محسن محمد صالح يكتب: الطريقة التي يعمل بها ترامب، ستكشف بشكل كامل الوجه الحقيقي الاستعماري الاستغلالي الأمريكي، وستُظهر بشكل واضح الخلفيات الدينية الثقافية المتغلغلة في عقلية صانع القرار الأمريكي تجاه الكيان الإسرائيلي وطبيعة الصراع، وستكشف أن مسار التسوية السلمية وحل الدولتين كان تسويقا للوهم، وغطاء لشراء الوقت لمزيد من تهويد الأرض والإنسان، وفرض الحقائق على الأرض.
محسن محمد صالح يكتب: آن للأنظمة العربية أن تدرك أن المراهن على الاحتلال الإسرائيلي خسران، خصوصا بعد أن أسقطت المقاومة النظرية الأمنية الإسرائيلية، وأسقطت فكرة الملاذ الآمن لليهود الصهاينة، وأسقطت فكرة شرطي المنطقة والعصا الغليظة للغرب، وبعد أن أثبتت المقاومة بأدائها المتميز إمكانية هزيمة المشروع الصهيوني، وأصبحت المقاومة حالة إلهام للشعوب العربية والإسلامية بل ولشعوب العالم، كما أثبتت أنه لا يمكن تطويع الشعب الفلسطيني
محسن محمد صالح يكتب: لحماس بيئة تنظيمية قوية متماسكة، تعتمد الشورى والتصعيد القيادي، وتجري انتخاباتها كل أربع سنوات، ولا يرتبط أداؤها وفعاليتها بشخصٍ واحد مهما كانت رمزيته. ولذلك، فمن الطبيعي أن تتمكن من ترتيب أوراقها وأن تُفرز قياداتها من خلال بنيتها المؤسسية الفعالة..
محسن محمد صالح يكتب: حالة "الإغواء" التي وجد الاحتلال الإسرائيلي نفسه فيها، جعلته يمضي بعيدا في "أحلامه"، بينما تخرج العديد من التصريحات والتهديدات المتعجرفة من قيادات ورموز الاحتلال؛ في الوقت الذي استعاد فيه نتنياهو "نجوميته" في المجتمع الصهيوني، وتقدم هو وحزبه في استطلاعات الرأي بعد "الإنجازات" التي حققها في الجبهة اللبنانية
محسن محمد صالح يكتب: يُعزز من عناصر التصعيد الإسرائيلي حالة "غرور القوة" بما لدى الجانب الإسرائيلي من إمكانات عسكرية واستخباراتية متقدمة، وبوجود الدعم العسكري الأمريكي القوي، ووجود بيئات عربية وإسلامية وعالمية، ما زالت عاجزة عن كبح العدوان الإسرائيلي.
محسن محمد صالح يكتب: نتنياهو يرغب من خلال سيطرته على محور فيلادلفيا بمتابعة تطبيق رؤية اليمين القومي والديني المتطرف لمستقبل قطاع غزة، فإذا نجح في ذلك فسيظهر بمظهر البطل المنقذ للكيان، وإذا لم ينجح فسيستخدمه ورقة للمساومة والابتزاز السياسي والأمني ولاستحصال مكاسب وضمانات تضاف إلى "الصفقة" مع حماس؛
محسن محمد صالح يكتب: الولايات المتحدة الشريك الرئيس للاحتلال الإسرائيلي في العدوان على غزة، التي توفر له الدعم العسكري والمالي والغطاء الدولي، تؤدي أيضا دور الوكيل الذي يقوم بتسويق المواقف الإسرائيلية وتسويغ جرائمها. وحتى عندما "يُحرجها" الطرف الإسرائيلي بعجرفته وتقلباته ومزاجيته، فإنها تعيد تكييف نفسها بما يتوافق مع المتطلبات الإسرائيلية، وهذا ما فعلته عندما وضع نتنياهو شروطه الجديدة.
محسن محمد صالح يكتب: هنية قاد باقتدار حركة حماس طوال معركة طوفان الأقصى، وأدار علاقاتها السياسية ومعاركها التفاوضية، بكفاءة عكست مكانة الحركة وقوتها وقدرتها على قيادة المشروع الوطني الفلسطيني، وقيادة المقاومة ومشروع التحرير. ووفر هنية الغطاء اللازم للأداء العسكري، وجمع بين صلابة المحافظة على المبادئ والثوابت
لم يكلف أولئك المصفقون أنفسهم أن ينتبهوا إلى أن حليفتهم "المتحضرة" تضع شعباً تحت الاحتلال وتغتصب أرضه ومقدساته، وتحرمه أبسط حقوقه الإنسانية في الحرية والعدالة والكرامة وتقرير المصير. لقد صفقوا بعنجهية للاحتلال، وللإبادة الجماعية، ولانتهاك أبسط الحقوق الإنسانية.
