عن أي نمط من المشروعات أتحدث هنا؟ بالتأكيد ليست تلك التي تتصل بالتنمية الصغيرة الفردية، ولا بالتكوين المتناهي في الصغر، بل عن تلك البرامج التنموية المجتمعية التي تشكل بواعث الأمل في كل بيئة، وتتعامل مع متطلباتها بكل عقلانية وموضوعية، بعيداً عن الخيال والتخوين والتهويل والتهوين والتجاذبات
وجب علينا نحن كنخب مثقفة وكتاب وإعلاميين وأكاديميين وسياسيين أن نتفرغ لواجباتنا تجاه الشباب قليلاً، ولنترك الشباب يتنفس قليلاً، ليستعد لمرحلة قادمة سيكون هو عنوانها شئنا أم أبينا، فإن أحسنا صناعة الجيل الشبابي اليوم، حق لنا أن نخاطبه بما نشاء، ولكن بعد أن نزرع فيه الأمل ليكون مشكاة عمل
دع الأيام تلهو بالناس كما تشاء ببأسها وألمها ولأوائها ، دع المرارة تعتصرنا، تدمع عيوننا من أجل الشام النازفة، وتصفعنا جراحات مصر ، وآلام ليبيا ، دع العيون تنهمر بمطرها وأنت تتعرف إلى ما مر به الأركانيون في محنة العصر البائسة ، دع القلوب ترتجف من معاناة الباحثين عن أوطانهم على حدود فلسطين وفِي شرايين
هذا هو الواقع العملي للتيارات السياسية وكثير من المرشحين السياسيين والمصلحيين في العمل السياسي، ودخولهم لميادين التسويق السياسي تأخذ واحداً من الأشكال السابقة الذكر
ورسالتي للشباب المهجر هنا، أن التهجير القسري الذي أعقب الثورات العربية وحالات الاحتراب العنيف في بلاد عربية متعددة؛ أمر مأساوي ولا شك، ولكن كل هذه الأزمات التي عصفت ببلادنا لا بد لها أن تكون نقطة تحول في تفكيرنا للمستقبل، نقطة ارتكاز لنا نحن الشباب للتفكير في الواقع والحال، والبحث عن مسارات الحلول
منذ نشأة الإعلام المقترن بالتكنولوجيا العصرية، وتوسع مجالاته ومؤسساته ومدارسه وفنونه التواصلية، أصبح لكل توجه دولي ولكل تيار فكري ولكل مؤسسة ومنشأة تتعامل مع البيئة الإعلامية سياساتها الخاصة ومرتكزاتها في الخطاب والتوجيه..