تمكن الصحفي الأميركي الصهيوني جيفري غولدبرغ، من انتزاع مقابلة مهمة من ولي عهد السعودية محمد بن سلمان لمجلته التي يترأس تحريرها وهي أتلانتك تحدث فيها عن مواضيع عديدة اجتماعية واقتصادية وأمنية، إلا أن أهمها تلك التي تتعلق بالصراع مع إسرائيل والعلاقة معها وموقفه من إيران وحزب الله وحماس.
إن هذه المسيرات، خصوصا تلك التي ستجري في قطاع غزة، قد تطلق شرارة جديدة في الصراع مع العدو، ولكن مساهمتها في فرملة صفقة العصر ستظل محدودة في ضوء حصار غزة الخانق، وشعور الجماهير فيه بالحاجة إلى حل مشكلاته عبر إتمام المصالحة الفلسطينية
يبدو موقف عباس في غاية الغرابة والتناقض، فبدلا من استثمار المعارضة للصفقة ومحاولة عقد تحالف معها لتعزيز موقفه ضدها، فإنه يستمر في الضغط على غزة، مثيرا بذلك غضب الإسرائيليين والمصريين الذين لا يريدون أن ينفجر القطاع بوجههم، في ظل استمرار الحصار الفلسطيني!!
يبدو أن سياسة عباس هذه محفوفة بالمخاطر، فطالما أنه لا يتمتع بسند شعبي في الأراضي المحتلة، فإن إمكانية استهدافه تظل قريبة بما في ذلك دعم بديل مثل دحلان ليحل محله
في إطار انغماسها بترتيبات صفقة القرن، فإن واشنطن لا تريد للساحة السورية أن تشتعل، خصوصا وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يسعى لضمان دعم دول مثل السعودية ومصر والأردن؛ للتحرك الأمريكي دون عقبات لا في فلسطين ولا في سوريا
تشير المعطيات السابقة إلى أن مخزون الغصب لدى الأمة لم يتبلور كما يجب في الدفاع عن مقدساتها؛ لظروف وأسباب متعددة أشرنا لها. كما تشير إلى تواطؤ مكشوف جديد لأنظمة عربية؛ ضحت بمقدساتها في سبيل طموحات ومكاسب شخصية
وإن نجح الحراك الشعبي المنظم، فقد تكون له تأثيرات مهمة، ليست سياسية فقط، وإنما في بنية الأنظمة، كمقدمة لتغيير شامل يستعيد الثورات التي وقعت في 2011، مع الاستفادة من أخطائها ومحاولة تصحيحها وتجاوزها
خطوة ترامب، وإن بدت مكسبا لإسرائيل، فإنها ستعزز العمل المقاوم في القدس، وستكون هذه المقاومة مصدر إشعاع وتحفيز للقوى الحية في الأمة لتقوم بدوها في التغيير؛ مؤذنة بموجة جديدة للثورات العربية تكون أشد بأسا وأكثر نضوجا من سابقاتها
تستطيع طهران تجاوز محاولات شيطنتها، وقطع الطريق على الدول العربية الساعية للتطبيع؛ من خلال استكمال سحب مليشياتها من سوريا، وتهدئة الصراع في اليمن، ومحاولة الوصول إلى تسويات مع الدول العربية
إذا نجحت المصالحة، فإنها ستعزز الاتجاه للبرنامج الوطني ضد الاحتلال، وإذا لم تنجح - وهذا ما أرجحه - فإن البيت الفلسطيني سيبقى متصدعا، ولكنه لن يمنع من الحراك الشعبي للتصدي لمخططات لاحتلال
المصالحة تشكل تحديات لكل الأطراف أكثر مما تشكله من فرصة للقوى الفلسطينية للنهوض بالمشروع الوطني الذي سيظل بعيدا عن التوافق عليه بسبب التباعد في المواقف السياسية بين السلطة وحماس.