أحمد عمر يكتب: يظهر أن بعض محبّي الشرع يطمحون إلى طمس صورة بطل العلويين السابق بشار الأسد وأبيه حافظ الأسد، بتعظيم بطلهم الجديد بالصور كما كان يفعل أولئك، لكن جموعا سورية أخرى تخاف من أن يطغى، فسكرة السلطان أشد من سكرة الشراب.
أحمد عمر يكتب: نشوة إسقاط النظام الأسدي أخرست الجميع، والنصر أسكر المنتصرين، وأخزى المنهزمين، ولم يُرَ حتّى الآن سوى شخصيات معارضة منفردة وبعض المواقع المدعومة من الغرب. وكان مؤتمر النصر قد حلّ الأحزاب كلّها، ولم يُعلن عن أي حزب جديد بعد، مع أن الساحة حرّة، ويعترف الجميع بأن مساحات الحرية واسعة، ويمكن القول إن المعارضين من غير الأقليات القومية والطائفية أفراد؛ وهم فلول النظام السابق وخلاياه اليقظة المتربّصة المستترة
أحمد عمر يكتب: الديمقراطية التي يطالب بها الكتالوجيون، لن يسمح بها الغرب ولا الأشقاء الحلفاء. الغرب قد يعيّر من يشاء بغياب الديمقراطية حين اللزوم، أما الأشقاء الرؤساء والملوك فيكرهون وصل ليلى وإن ادعوا وصلها، فهي خطر على أنظمتهم وتنذر بالعدوى
أحمد عمر يكتب: أرى أحيانا فيفا زالاطا فيدراليا بمسدس خفي، ليس على الخصر، إنما في الفم، على الشاشات يطالب بالفيدرالية واللامركزية في سوريا فورا، وهي خارجةٌ من حرب أتت على الأخضر واليابس، ولا يكاد يخلو بيت مدمّر من شهيد أو مفقود، يبارز البطلُ المغتربُ المذيعَ الشرسَ، بذكر مصطلحاتٍ أو أسماءَ تُذكّر بيأجوج ومأجوج، مثل؛ "وستفاليا" و"البوندستاغ" و"سويسرا"
أحمد عمر يكتب: كان في ديار المسلمين كنائس وجوامع وصوامع، فالإسلام يقول: لكم دينكم ولي دين، وأحيانا في الساحة نفسها. الكنائس مفتوحة ليل نهار، ولا تزال، وقد دارت الأيام حتى رأينا بيوت العبادة من كنس وصوامع في ديار المسلمين أقدس من المساجد وأكرم، وأنّ ذِكر الإسلام أمسى مكروها
أحمد عمر يكتب: نحن مقبلون بالاتفاقات الإبراهيمية المنتظرة على خاتمة الفيلم الهندي الشهير: أمر أكبر أنطوني. إخوة تفرقوا بهرب والدهم من العصابة فيجري تبنيهم من ثلاث عائلات؛ إسلامية ومسيحية وهندوسية، ثم يجتمعون للانتقام من زعيم العصابة وكفار قريش؛ كما وصف محمود عباس حركة حماس ذات مرة
أحمد عمر يكتب: من المفارقات والعجائب أن بوّاب النيران البرتقالي الذي يدّعي إحلال السلام في سبعة حروب في أشهره الأولى من الحكم -وهي كذبة صدقها حتى أن رئيس ألبانيا تهكم عليه في فيديو شهير- قد صدق أنه سوبرمان، وهو يسعى حثيثا إلى جائزة نوبل، بل ويشكو إلى الزائرين للبيت الأبيض والدموع في صوته؛ إعراض لجنة الجائزة عنه وعدم ترشيحه لها، أو عدم نيله لها حتى الآن
