كان من المهم أن تقوم المعارضة في هذا المقام بوضع استراتيجيات حقيقية في ما يتعلق بمواجهة الانقلاب والسلطة الحاكمة في مصر وفضح السياسات البوليسية والفاشية، وكذلك العمل على تأسيس استراتيجية خطاب يتواصل فيه مع ثلاثة أصناف..
الظاهرة الشبابية لن تقبل بأي حال من الأحوال لا الاحتيال ولا التزييف.. هذا الدرس يعطيه الشباب عند كل حدث بداية من المقاطعة الانتخابية ليقدم أبلغ رسالة بأن ما يفعله المنقلب ليس هو نموذجهم، بل نموذجهم في الثورة والتغير، في النهوض والتأثير، في الكرامة والتقدير
شكل هذا الاستقطاب ميدانا خطيرا نقلت فيه هذه النخبة حالة الاستقطاب تلك إلى حالة فرقة مقيمة بين فئات المجتمع المختلفة وبين أطياف الجماهير المتنوعة، فأحدث ذلك شرخا كبيرا داخل المجتمع استهانت به النخبة في بداية أمرها..
الصورة النمطية للشعوب والجماهير لدى النخبة مثلت بحق فجوة في التفكير وفجوة في التدبير والتسيير، وفجوة في التغيير والتأثير، هكذا لم تعد الجماهير قاطرة الأيديولوجيا التي تتشدق بها النخب أيا كانت أفكارها، بل باتت هذه تناقض توجهات الجماهير وتستدعي قمعها وعدم الانصياع لها.
رابعة تذكرنا بتضحياتها أن علينا أن لا ننسى القصاص، وأن نقوم بكل ما من شأنه الحفاظ على إنسانية مجتمع وعلى قدرة أمة، فلن يفلت المستبد ولن يفلت القاتل، نداء رابعة لا يموت، كاشفة فارقة ناقدة..
كل ذلك يشكل من "رابعة" مدخل تفسير لكل المجازر التي حدثت قبلها وبعدها، ولعربة الترحيلات، والتي نظر أحد ضباطهم ضحاياها كفئران، ونظر عباس كامل، مدير مكتب السيسي آنذاك، إلى هؤلاء كعالم أشياء "الحاجة وثلاثين دول"
إن مشروع الجماعة الوطنية يعبر في حقيقة الأمر عن مشروع وطني وحضاري وسياسي متكامل يؤشر على كل العوامل التي تؤدي إلى لحمة وتماسك المجتمع بكل أطيافه وتنوعاته
بدا الأمر كتكوين واصطناع الحالة التي تتعلق بالجناح المدني المهيض، وتغول العسكر وتمكنهم من كثير من المفاصل التي هيمنوا عليها. وكان ذلك بداية خطيرة للسير في تدبير يتعلق بفقدان الميدان، وإخصاء وحل البرلمان
بدا ذلك التنافس الاستقطابي لا يستفيد منه إلا المجلس العسكري.. ظلت المحاولة على هذا النحو.. كثير ممن يسمى بالنخبة يتنافس بطلب ود العسكر، فضعفت كل الأطراف، وتعلق المجلس العسكري فصار حاكما بأمره، ويمارس كل ما من شأنه أن يمكن له من صياغة مستقبل يعوق كل مسيرة لأي حكم مدني قادم