سامي الخطيب يكتب: نحالف من نحالف بناء للمصالح العامّة، دون أن ينسينا ذلك ما كان ممّن نحالفه أو ما نتوقعه من مفاسد، ودون أن يعني ذلك خروجا عن الثوابت أو تبعيّة للآخر
جاء الشيخ يوسف القرضاوي رحمه الله تعالى ليحقّق مع إخوانه، بإنشاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، هدفاً سامياً وحلماً عالياً، بل مقصداً من مقاصد الشريعة بإقامة الدنيا على أساس الدين، وآية من آي القرآن الكريم، بتحقيق الوحدة على هدي التوحيد، وقد قال سبحانه: ﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾..
إنّ الرئيس التركي، وإن كان الخاسر، الأكبر في هذه الانتخابات، يبقى واحداً من كبار الرابحين حين توّج بإنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي 22 عاماً من الديمقراطية وتأكيد حرية الفرد في بناء دولته واختيار قياداته، ليرسخ ميراث دولة مدنية يقول فيها الشعب كلمته بحرية وكرامة، بعيداً عن سطوة العسكر وسلطة الدبابة..
واجه الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين حرباً ضروساً صامتة، استهدفت أسسه البنائية، ومبررات وجوده الفكرية، فانشغل عن طموحاته الكبرى في تنظيم الدعوة والدفاع عن مكتسبات الأمّة وتقوية ركائز وحدتها والعمل لرفعة رايتها، بالعمل على تثبيت بنيته الداخلية وتأكيد منظومته الفكرية،
يدرك الناظر إلى مسيرة الاتحاد بعد عشرين عاماً على تأسيسه إيمان علماء الأمّة باتحادهم، وتمسكهم بوجوده ودوره ورسالته، ولكنْ.. هل حافظ الاتحاد على ما قام من أجله في مجالات الدّعوة تنظيماً والوحدة انفتاحاً، والدفاع عن الثوابت وحماية الحقوق، خاصة حقوق الأقليات المسلمة ومصالح الأمّة الإسلامية؟ وهل استطاع أن يحمي قراره من سلطة الساسة وتأثير الحكومات الطامحة والطامعة؟!
انعقدت الجمعية العمومية السادسة للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في واحد من أكبر فنادق الدوحة، بحضور زهاء ستمائة وخمسين عالماً جاؤوا من أقطار الدنيا في السادس من يناير 2024 ليناقشوا أوضاع العالم الإسلامي، وينتخبوا رئيس الاتحاد ونوّابه الستّة ومجلس أمناء يتكوّن من واحد وثلاثين عالماً..
هل استطاع الاتحاد جمع علماء الإسلام، وتعزيز القواسم المشتركة بينهم، ليتجاوزا خلافاتهم القطرية والإثنية والمذهبية، في مواجهة التحدّيات التي تعصف بالأمّة وتهدّد وجودها ومستقبل أبنائها في كثير من أصقاع الأرض؟
لقد بلغ جنون العدوان مداه، ووحشية الجرائم منتهاها، وحجم التآمر ومستوى الصّمت المريب حدّاً لا يطاق، ولم يكن أمام الرجل الذي يرى أمّته العظيمة عاجزة عن قطع العلاقات مع الكيان الغاصب، أو طرد سفير القتلة، أو إيقاف تصدير البضائع إلى جنود الاحتلال، مع رفض مجلس النّواب طلباً من كتلته البرلمانية بزيارة وفد برلماني إلى غزة، إلا أن يقول كلمته، بكلّ ما يمكن أن تحمله هذه الكلمة من صدق..
سامي الخطيب يكتب: لا تخرج الانتخابات التركية الأخيرة عن أن تكون بين معسكرين اثنين، رغم كثرة الأحزاب وتعدّد الشعارات وتنوّع الطروحات واختلاف الرؤى والبرامج..