يبدو أن حساب حقل حرب إسرائيل على قطاع غزة ليس كحساب بيادرالمعارك فيه، فبعد أكثر من 150 يوما من الحرب، لم تحقق إسرائيل هدفها بسحق حماس عسكريا. ومن الواضح أن الحرب على القطاع تتجه إلى حرب استنزاف باستخدام المقاومة تكتيكات حرب العصابات في مواجهة الجيش الإسرائيلي بمدرعاته الثقيلة في مناطق مأهولة، مما يُصعِبُ حركته ويتسبب بتزايد عدد قتلاه. وتكتيك حرب العصابات هذا يعتمد على شن هجمات من قبل خلايا مكونه من اثنين إلى خمسة مقاتلين، ونصب الكمائن واستخدام القناصة، مع تجنب المواجهة المباشرة مع قوات الغزو الإسرائيلي قدر الإمكان.
نبهان خريشة يكتب: حكومة نتنياهو، عملت على توظيف الحرب بكل ما ألحقته من دمار وإبادة جماعية في قطاع غزة، لتمتين إئتلافها ومنع تفككه لخدمة مشروع اليمين المتطرف، وبقائه في سدة الحكم، ولمواجهة الفلسطينيين، ليس فقط في غزة، وإنما في الضفة الغربية وأراضي 48 أيضا.
في أول قرارات لها بعد توليها مقاليد الحكم في إسرائيل، قررت حكومة نتنياهو سحب بطاقات الـ “في آي بي” من عدد من مسؤولي السلطة الفلسطينية، لاحتفائهم بإطلاق سراح المعتقل المحرر كريم يونس. وردا على التحرك الفلسطيني لمطالبة محكمة العدل الدولية، لإبداء الرأي في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، كما قررت أيضا اقتطاع مبلغ نحو 40 مليون دولار من عوائد الضرائب، التي تجبيها إسرائيل لصالح السلطة الفلسطينية، لتذهب لصالح من تزعم أنهم متضررون من العمليات الفلسطينية.