عزة مختار يكتب: لا أحد يشعر بكمّ الإحباطات التي تمر بها تلك الأُسر حين لا تجد مخرجا في أفق مغلق، حين تنتهي مدد المحكومين دون أن يخرج منهم أحد، ويتم تدويرهم في قضايا جديدة كل مدة دون أن يروا النور.
عزة مختار تكتب: فهضم حقوق النساء لا يرجع في حقيقته للالتزام بالدين والتمسك به، بل يرجع للانسلاخ عن الدين وتحكيم شرائع أخرى؛ منها الموروث المجتمعي الظالم، ومنها استحضار قوانين غربية أو قبلية تحكم فيها ولها..
إن الحقيقة التاريخية تؤكد أن التكوين يلزمه عمل شاق لا يتوقف على مدار الساعة، وأن كل مجتمع مثالي كانت خلفه نفوس بذلت حياتها في سبيل إقامته، وأن القعود وحده لا يبني إنسانا، فضلا عن دولة أو أمة
لقد خسر الانقلاب أتباعه، ويبدو أن المعارضة تخسر كذلك أتباعها. إن للشعوب حسابات أخرى، حيث تصنع هي بطولاتها الخاصة، وقياداتها الخاصة، لكنها لا تنسى أبدا من خذلوها وقت محنتها
أنظمة فاسدة سرقت مقدرات شعوبها، إعلام فاسد همه إرضاء تلك الأنظمة أو هو أحد فروعها، أجهزة صحية عاجزة عن حماية العاملين فيها فضلا عن مواطنيها، لتمتلئ وسائل التواصل الاجتماعي التي مثلت الإعلام البديل؛ بصور واستغاثات لذوي موتى لا يجدون من يدفن ضحاياهم والذين تساقطوا أمام أبواب المستشفيات دون رحمة
بدلا من البحث عن اتهامات لكل صوت معارض، والبحث عمن وراءه، يجب دعمه لتكتمل عملية التوعية الشعبية، وتتبلور لتصل لعمل إيجابي يمكن أن يبنى عليه حراك مؤثر يلفت انتباه العالم الذي ينتظر تغييرات كبرى، خاصة في ظل كورونا.
فمن ينقذ هذا الشعب العالق في الداخل، إن كان سيتم إنقاذ العالقين في الخارج، وما أجبرهم على العودة إلا ما هو أشد من إلقاء أنفسهم في نار الجوع والبطش في بلادهم؟
تتزامن احتفالات مصر هذا العام بذكرى تحرير سيناء في الخامس والعشرين من نيسان/ أبريل، مع ذكرى احتفالاتها بحرب العاشر من رمضان 1393 هـ، السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973م، وذلك في صمت غير مبرر، حيث اكتفى عبد الفتاح السيسي، الرئيس العسكري للبلاد، بكتابة تغريدة لا تحمل تهنئة لبلاده
الكلمة الآن ليست للنظام المتعنت والمتعمد الفشل والفساد دون التفات لمصلحة الشعب الذي يحتل المرتبة الأخيرة من أولوياته، وليست كذلك لجماعة الإخوان المغيبة قسرا خلف السجون، والمطاردة خارج البلاد
ربما تكون تلك المحنة التي تأخذ المنحنى صعودا ولم تبلغ ذروتها بعد، هي سبب تحرر هذا الشعب الذي صبر طويلا، بينما يرى علماؤه ومفكروه في السجون، وسجانوه على مقاعد الحكم...
الممارسات اليومية والتي تتم على أعين الناس تخبرنا يقينا بأن الأمل في زواله موجود، وبسواعد الناس وبسبل سلمية. إن اضطرار النظام الأمني لإلهاء الناس بمعارك جانبية يعني أنهم خائفون من الشعب
هل حقا فشل محمد علي في مهمته الثورية التي ظهر من أجلها؟ هل فشل في معركة التوعية بفساد النظام الحاكم؟ هل يمكن الحكم على الشارع المصري بأنه كما هو قبل أن يظهر محمد علي في المشهد؟
إن الشعب المصري محتقن بالثورة وينتظر الإشارة، ويبدو أنها انطلقت بالفعل في نفس يوم ذكرى الثورة، ولا مانع أن تسبق اليوم الموعود مسيرات ثورية في أماكن مختلفة بالدولة، كتمهيد ليوم الغضبة الكبرى.