أحمد الحيلة يكتب: لجوء بعض الدول العربية إلى عمليات الإنزال من الجو، بديلا عن الممرات البرية، تمكن مناقشته أو اعتباره طريقة المُقِل والعاجز عن مواجهة صلف الاحتلال وغطرسته ورعونته، ولكن لجوء واشنطن إلى ذات الأسلوب وهي الدولة الراعية والداعمة للاحتلال والشريك المفضّل له في الحرب على غزة، فهذا يوضّح أن أسلوب الإنزال مجرّد موضة سياسية وبروباغندا إعلامية تُنفّذ لأغراض سياسية، على حساب معاناة الأطفال والمدنيين الفلسطينيين
لقد شهد مسار المفاوضات تعقيدات وتحدّيات متعدّدة، لا سيّما بعد أن تابعنا مواقف الوسطاء المتباينة تجاه أطراف الصراع من الفلسطينيين والإسرائيليين؛ فماجد الأنصاري الناطق باسم الخارجية القطرية ردّ على مطالبة نتنياهو لقطر بالضغط على حركة حماس للإفراج عن الأسرى، في إشارة إلى أن الدوحة منحازة لحماس؛ بأن نتنياهو يهرب من أزماته السياسية ليطيل أمد الحرب..
أحمد الحيلة يكتب: الاحتلال ونتنياهو وحكومته المتطرفة، يلعبون لعبة مزدوجة؛ فهم يحاولون أن يسوّقوا أنفهسم على أنهم معنيون بتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني مقابل صفقة أسرى متبادلة، في الوقت الذي يصرّون فيه على استمرار العدوان والإبادة الجماعية لتحقيق أهدافهم السياسية بتدمير قطاع غزة لتهجير ما أمكن من الفلسطينيين وإعادة الاستيطان وضم الضفة وغزة إلى الكيان المحتل، ما يعني أن الاتفاق الإطاري على شكله الأصلي/الباريسي هو إطار يجنح لصالح الاحتلال
لقد اتّكأ الاحتلال في استقراره على استمرار الدعم الخارجي الغربي المفتوح، وخاصة واشنطن التي ورثت مكانة بريطانيا العظمى ودورها بعد الحرب العالمية الثانية، فتعاملت مع إسرائيل كركيزة استراتيجية في سياساتها الخارجية، فدعمتها عسكرياً بأفضل الأسلحة وأحدثها، واقتصادياً..
أحمد الحيلة يكتب: تعويل الحزبين الجمهوري والديمقراطي على دعم اللوبيات الصهيونية إعلاميا وماليا في الانتخابات الأمريكية، يُشعر نتنياهو وقيادة الاحتلال الإسرائيلي المتطرفة بالارتياح والاطمئنان لاستمرار الدعم الأمريكي، ولكن يبقى السؤال: ماذا سيكون واقع ومستقبل إسرائيل في مواجهة المقاومة الفلسطينية والعربية إن استمر وتوسّع الصراع؟
أحمد الحيلة يكتب: الثمن الذي دفعه الفلسطينيون وخاصة في قطاع غزة، يستحق أهدافا أكثر سُموّا من وقف العدوان فقط، ولا سيّما رفع الحصار بالكلية عن قطاع غزة، وفتح الباب للمفاوضات على مصير العديد من الملفات الوطنية والسياسية كالأقصى والقدس، والاستيطان، والأسرى، والدولة الفلسطينية، فالسابع من تشرين الأول/ أكتوبر محطة يجب البناء عليها، وعدم إهدار أي نقطة إنجاز فيها، وكما الفلسطيني في أزمة إنسانية فالاحتلال واقع في أزمات متعدّدة الأوجه محليا ودوليا
أحمد الحيلة يكتب: الخطوة الإسرائيلية بتوقيتها جدّ حساسة؛ فإذا وافق حزب الله، حتى لو توفّرت الضمانات والشروط مع صعوبة ذلك، فهذا يعني انتفاء أحد أهم شرعيات الحزب ووجود محور المقاومة المتعلّق بتحرير القدس وفلسطين من الاحتلال، ما يعني أيضا انكفاء حزب الله..
