أفردت الجزأين السابقين لمصر، وفي مخططي أن أخصص هذا الجزء للعرب بصفة عامة، فالمعضلة واحدة تقريبا، مخصوصة عند النظر بالتفصيل للتاريخ المصري في القرنين الماضيين، وعامة عند الحديث عن تاريخ الأمة العربية. وهذه الكتابة في مجملها ليست سوى مقدمة لازمة للبحث في الراهن
نكستان، إذا، قبل أن يحل 5 حزيران/ يونيو 1967، الذي سيجد الكلمة منتظرة، لتكون الثالثة. وكأن تقدم(نا) مجهض دائما، تقطعه "نكسات" متكررة ذات أبعاد متباينة، لكنها جميعا تؤكد أن تاريخ القرون الثلاثة الماضية بالنسبة للمصريين كان بحثا عن تقدم مفقود؛ بينما النكسات هي العلامات الفارقة فيه
هذا هو الملمح الأول لمسألتي التقدم والرجعية، وتعاقبهما، والتي وسمت التاريخ المصري الحديث بأكمله، بحيث بدى التقدم والتحديث والحداثة في مصر مشروع غير منجز بعد
راجعت سريعا ما خزنته ذاكرتي عن سد النهضة الإثيوبي، خلال عام مضى، بحثا عن الكلمة الأكثر تداولا في الأخبار والتعليقات التي يبديها المصريون الذين يتابعون القضية، فوجدت أن هناك ثلاث كلمات تتنازع الصدارة، وهي: الجمود، التعثر، الصمت. وعندما محصت الأمر مجددا، كان الصمت قد انتزع الصدارة
بإدراك محمد علي باشا أن الحصول على قوات عسكرية تتمتع بالصحة يتطلب العناية بالوضع الصحي العام للسكان ككل؛ مدفوع للمضي فى أكثر من اتجاه، لكنه لم يتخل لحظة عن رأيه في المواطنين الذين يفرض عليهم برنامجه وخططه ومشاريعه، وتلك بعض أوجه المعضلة المستجدة مع جائحتنا الراهنة وإن بصور أكثر مخاتلة
الفلسطيني، اليوم، يعري في كل شبر من أرضه،جوهر الكيان الاستعماري، دولة ومجتمعاً، والقائم على سياسة التهجير والتدمير من جهة، والبناء والتهويد من جهة أخرى
بيان الحركة المدنية الديمقراطية هو في واقع الأمر دعوة للسكون وإبراء للذمة وقبول بالأمر الواقع، وهو ما يجعل من سد النهضة الإثيوبي مفتاحا لخراب حال لو استمر الحكم في مصر على هذا الحال
الأهم أن لا أحد ممن يقابلهم الرئيس يجرؤ على الحديث عن الآخرين، لا حديث عن موضوع عام يخص المجموع. ما نراه بسطاء، مرضى، يصادفون واهب النعم والعطايا، وعلى بساطتها تبدو الشكوى هائلة في إطار علاقة الاستجداء والمن.
يجزم السيسي وينبه: "المعلومات عورة"، مستدعيا، بلا مواربة وبالضرورة، في ذهن البعض دلالاتها المعنوية وليس الحسية. فمن سينفي عن المعلومات هذا الوصم فكأنه يرد عليه: "إن يريد إلا فرارا"، فمما يفر السيسي؟
لا بد من قراءة وقائع السقوط المتوالي بنظرة أشمل تتجاوز ردود الفعل الفردية أو الاحتجاج المؤقت على ساقطين كانوا بيننا ومتحولين ملأوا أسماعنا بالحديث عن الصمود والتمسك بالثوابت
أخشى يا سيادة الرئيس، سواء كنت عبد الفتاح أو مرتضى، من الكلام الصحيح الذي يخفي بين سطوره اللامعة خراب الباطل وسموم القمع والقتل، ثم نسمي هذه الجريمة "غير الإنسانية" بمسميات من نوع "الإصلاح الجريء" و"حماية الدولة" و"مصلحة الشعب"
أعتقد أن السؤال أكبر من سلوك سارة ومودة وسلمى وأي اسم فردي من النساء والرجال، لأنه سلوك دول ومجتمعات أدانت للوحة الإعلانات حتى لو كانت بلا قيمة ولا هدف