لا حلَّ لإدارة هذه "المعادلة الصعبة" إلا أن يكون للمقاومة ما يكفي من أوراق القوة لفرض رؤيتها على البيئة "الرسمية" التي تدخلها؛ وإلا فإنها تخاطر بارتهان "رقبتها" لخصومها وأعدائها
العجلة أخذت بالتحرك باتجاه استحقاق انتخابات المجلس التشريعي للسلطة على الأقل. وأصبح الوقوف إلى جانب قوى المقاومة ونصحها، بعد أن حسمت أمرها بالمشاركة، هو الواجب للخروج بأفضل النتائج وأقل الخسائر المحتملة..
يستسهل معظم السياسيين والإعلاميين والمتحدثين وعامة الناس أن ينسبوا حالة الضعف الفلسطيني إلى "الانقسام"، ويستسهل كثيرون دعوة "طرفي الانقسام" إلى الوحدة، ويلقون باللوم عليهما لإصرار كل طرف على حصته من الكعكة، ولعدم التنازل لمصلحة الوطن
ليس مقبولاً بأي حال أن نصف غير الإسلاميين عند التطبيع بالخيانة وخذلان الأمة وطعن الشعب الفلسطيني، بينما نتحدث عن "فقه" المصلحة والأولويات عندما يتعلق الأمر بالإسلاميين.. هذا انفصام أخلاقي وسياسي مقيت ومرفوض
يجب أن تدرك قوى المقاومة أن قيادة السلطة (فتح) ما زالت تضع نفسها في مربع التسوية، وما زالت تراهن على "الشرعية" الدولية، وعلى حل الدولتين؛ وأن عباس لا يؤمن بالمقاومة المسلحة. وأن مجرد فوز بايدن في الانتخابات الأمريكية، أظهر مدى "خفة" هذه السلطة، ومدى استخفافها بقوى المقاومة ومدى التعامل التكتيكي معها
كانت هناك "خفة" واحتقار لمسار المصالحة الفلسطينية وترتيب البيت الفلسطيني. فمنذ سنوات لم يشعر الفلسطينيون بأن مسار المصالحة وصل إلى حالة جادة كما وصل إليه هذه الأيام
عنصر ثان ارتبط طردياً بظهور "الترامبية" وتأجج في أجوائها، وهو الضعف الداخلي، وتفكك النسيج الاجتماعي لـ"الأمة الأمريكية"، وتنامي الفوارق الاجتماعية والاقتصادية. وقد ترافق ذلك مع تصاعد النزعات اليمينية
الطرفان قد اختارا الانتخابات كآلية للخروج من المأزق وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني. هذه الآلية التي تبدو للوهلة الأولى أفضل آلية ممكنة لمعرفة الأوزان الشعبية للقوى الفلسطينية، غير أنها في الوقت نفسه آلية "ملغومة" تحمل في طياتها مخاطر الفشل، إن لم يَجْرِ ضبطها وحمايتها بعدد من الضمانات والمحددات
مع تزايد مظاهر الفقر، واتساع الأزمات الاجتماعية، وتعطّل مئات الآلاف من الشباب عن العمل، وانخفاض قيمة الرواتب إلى نحو 20 في المئة مما كانت عليه مقابل الدولار، مع تراخي قبضة الدولة في ظلّ عدم وجود الميزانيات اللازمة.. وتصاعد الاحتقان الحزبي والطائفي.. كل ذلك عناصر "تفجير" محتملة ومقلقة
الإمارات مجرد داعم لموقف ترامب، وليست فاعلة أو مؤثرة في القرار. وتكفل نتنياهو في اليوم نفسه بإلغاء أي قيمة للموقف أو الأداء الإماراتي، عندما أعلن أنه ما زال ملتزماً بمسألة الضم، وأنه لن يتنازل عنها، وأنها ما زالت على الطاولة وعلى جدول أعمال حكومته
تجربة الحوارات تصب في الاتجاه "التكتيكي" المؤقت، وفي حالة التقاطع المرحلي؛ مع استمرار حالة التعارض الجذري بين مساري التسوية والمقاومة، وإصرار فتح على استمرار الهيمنة على منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وصناعة القرار الفلسطيني..
ليس مقبولاً أن تُميَّع المصطلحات، ولا أن تفقد اللغة معانيها، ولا أن يتهرب المعنيون من مسؤولياتهم والاستحقاقات المترتبة عليها. وليس من المقبول أن ما كان يَعُدّه الشعب الفلسطيني طوال تاريخه "خيانة"، يصبح لدى البعض مجرد "وجهة نظر"، لا تمنع صاحبها من قيادة "المشروع الوطني الفلسطيني"
لم تكن الأوضاع الداخلية العربية ولا العلاقات العربية- العربية لتبعث على السرور، فقد عانت الشعوب العربية من أزمات فقدانها للحريات السياسية، ومن الفساد السياسي والاقتصادي، ومن الإعلام الموجه، وعاش عبد الناصر هاجس ملاحقة الإسلاميين وضربهم