عبد الناصر سلامة يكتب: نحن أمام تصريحات أقل ما توصف به أنها عدائية مع المواطن العربي، الذي لم يكن أبدا شعبويا غير عقلاني، بل على العكس تماما، هي نخوة شعبية عربية طبيعية، جراء إهانات واعتداءات يومية من عدو تاريخي، بلا خطوط حمراء، في غياب موقف عربي موحد، لم يحرك ساكنا حتى في مواجهة إبادة جماعية لشعب شقيق، مما كان سببا في تمادي ذلك العدو بالاعتداء على عاصمة تلو الأخرى، ولم يقتصر على دول المواجهة فقط، بل على بعد آلاف الكيلومترات
عبد الناصر سلامة يكتب: الغريب في الأمر هو هذه الغفلة الرسمية العربية التي تصل حد الغيبوبة، ذلك أن ما يعلنه كل من ترامب ونتنياهو معا، كان يستدعي على أقل تقدير الإعلان عن قمة عربية مفتوحة، تتعامل مع الأوضاع أولا بأول، على حجم تطوراتها، بما يرسل إلى الطرف الآخر أن الأرض لن تكون ممهدة أبدا لما يطلق عليه البعض الآن "سايكس بيكو" جديدة، بحكم المتغيرات الثقافية والتعليمية والإعلامية في المنطقة، مع تنامي الشعور الوطني، واستيعاب أبعاد المخاطر المحيطة على المستويين الرسمي والشعبي في آن واحد
عبد الناصر سلامة يكتب: هل يمكن أن يكون هناك مستقبل لمنطقة هكذا حالها، في ظل وجود كيان سرطاني هكذا أطماعه؟ هل يمكن لأي دولة من دول المنطقة وضع تصورات أو خطط لمستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، في ظل ممارسات يومية بهذا الشكل، قد تنفجر معها المنطقة بكاملها بين لحظة وأخرى؟
عبد الناصر سلامة يكتب: المتابع لحالة الشارع في مصر، وسجالات "السوشيال ميديا" سوف يكتشف أن ذلك الحراك في الخارج نحو السفارات، أو في الداخل نحو الأجهزة الأمنية، قد لاقى تجاوبا إلى حد كبير، خصوصا في ضوء ما أسفر عنه من السماح بعبور شاحنات المساعدات، والسماح أيضا بعمليات إنزال جوية لمساعدات أخرى، في دلالة على أحد أمرين هما، إما أن القرار بيد مصر وأنها خضعت للضغوط، وإما أنها تستطيع الضغط على كيان الاحتلال
عبد الناصر سلامة يكتب: قد لا يدرك النظام في مصر خطورة ما وصلت إليه الأوضاع في الشارع، أو يتغافل عنها، كما كل الأنظمة الديكتاتورية التي تظل تكابر إلى أن يأتي الطوفان، وهو ما يستوجب ضغط النخبة المصرية، التي انزوت في السنوات الأخيرة بعد أن فقدت احترام الآخرين لها، ليس ذلك فقط، بل فقدت احترامها لنفسها، في أعقاب أدوار مخجلة في الماضي القريب، آن الأوان لأن تستفيد من دروسه، وأولها: أن سقوط الدولة المصرية ليس حلا لأي شيء، وأن الديمقراطية هي الحل الأمثل
عبد الناصر سلامة يكتب: على الرغم من أهمية التعاون العسكري والتنسيق الأمني، بشكل خاص بين البلدين، في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة الآن، خصوصا في ظل الأطماع الإسرائيلية المعلنة، إلا أن ما يجري الآن يعكس ترديا، وصل إلى حد دخول الشعبين الشقيقين على خط الأزمة، من خلال "السوشيال ميديا" بقدر كبير، بما يشبه التغييب العقلي الذي لا يراعي الصالح العام
عبد الناصر سلامة يكتب: آخر ما شغل الرأي العام المصري بخصوص الإمارات، هي صفقة الاستحواذ المزمعة على بنك القاهرة، ثالث أكبر البنوك المصرية، بعد عدة مصارف أخرى، وهي الصفقة التي تلقى معارضة شعبية، حتى لو تمت بشفافية كما يردد المسؤولون، ذلك أن اسم الإمارات في حد ذاته لم يعد موثوقا به -شعبيا- بأي حال من الأحوال، خصوصا مع ما يثار من أن هذا الأموال التي تشتري الأصول المصرية تحديدا، ليست أموالا إماراتية، بل هي لحسابات صهيونية إسرائيلية
عبد الناصر سلامة يكتب: لا خلاف في الشارع المصري على أن ما يجري الآن من مخطط صهيوني، هو بمثابة تقليم الأظافر، حتى يمكن التفرغ للعدو الأكثر قوة وعنادا، ممثلا في مصر وشعبها، وهو ما لا يخفى بالتأكيد على صناع القرار
يكتب سلامة: يبقى الشعب الفلسطيني هو السيد في الوطن السيد، له الكلمة الأخيرة في النضال والتحرير، إلا أن الأمر يحتم الالتقاء داخلياً على كلمة سواء، لا يقبل الفرقة والانقسام.
يقول سلامة: عادت القضية الفلسطينية، في الشارع العربي، كما كانت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي تحت عنوان، الصراع العربي الإسرائيلي، بعد أن دأب الإعلام العربي في السنوات الأخيرة، على استخدام تعبير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي،
عبد الناصر سلامة يكتب: من المؤكد أن العلاقات الدولية ما بعد طوفان الأقصى، لن تكون أبداً كما كانت قبله، نظرة الشرق للغرب، تطلعات الشمال والجنوب، أنظمة «الفيتو» والشعوب المقهورة، فالطوفان كشف الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي، بمعظم عواصمه، الوجه الخادع للمنظمات والمحاكم الدولية، بمعظم مسمياتها.
لأن التركة أصبحت مثقلة بالأزمات، بل الكوارث، يصبح من المسلّم به ضرورة التغيير، ذلك أن النظام الذي تسبب في كل ذلك الفشل، لن يكون أبداً أداة إصلاح في يوم من الأيام.
الكثير من الشواهد تؤكد أن عملية التجذر والتمكين في الحكم، تم التخطيط لها بإتقان وعلى كل الأصعدة، بما يجعل من مجرد انسحاب العسكريين من المشهد في أي وقت، بمنزلة انتحار مالي واقتصادي، تنهار معه بنية المجتمع.
الملاحظة التى لم نتوقف أمامها طويلاً هى أن كل دول المنطقة التى أصابتها لعنة الهرج والمرج والمواجهات الدامية تحت أى اسم، سواء كانت ثورات أو انتفاضات أو دماراً وخراباً، كانت جميعها من الدول صاحبة التاريخ والحضارة، على غرار العراق وسوريا واليمن وحتى ليبيا.
المفترض تاريخياً وجغرافياً، عربياً وإسلامياً، أن تكون العلاقة بين كل من مصر والسودان نموذجية من كل الوجوه، وإلا فأين تكون العلاقات النموذجية، وكيف تكون، ما مكانها..