كتب حازم صاغية: لا تكفي الحجج التي تخفّف من آثار الغياب السوري عن فيينا لإقناع من يريد أن يقتنع. فأن تلتقي عشرات الوفود، من دول الإقليم ودول العالم، كي تبحث في وضع شعب وبلد غائبين عن اللقاء، فهذا إنّما يمسح الجرح بالإهانة.
كتب حازم صاغية: يتحدّث البعض، من موقع الرفض للسياسات الروسيّة، عن "استعمار روسيّ". ويحضر من البراهين، فضلا عن المغامرة السوريّة، ما يحصل في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم..
كتب حازم صاغية: منذ أن وُلد المقدّس في التاريخ وُلد المحرّم. فهذا الأخير الذي سمّاه البولينيزيّون القدامى "تابو"، ومنهم استعارت الكلمةَ لغاتُ الأرض، هو السور الذي يسوّر المقدّس كي لا تُنزع عنه قدسيّته فيصير عاديّا..
تميل الثورات ووعودها الكبرى لأن تنشدّ إلى الأعلى وتشدّ إليه. فانتصار "الشعب" هو، في وقت واحد، انتصار للأقلّيّات، وللمستعمَرات إذا وُجدت، وهو أيضا انتصار للنساء، وللعبيد إذا وُجدوا.
كتب حازم صاغية: لم يكن الأمين العامّ لـ "حزب الله" موفّقا حين تحدّث قبل أيّام عن "الطريق إلى القدس". فهذا التعبير عرف طورين، لا يسمح أيّ منهما باسترجاعه في موضع الجدّ، ناهيك عن التأثير والاستقطاب.
في 2005، يوم 14 آذار، نزل إلى الشارع لبنانيون بمئات الآلاف، رداً على جريمة اغتيال رفيق الحريري. هؤلاء تظاهروا ضد الأمر الواقع، وطالبوا بانسحاب الجيش السوري من لبنان، وبسقوط "النظام الأمني اللبناني السوري المشترك".
قيل مرّة: «لكلّ زمان دولة ورجال»، كما قيل: «لكلّ مقام مقال»، وفي سورة آل عمران «وتلك الأيّام نداولها بين الناس». وبمعنى مشابه اشتُهر بيت أبي البقاء الرنديّ في مرثيّته الأندلسيّة:
كتب حازم صاغية: تحفل الذاكرة العراقيّة، أقلّه في العقود الممتدّة منذ مطالع الستينيات، بكثير من المرارات التي تتكرّر بصور وأسماء مختلفة، تاركةً هذا المسار التكراريّ، والمتصاعد، يقضم كلّ احتمال مستقبليّ.
لا تخفّف الاستعادة التاريخيّة لأحداث العنف من الخراب والهمجيّة المتماديين اللذين يطالان منطقتنا، ومن الألم القاتل الذي يعصف بأفراد كما بجماعات تضافرت الشروط لهبوط الشقاء عليهم. كذلك لا تخفّف النقاشات المتواصلة حول العنف وتوزيع المسؤوليّات عنه، بين الحداثة والقدامة والاستعمارات والأنظمة والثقافات
كتب حازم صاغية: قبل أيّام قليلة، وبُعيد الضربة الإسرائيليّة في القنيطرة، هطلت علينا الطبيعة صواعق وزلازل وبراكين. على ذلك أستعين ببلاغة التقليد الدينيّ وفصاحته ممّا لا يملك مثلَهما النظام الجهازيّ السوريّ، للقول إنّ الردّ آتٍ.
كتب حازم صاغية: دخولنا سنة 2015 يعني، بين ما يعنيه، مرور 40 عاماً على اندلاع الحرب الأهلية- الإقليمية في لبنان عام 1975. ولكنْ لماذا التوقف عند تلك الحرب ومناسباتها الدائمة، فيما المنطقة اليوم تعج بالحروب والمآسي على أنواعها؟
كتب حازم صاغية: ليس الحدث الانتخابي الأخير في تونس حدثاًً عادياًً. فانتخابٌ رئاسي يتلوه تداول سلمي للسلطة، ونجاح يتيم يحصده «الربيع العربي»، أمور تحض مرة أخرى، على الانتباه إلى الاستثناء التونسي الرافد للتطورات المذكورة. وهو استثناء ثقافي واقتصادي واجتماعي معاً..
كتب حازم صاغية: تقول الرواية الشائعة عن السيد موسى الصدر، الزعيم الديني والسياسي للطائفة الشيعية في لبنان حتى اختفائه أواخر السبعينيات، إنه هو الأب الروحي المؤسس لما بات يُعرف بمقاومة «حزب الله».
قبل قمة الدوحة وبعدها، والكلام على «أطماع» إيرانية في الخليج من مألوف اللغة السياسية. وثمة مراقبون ذكروا مُحقين أن شاه إيران كان صاحب أطماع مبكرة حملته على توهم الحلول محل بريطانيا في الخليج، ثم دفعته إلى احتلال الجزر الثلاث. لكن علاقة الشاه بالولايات المتحدة كانت تضبط أطماعه الإمبراطورية وتحد منها،