المريب من قبل رموز السلطة الشرعية المختطفين في الرياض
يبدو أننا سننتظر مزيداً من الوقت قبل أن نرى تحولاً جوهرياً في أداء السعودية، بعيداً عن الأجندة الإماراتية التي تنال من السعودية ومكانتها الإقليمية، بالقدر ذاته الذي تحدثه الصواريخ والطائرات المسيرة التي يطلقها الحوثيون بدعم من إيران؛ باتجاه العمق السعودي
لا يوجد تكثيف أكثر من هذا للصفقة التي تسعى الإمارات، وربما نجحت في إبرامها مع المبعوث الأممي البريطاني الجنسية مارتن غريفيث، وهي الصفقة ذاتها التي أقلقت على ما يبدو الرئيس هادي؛ أكثر من قلقه على ترتيبات الحديدة على الرغم من خطورتها
السعودية لا يبدو أنها ما تزال متحمسة لتحقيق هدف إزاحة الحوثيين من المشهد وإعادة السلطة الشرعية الحالية؛ لإدارة البلد وقيادته ضمن مرحلة انتقالية تنتهي إلى انتخابات حرة يشارك فيها جميع اليمنيين
الميسري هو ثالث أهم مسؤول في مجلس الوزراء، وبقي في عدن طيلة الفترة الماضية، في ظل علاقة متوترة مع الأطراف الجنوبية المدعومة من الإمارات، والتي تعمل على تقويض نفوذ السلطة الشرعية بشكل ممنهج ومستمر، وإسناد كامل من أبو ظبي
الحرب الفائضة عن الحاجة، والتي شهدتها مدينة تعز، هي أحد النتاجات السيئة للسياسة التي يتبعها ما يسمى بتحالف دعم الشرعية، ويمضي من خلالها نحو تكريس بؤر صراع وحروب منفصلة ومتعددة الأهداف، بل إن الحوثيين يحققون معها تفوقاً ميدانياً
ينضج موقف التحالف بأشكال فجة من الانتهازية السياسية والابتزاز، والمواجهة البينية بين قطبيه التي تعكس صور مختلف من التنسيق أحياناً، والتناقض أحياناً، والتنافس على قضم الأراضي أحياناً أخرى
الأمير خالد بن سلمان، شقيق ولي العهد السعودي، تسلم وفقاً لمصادر مطلعة؛ مهمة لا تقل أهمية عن منصب نائب وزير الدفاع الذي تسلمه مؤخراً، وتتمثل في الإشراف على ملف العلاقة مع اليمن..
لم يعد بوسع الأطراف اليمنية المنضوية تحت مظلة الشرعية أن تجد مكاناً لعقد اجتماعاتها، بعد أن تعذر عليها أن تنجز ذلك في الداخل اليمني الذي تتحكم الإمارات والسعودية بمنافذه البرية والبحرية والجوية
إن أهم ما يميز أحدث حلقة من حلقات المواجهة المتواصلة بين الرئيس هادي وأبو ظبي، أن الرئيس قرر هذه المرة التمترس بالدور الفعال والمؤثر الذي يؤديه الدعاة في عدن، على الرغم من الخذلان الذي بلغ حد التفريط بهم وبدورهم وبمقاومتهم طيلة الفترة الماضية، وتمسكهم بالولاء للرئيس هادي والدولة اليمنية الموحدة