أحمد عمر يكتب: استطاع كيان صغير، أصغر كيان سياسي معزول ومحاصر في كوكب الأرض؛ الثورة على القصة، التذكير بالقصة الحقيقية، وما استطاعوا إليه نقبا إلا بعد تضحيات جسام، 100 ألف شهيد، فصورة غزة ممنوعة في قصص الأخبار الرسمية الغربية، وإن ذُكرت تُقتطع الصور، أو تُدمر بتعليق مخالف من مذيع النشرة، فهي قصة ممنوعة، أو منقوصة، أو مشوهة، لكن وسائل التواصل، وهي مملوكة لأولياء إسرائيل؛ نشرت القصة. فلا بد للقصة أن تصل، لا بد من راوٍ يروي الحكاية
أحمد عمر يكتب: ترامب يطلب من إسرائيل إنهاء الأمر بسرعة، لأن الصورة تتآكل وتتقبح. لكن غزة تصمد، والمقاومة مستمرة، والصورة تسوء كل يوم. في جامعة هارفارد، 60 في المئة من الطلبة أظهروا نفورهم من إسرائيل. أُسطول نجدة أبحر من إيطاليا بأكثر من 50 سفينة. كل يوم ينضم مؤثر جديد إلى "محبي غزة" و"مبغضي إسرائيل"، التي باتت صورتها الحقيقية تتجلّى، بعد أن كانت مطلية بألوان زاهية وزائفة من الديمقراطية والسلام
ليس هناك جريمة كاملة، إذ لا بد أن يترك المجرم، مهما أوتي من خبث ودهاء، أثرًا يدل عليه، هكذا يقول أهل النظر. لكن الإحصاءات الجنائية تقول إن نسبة المجرمين الهاربين في الإحصاءات الجنائية في المدن الغربية، حيث ترتفع نسبة الجرائم، لا تزال مرتفعة، وذلك بسبب أخطاء المحققين، والرشوة، والفساد، وكثرة الجرائم وليس ذكاء المجرمين.
أحمد عمر يكتب: أخفق التطبيع مع الكيان الإسرائيلي المزروع في صدر الوطن العربي، قلبا جديدا. عادة، يقتضي زرع جارحة جديدة في الجسم أن تكون موافقة للجسم المزروع فيه: في الأنسجة، وزمرة الدم، وشرائط قانونية وشرعية وأخلاقية. لكن الذي وقع هو أن إسرائيل وهي من "الجوارح"، بدّلت أجهزة الجسم كلها حتى يتوافق معها، وصنعت الحكومات العربية لتوافقها في زمرة الدم والأنسجة
أحمد عمر يكتب: زعماؤنا يخشَون الدقَّ على جدران الخزان، فإما أنهم يؤمنون بفضيلة السكوت من ذهب، وإما أنهم يخشون انكشاف امرهم وتعطل الرحلة، وافتضاح أمر منجم الذهب المسروق في الخزان
أحمد عمر يكتب: من أبرز صور معاقبة الأبرياء ما يُعرف بـ"الدروع البشرية". وهي وسيلة يُبرر فيها استهداف المدنيين، باعتبارهم أدوات تَحصّن بها العدو. بهذا المنطق، تحوّلت المستشفيات والمدارس، بل والبشر أنفسهم، إلى "أضرار جانبية"، كما تصفها لغة الحروب الحديثة
أحمد عمر يكتب: إسرائيل وقد اصطدمت بصخرة صلبة في غزة، وثارت ضدها عواصم أوروبية وهي ترى الإبادة رأي العين، وحُشر رئيس حكومتها وتكاد المعارضة أن تسحب شرعيته، مطالبة بانتخابات، رأت أن تغزو إيران بحملة اسمها الأسد الصاعد. نتنياهو محصور أمام شعبه، فهرب إلى الأمام باغيا صناعة نصرين؛ مكان تحت الشمس، وهرب من أزمة الداخل
أحمد عمر يكتب: كأننا نشاهد فيلما، وليس مجازر غزة في فيلم، بل حتى أنه في الأفلام كان النظارة يصفقون للبطل، وينكرون على الشرير بالصفير، وقد انكشفت حيلة إسرائيل (وهو لقب يعقوب) وبقي أن ينتصر العيص، وقد لاحت علامات هزيمة إسرائيل أخلاقيا في أكثر من عاصمة غربية