لا أعتقد أن أحدا يمكن أن ينسى عندما قدمت نيكي هيلي يوم 5 حزيران/يونيو الماضي مشروع قرار في مجلس الأمن يدين حركة حماس ويحملها مسؤولية الضحايا في مسيرات العودة، ولم تجد يدا واحدة أخرى ترتفع تأييدا لموقفها الشاذ، الذي يعتبر صفعة ليس لها فحسب، بل لهذه الإدارة المتصهينة أكثر من غلاة الصهاينة أنفسهم.
«إسطنبول مربط خيلنا» – جملة يرددها العرب في هذه المدينة الكبيرة، التي جمعت في طيها ملايين العرب من كل حدب وصوب، وتكاد تكون اللغة العربية هي الأكثر تداولا في الشارع بعد التركية. وبالكاد تجد محلا تجاريا أو مطعما أو مقهى إلا ووجدت أحد عماله من العرب، خاصة السوريين.
القيادة لا تريد مقاومة سلمية واسعة ولا تريد حل السلطة وتسليم المفاتيح لنتنياهو كما أعلن مرة أبو مازن، ولا تريد إنقاذ غزة وتستمر في وقف المساعدات ولا حورات المصالحة أنجزت شئيا. فما دامت القيادة عاجزة الآن عن تحقيق أي إنجاز على طريق الدولة المستقلة إذن ماذا بعد؟
أهمية بلدة الخان الأحمر أنها تقع قرب الطريق السريع رقم «1» الذي يربط أريحا بالقدس، وكذلك بين مستوطنتين كبيرتين معاليه أدوميم وكفر أدوميم. وتسعى إسرائيل تغيير مسار الطريق وتوسيع شبكة المستوطنات وبالتالي تصبح الطريق من البحر الميت إلى معاليه أدوميم إلى القدس متواصلة بعيدا عن مناطق الفلسطينيين.
كيف يمكن تفسير الوضع الاستثنائي في العالم العربي؟ لماذا تتقدم الأمم والعرب يتخلفون؟ لماذا ينتشر السلام في معظم بقاع الأرض تقريبا إلا في العالم العربي؟ لماذا تستغل جميع الدول ثرواتها في تنمية البلاد وتقديم الخدمات الأساسية لشعوبها بينما يبدد العرب ثرواتهم، أو يتم نهبها والسطو عليها جهارا نهارا؟
??الطريقة التي أعدمت بها رزان أشرف النجار هزت كياني وكيان الملايين من شرفاء العالم نساء ورجالا. سالت عليها دموع الملايين. أحسست بأنها ابنتي واختي وجارتي وطالبتي وممرضتي في المشفى.
رب ضارة نافعة، هكذا يقول الكثيرون في قطر. فهذا الحصار الظالم عمق معنى الانتماء للوطن ومفهوم الصمود والانتصار للكرامة الوطنية. والدول في النهاية لا تقاس بأحجامها وعدد سكانها بل بمواقفها وأدوارها وتأثيرها.
تريدون أن تعرفوا لماذا تجرأت الولايات المتحدة بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقلت سفارتها إلى القدس في ذكرى نكبة الفلسطينيين؟ وتريدون أن تعرفوا لماذا تتعامل إسرائيل مع المتظاهرين السلميين بالقتل، فتردي في يوم واحد 61 شهيدا وتجرح الآلاف؟
الطريقة التي تعاملت بها إسرائيل مع مسيرات العودة السلمية في غزة بارتكاب المجازر ضد النساء والأطفال والصحفيين دون أي مبرر، تظهر بطريقة أوضح أن هذا الكيان لا يريد أن يتعامل مع الفلسطينيين إلا بالقتل والمجازر والاقتلاع والتخويف والتشريد.
من غير المنطق أن تبقى القيادات الفلسطينية التقليدية، التي أوصلت الشعب الفلسطيني إلى هذه الأزمة الوجودية، تعيد وتكرر اللغة الخشبية التي بنيت على المراهنة على وهم «سلام الشجعان» و»عملية السلام» و»خريطة الطريق» و»المبادرة العربية».
يا سيادة الرئيس يبدأ من هنا – عد إلى الشعب الفلسطيني. إرم مفتاح السلطة كما هددت مرارا ودع الاحتلال يدفع الثمن ودع المواجهة الشعبية السلمية الشاملة والمتواصلة تخلق حقائق جديدة على الأرض بدل التذلل أمام هذه الدول، التي ساهمت بشكل مباشر أو غير مباشر بزراعة هذا الكيان ورعايته.
قبل سبع سنوات بالتمام والكمال، هبت نسائم الحرية في أرجاء الوطن العربي الكبير؛ فهزت العروش وأطاحت برزمة من الطغاة، وهددت الديكتاتوريات العريقة وأحنت رؤوس السلاطين، الذين راحوا يقدمون الرشاوى لشعوبهم لشراء الولاء.
إن دولة عظمى لا تجد ما تؤثر به على الدول الأخرى إلا بالعربدة والتهديد بقطع المساعدات، فلا خير يرجى منها، ولا نعتقد أنها ستؤثر في أي دولة تحترم نفسها وبها قيادات منتخبة حقيقة لا تزويرا، تعبر عن مصالح شعوبها وكرامتهم وتمسكهم بالقانون الدولي.
نداء موجه للأغنياء الفلسطينيين والعرب، خاصة في الساحة الأمريكية، الذين يقدرون بالآلاف، بل إن بعضهم أصبحوا مليارديرات، ولذا أقول بنية صادقة: بدل تأدية سُنة العُمرة، التي هي من النوافل لدى معظم علماء المسلمين، (رغم بعض الاختلافات والاجتهادات) ليتبرع كل فلسطيني أو عربي أو مسلم بتكاليف العمرة لمرة واحدة
الشعب الفلسطيني أمامه الآن أحد خيارين: إما محاولة إنقاذ القضية برمتها، حتى لو كان ذلك على حساب فقدان عدة آلاف لامتيازاتهم، أو الاستمرار في النهج الحالي والانزلاق الأكيد نحو الهاوية التي أعدها الثنائي نتنياهو ترامب للفلسطينيين، في ظل دعم أو تخاذل أو لامبالاة أنظمة عربية.