هذا اليوم هو مناسبة جليلة تجعلنا نتذكر أن النظام برمته، ذلك الذي أنتج الجمعة السوداء، مبني حقيقة على العبقرية البشرية والكدح، وأن العمل البشري، وليس الأصنام الزائفة ليوم الجمعة السوداء، هو مصدر الثروة الحقيقية للمجتمع
هل "أحيا" كورونا فكرة الإله رغما عن الغوغائية؟ وهي اعتبار أن الحقيقة علمية ويجب اتباعها، وأن التحقق يجب أن يكون بطريقة كمية أو تجريبية، وأن العلم هو الوحيد القادر على طرح الأسئلة وإجابتها، لكن الحقيقة العلمية حقيقة تاريخية.
حين نلغي هذه العبارة المفسدة (الطاعة القانونية) من قاموسنا سنستطيع أن نستعيد بعض مقاييس الثقة في النفس وحتى بعض الكبرياء، فيما كان يسمى كرامة أو شرفا للإنسان.
يبدو الأمر كما لو أنه يمكن للمرء أن يكون مبدعا فقط عندما ينفصل عن المجتمع. فعندما ندع تركيزنا يتحول بعيدا عن الأشخاص والأشياء من حولنا، نكون أكثر قدرة على الانخراط في عملية التفكير الناقد والتفكير في أفكارنا الخاصة، التي تنتج لنا المخرجات الإبداعية
لا يجوز الصفح بأي شكل من الأشكال عن الجرائم التي ارتكبت ضد إنسانية الإنسان، ضد ما تكون به إنسانية الإنسان، أي ضد القدرة على ممارسة الصفح ذاته، خاصة إذا كان مقترف الجريمة لم يتقدم أبدا بطلب الصفح، ولا سعى إلى الحصول عليه، ذلك أنه لم يعترف بخطئه، ولم يعبر عن أي شكل من أشكال الندم أو التوبة
إن كل شكل من أشكال الفن يرفع القيم التي يُتوقع منا قبولها أو رفضها لأننا نقدر الفن، ولذا، نعم، الفن سياسي، وكل الفنون سياسية لأن الفن يرسم وجهة نظر عالمية. والفن الحديث تحديدا هو تفكير جماعي، وأيديولوجيته، سياسة لا فن، والجميع يقرأ على شيخ واحد: الليبرالية.
بمناسبة قبول فيروز لوسام جوقة الشرف من الرئيس الفرنسي ماكرون، والشيء بالشيء يذكر، ففي عام ١٩٤٥ بعد الحرب العالمية الثانية، رفض الكاتب والفيلسوف جان بول سارتر وسام جوقة الشرف ذاته. بل رفض سارتر (الذي كان يبلغ حينها ٦٩ عاما) جائزة نوبل في الأدب التي منحت له في تشرين الأول/ أكتوبر ١٩٦٤