انتزع عرب القرن العشرين تعبيرين من الطبيعة ثمّ جاؤوا بهما إلى السياسة والاجتماع: «النكبة» وصفاً لنشأة إسرائيل في 1948، و«النكسة» وصفاً لهزيمة «حرب الأيّام الستّة» عام 1967. المشترك بين التعبيرين هو بالضبط كونهما طبيعيّين..
يبقى أنّ إساءة استخدام الله واسمه تذهب بعيداً جدّاً مع «ربع الله» ممّن يُقدّر أنّهم تابعون لميليشيا «كتائب حزب الله»، وكلّهم في آخر المطاف عناصر في «الحشد الشعبيّ». ولمّا كان «الحشد» ينفي كلّ معرفة بـ«الربَع»، فهذا ما يزيد الشبهات اشتباهاً..
إذا جاز وصف الوضع اللبنانيّ على شكل صورة، فالصورة الأدقّ قد تكون التالية:
عائلة من أربعة أفراد أو خمسة تعيش في بيت واحد، لكنّ أحد أفرادها يملك مسدّساً يزيّته ويتلاعب به في..
فالنظام بالتالي لا يملك أدنى جواب عن سؤال؛ من نحن؟ والأدق أنه يملك ألف إجابة يرضي بها ألف طرف وطرف... أبعد من ذلك أنه لا يملك هذه الـ«نحن» أصلاً، ولا هوية لديه تتعدى احتفاظه بالسلطة كائناً ما كان ثمن الاحتفاظ. فالـ«نحن» الوحيدة المتوافرة هي الرغبة في إدامة السيطرة لأمراء حرب صغار يرعاهم أمير حرب أكب
هناك من يخبرنا أنّنا نحتفل، هذه الأيّام، بمرور ثلاث سنوات على «معارك تحرير الشرق»، أي القضاء على «الهجمة التكفيريّة» التي يقال إنّها هبّت علينا من الجوار السوري.
مع أواخر القرن التاسع عشر، ثم خصوصا بعد انتهاء الحرب الأولى، نشأ احتكاك مباشر بين أوروبا الصناعية والديمقراطية وسائر أطراف العالم. ما بدأ مع الحروب النابوليونية على نطاق أوروبي صار، للمرة الأولى، كونيا: غزو مصحوب بنموذج.
اسمان برزا إلى الواجهة السياسيّة البريطانيّة في الآونة الأخيرة: كير ستارمر الذي انتخب قائدا لحزب العمّال، خلفا لجيريمي كوربن، ودومينيك راب الذي تولّى رئاسة الحكومة وقيادة حزب المحافظين بعد إصابة بوريس جونسون بفيروس كورونا. في حال تعرّض الأخير للأسوأ، سيستقرّ المنصبان في يد نائبه راب. في حال شفائه،
ارتبط اسم عبد الحليم خدام الذي رحل قبل أسبوع ونيف في باريس، بكلمة «الملف». فنائب الرئيس السوري السابق هو، في وصف الصحافة اللبنانية المتعجل والتلخيصي، مَن عهد إليه حافظ الأسد بـ«الملف اللبناني». ولا حاجة للتذكير بأن «الملف اللبناني» المقصود لا يعني إلا إدارة النزاعات بما يجعلها أصعب على الحل، وحمل ال
قد يكون سابقاً لأوانه الإسراف في التكهُّن المستقبلي عن عالم ما بعد «كوفيد 19» أو «فيروس كورونا». مع ذلك، فبعض سلوكنا ومواقفنا اليوم قد يتدخل في رسم هذا المستقبل، قريباً كان أم بعيداً. من هذا السلوك ظهور إعجاب مستجد، وأحياناً من غير تحفظ، بالصين.
موجة ثالثة من الثورة. مع هذا لا تزال المشكلة الأمّ هي نفسها: وضع طائفة كبرى، بالقسر والقوّة، خارج الثورة. الاعتصامات التي شهدتها الضاحية الجنوبيّة لبيروت وُصفت بالخجولة والضعيفة، مع أنّ الوضع الاجتماعي لسكّان الضاحية يفترض اعتصامات صريحة وقويّة.
بدا المشهد خليطا من فيلم سينمائي لألمو دوفار وفيلم آخر لكوينتين تارانتينو. إنّه مشهد سيّارة شيفروليه سوداء، أمريكيّة جدّا، جميلة ومهيبة معا، تشقّ طريقها بين حشود ضخمة تهتف: الموت لأمريكا. السيّارة كانت تحمل رفات قاسم سليماني الذي قتلته طائرة مُسيّرة، أمريكيّة هي الأخرى.
فيما كان اللبنانيون مسمّرين إلى التلفزيونات، يتابعون مقتل قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس، وذيول الحادث المزدوج، مرّ على الشاشة خبر يقول: «طائرات إسرائيليّة تحلّق على علو منخفض فوق صيدا والجنوب». بدأ واضحا أنّ الإسرائيليين ما إن التقطوا الخبر، وسمعوا الدعوات إلى الردّ والثأر، حتّى راحوا يستعدّون.
?
منذ أربع سنوات لا يمرّ «رأس السنة الجديدة» على إدلب السورية. هناك لا تتغيّر السنوات. «الرأس» لا يتميّز عن سواه من مفاصل الزمن، وليس من «عيد» يميّز يوم إدلب عن سواه في الأيّام. الجديد هو القديم مُضاعفاً. «نعم، لقد سبق أن رأينا ذلك قبلاً، لكنّه اليوم أفظع»: هذه هي الحكمة هناك وهذا هو الاكتشاف الأوحد.
لكلّ طائفة لبنانيّة قصّة مع لبنان، والقصص كلّها تتماوج بين رغبة الاتّصال ورغبة الانفصال وما بينهما. والحال أنّ مروحة من المشاعر حفّت بالرغبتين، فيما تولّت الأحزاب والمثقّفون تأسيسها في أفكار وفي نظريّات. فهناك الحبّ حتّى الذوبان الصوفيّ، وهناك الكره والغضب والنفور والدعوات إلى تجنّب الأمراض المُعدية
في 1989 شهدت أوروبا الوسطى والشرقية عدداً من الثورات التي كتبت نهاية المعسكر السوفياتي: في ألمانيا (الشرقية حينذاك) وبولندا وهنغاريا وتشيكوسلوفاكيا السابقة... هذه الثورات كانت سلمية، وانعطفت عن التقليد الثوري الذي أسسته الثورة الفرنسية في 1789 وكرسته الثورة الروسية في 1917. كانت ثورات لأكثريات ساحق