محسن محمد صالح يكتب: المشروع الإسلامي المقاوم يحوي في طبيعته حالة "التحرر الوطني"، ويجب أن يعبر عنها في إطار مشروعه ورؤيته الحضارية الإنسانية، ولا ينبغي أن يتقزَّم تحت شعارات لا مضامين واضحة لها، وهو مطالب بأن يوسع دائرة انفتاحه واستيعابه لكل الاتجاهات والتيارات..
محسن محمد صالح يكتب: على القوى والأطر الشعبية والشخصيات والكفاءات ألا تنتظر القيادة الرسمية الفلسطينية، ولا حتى الترتيبات الفصائلية، وإنما تبدأ من القواعد الشعبية والاتحادات النقابية والجاليات الفلسطينية، وتقوم بتقديم مثال حقيقي للجدية في العمل الوطني من خلال تفعيل الأطر الشعبية وبناها المؤسسية، ليقوم الفلسطيني أينما كان مكانه وأيا كان موقعه في الإسهام بالعمل المقاوم وفق استطاعته وإمكاناته
محسن محمد صالح يكتب: حركات التحرر الوطني أو الحركات الوطنية هي "أوعية" يُمكن أن تُملأ بأي محتوى عقائدي أو أيديولوجي أو فكري؛ فقد تكون حركات يسارية شيوعية كما في الثورة الفيتنامية، وقد تكون ذات محتوى علماني ليبرالي، أو ذات محتوى قومي، أو ذات محتوى قُطري منغلق على ذاته، أو ذات محتوى عقائدي ديني.. والساحة الفلسطينية فيها نماذج لحركات وطنية يسارية، وقومية، وإسلامية
محسن محمد صالح يكتب: ربما ستسعى الأنظمة الرسمية للاستمرار في إدارة الحد الأدنى والانتظار حتى انجلاء غبار المعركة، غير أن استمرار الوحشية الصهيونية، واستمرار الكارثة الإنسانية في فلسطين، مع استمرار المقاومة، وازدياد التفاعل العالمي، كلها ستكون عناصر تغيير وتثوير واستنهاض وغضب في البيئة الشعبية العربية، ولا يمكن للأنظمة الاستمرار في المراهنة على قبضتها الحديدية، ولا على وسائل الإلهاء، ولا على أدوات تشويه المقاومة.
محسن محمد صالح يكتب: يُدرك نتنياهو وتحالفه المتطرف، بعد أن استنفد كل ما لديه من عدوانية ووحشية، أنه قادم لا محالة إلى الاعتراف بالحقائق كما هي، ولا يستطيع أن يهرب إلى الأبد من الواقع، كما يدرك أنه قادم لا محالة لدفع استحقاقات معركة طوفان الأقصى واستتباعاتها. وهذا يعني الفشل المرُّ في تحقيق أهدافه المعلنة في سحق حماس وفي تركيع الحاضنة الشعبية الفلسطينية، وفي استرجاع الرهائن، وفي احتلال قطاع غزة وفرض إرادته عليه
محسن محمد صالح يكتب: دخلت الحرب على غزة "وقتها الضائع"، بعد أن استنفدت مبرراتها وجدواها، وفشلت في تحقيق أهدافها، في سحق حماس وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وتوفير الأمن للكيان، فإنه يجري تقديم فكرة اجتياح رفح كوصفة لتحقيق الأهداف والخروج من المأزق، ومحاولة كسب المزيد من الوقت لإقناع المجتمع الصهيوني بجدوى استمرار الحرب. وهذا يعطي أيضا فرصة لنتنياهو للقفز إلى الأمام، وإطالة عُمر رئاسته للوزراء؛ والتهرّب من الاستحقاقات التي تنتظره
ثمة ثلاثة عشر مؤشرا تظهر أن الحرب على قطاع غزة، دخلت في "الوقت الضائع"، بعد أكثر من ستة أشهر من العدوان، وأن الاحتلال لم يتمكن من تحقيق أهدافه، وأن العوامل الضاغطة لوقف الحرب تتزايد في وجهه.