أحمد الحيلة يكتب: يبدو أن هناك شيئا ما يُخطّط له، وينفّذ بشكل غير معلن وبدون ضجيج إعلامي، وقد يكون أحد ملامحه أو مخرجاته هو تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وما المجازر المستمرة على مدار الساعة من شمال القطاع إلى جنوبه إلا لدفع السكان إلى النزوح تدريجيا من الشمال إلى الجنوب ومن غزة إلى خان يونس إلى رفح فإلى سيناء قسرا
أحمد الحيلة يكتب: في كل الأحوال ستبقى غزة في بؤرة الصراع، وعلى خط النار في كل الاحتمالات، ما يجعل إدارتها للمعركة على المستوى الشعبي والمقاوِم، عاملا أساسيا في تحديد المستقبل والنتائج التي يسعى كل طرف لتحصيلها بالقوة، وخاصة الخشنة منها..
رَفْعِ الاحتلال لسقف أهدافه من العدوان على غزة منذ اليوم الأول، بدعم أمريكي غربي مباشر، كان ينم عن لحظة غضب وتفكير برأس حامية، نتيجة الضربة الكبيرة والنوعية التي تلقاها الكيان في السابع من أكتوبر، على يد ألفٍ من قوات النخبة القسّامية..
شَرَعت الإدارية الأمريكية بقيادة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن، وبإسنادٍ من المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، وغيرهما من المسؤولين بحملة واسعة من العلاقات والتصريحات بشأن حكم قطاع غزة ما بعد القضاء على حماس، كما يقولون..
أثبتت حماس بأنه يمكن هزيمة إسرائيل، ما أحدث صدمة عميقة لدى الجميع، ليس لدى الاحتلال وداعميه فحسب، وإنما في وعي الأمّة العربية والإسلامية المشوّشة والمتشكّكة بإمكانية هزيمة المحتل الذي هو انعكاس لقوة الولايات المتحدة الأمريكية والمنظومة الغربية المهيمنة على السياسة الدولية.
يرى بعض المراقبين بأن حزب الله يُدير معركةً وتسخيناً للجبهة الشمالية مع إسرائيل، انتظاراً لفرصة سانحة للتدخل المباشر والقوي، وفق محدّدين اثنين أو أحدهما؛ الأول يتعلّق ببدء الحرب البرية على غزة والثاني باقتراب الفلسطينيين في غزة من لفظ النفس الأخير.
أحمد الحيلة يكتب: حداث عين الحلوة، كما يبدو، ليست أحداثا فلسطينية محلية بحتة، فليس جديدا وجود عناصر الشباب المسلم وعصبة الأنصار في عين الحلوة، بل إن وجودهم يعدّ جزءا من خارطة القوى في المخيم، ما يعني أن أحداث عين الحلوة ليست إلّا صورة سطحية لمشهد آخر، وأهداف باتت أبعد من مجرد خلافات بين فتح وعناصر إسلامية.
أحمد الحيلة يكتب: يشكّك البعض في خلفيات ومآلات الخطوة السعودية، ويتساءل لماذا الآن أُخذ هذا القرار بعد مرور نحو 30 عاماً على توقيع اتفاقية أوسلو؟ وهل السعودية قادرة على تغيير المسار أو إحياء الأموات (اتفاقية أوسلو/ حل الدولتين) بعد أن دُفنت بأيدٍ صهيونية، وصمت أمريكي غربي، وعجز عربي آخذ في الاتساع مع مرور الزمن؟ وكأن السائل أراد القول بأن تقدّم السعودية، الآن، بخطوات سياسية نحو الفلسطينيين قد يقابله تقدّم بخطوات تطبيعية نحو إسرائيل، وأن التقدّم الأوّل قد يُقصد به التغطية على التقدّم الثاني
أحمد الحيلة يكتب: حركة فتح فشلت في استثمار أحداث عين الحلوة لتثبيت مرجعيتها السياسية والأمنية في مخيمات لبنان، بعد أن فشلت في حسم المعركة في عين الحلوة وظهر مستوى ضعفها رغم كثرة عددها وعتيدها، كما فشلت في جر سلاح المقاومة إلى أتون المعركة الداخلية لتجريمه وتشويهه في أعين الفلسطينيين واللبنانيين على حدٍ سواء