تعيش أسرة
الطبيب المصري الذي يحمل
الجنسية التركية عبد الباسط الإمام، حالة من القلق الشديد، عقب
اعتقاله
بشكل مفاجئ من مطار محمد الخامس بالدار البيضاء خلال زيارته للمغرب، دون الإفصاح عن
سبب إلقاء القبض عليه ومحاولة ترحيله إلى مصر.
ويواجه الطبيب
المصري مصيرا غامضا بعد احتجازه على أيدي السلطات
المغربية بناءً على مذكرة توقيف
صادرة عن السلطات المصرية، التي تطلب تسليمه في قضايا ذات طابع سياسي.
وفي تصريحات خاصة لـ"
عربي21" أكدت أسرة الطبيب أنه ذهب إلى
المغرب الأحد الموافق الثالث من تشرين الثاني / نوفمبر، في التاسعة مساءا بجواز
السفر التركي، وبعد إنهاء الإجراءات وأثناء انتظار حقائبه، عاد إليه أحد ضباط
المطار يطالبه بالعودة من جديد لإعادة بعض الإجراءات من جديد.
وبعد انقطاع الاتصال لأكثر من 15 ساعة أرسل لأسرته أن السطات المغربية
تحاول ترحيله نظرا لمذكرة مصرية، وأحيل على إثرها إلى الشرطة القضائية للتحقيق معه
وبعدها لمقر الاحتجاز.
اظهار أخبار متعلقة
وأكدت الأسرة أن تلك القضايا المصرية ذات طابع سياسي خاصة وأن الطبيب
المصري خرج من مصر عام 2016 دون إدانته بأية أحكام قضائية، وبشكل قانوني، كما أن
الحكم الذي أدين به كان بعد خروجه من مصر بعام كامل عام 2017.
وأصدرت محكمة مصرية حكمها بالمؤبد في حق الطبيب المصري في 2017،
في حين تعرض الإمام للعديد من المطاردات السياسية من قبل القوات المصرية نظير مواقفه
السياسية المعارضة للنظام الحاكم، كما أن ابنه كان من ضحايا فض اعتصام رابعة العدوية
المناهض للانقلاب العسكري في مصر خلال صيف 2013.
اظهار أخبار متعلقة
إضراب المحامين يزيد الأمر غموضا
وأكدت أسرة الطبيب المصري أنه ما زال رهن الاعتقال حتى الآن وفشل
التواصل معه سوى مرة واحدة، ومن خلال التواصل مع أحد المحامين المغاربة أكد أن هناك جلسة محاكمة له الأربعاء القادم للنظر في أمر ترحيله إلى مصر من عدمه.
وأضافت الأسرة أنه لا يعلم حتى هذه اللحظة بموعد تلك المحاكمة نظرا لانقطاع
التواصل معه، كما أن المغرب تواجه إضرابا للمحامين المغاربة ما يزيد الأمر غموضا
وصعوبة.
وقرر المحامون
المغاربة الاستمرار في الإضراب الذي دخلوا فيه في مواجهة وزارة العدل إلى حين اتضاح
الرؤى مع الوزارة بخصوص مشاريع قوانين المسطرة المدنية والمسطرة الجنائية.
وأشارت الأسرة إلى أنها تواصلت
مع السفارة التركية في المغرب لمحاولة حل الأزمة خاصة وأن الطبيب ليس لديه أي
مشاكل أو سجل جنائي داخل الدولة التركية التي يحمل جوازها.
اظهار أخبار متعلقة
الحالة الصحية
شددت الأسرة في حديثها على أن الدكتور عبد الباسط الإمام يعاني من مرض ضغط
الدم وأن ظروف الاحتجاز التي يتعرض لها أثرت على ارتفاع ضغط الدم، كما أنه تعرض
لارتفاع نسبة السكر رغم أنه لم يكن "مريض سكري".
والدكتور عبد
الباسط الإمام، أستاذ سابق في كلية طب جامعة الأزهر، تخصص جراحة المسالك البولية
والمناظير يبلغ من العمر 62 عاما، وأشرف على العديد من رسائل الدكتوراه وله أبحاث
علمية عديدة نشرت في مجلات علمية.
وطالبت الأسرة بسرعة الإفراج عن والدهم في ظل تلك الظروف الصحية خوفا
على حياته، كما أن محاولات الترحيل تعد خطرا على حياته، وأعربت عن مخاوفها الكبيرة من أن يتم
ترحيله إلى مصر، حيث يواجه احتمالية كبيرة للتعرض للتعذيب أو المعاملة القاسية في
ظل حالته الصحية.
مناشدات حقوقية
ومن ناحية أخرى طالبت عدد من المؤسسات الحقوقية بالإفراج عن الطبيب المصري عبد الباسط الإمام
وتسليمه إلى دولة تركيا، كما طالب مدير قسم الشرق الأوسط في منظمة إفدي الدولية
لحقوق الإنسان، الدكتور عبد المجيد مِراري الحكومة المغربية بعدم تسليم حكومة
بلاده لعبد الباسط الإمام خشية تعرضه للتعذيب من النظام في مصر.
وطالب مركز
الشهاب لحقوق الإنسان دولة المغرب بعدم تسليم الطبيب عبد الباسط إمام إلى مصر،
مؤكدا أن هذا الواقع يجعل من تسليمه إلى
مصر إجراء يشكل خطرا جسيما على سلامته، ويتعارض مع الالتزامات القانونية
والإنسانية والمواثيق الدولية التي وقعت عليها المغرب.