منع المغرب ممثلي جماعة "أنصار الله" الحوثية اليمنية من المشاركة في أعمال المؤتمر الـ24 لاتحاد البرلمان العربي، التي انطلقت أشغاله أمس الاثنين، بالعاصمة الرباط، واختتمت، الثلاثاء، بتسلم رئيس مجلس النواب المغربي (الغرفة الأولى بالبرلمان)، الحبيب المالكي، رئاسة الاتحاد خلفا للبناني نبيه بري.
ويرى أستاذ العلاقات الدولية، تاج الدين الحسيني، أن منع الحوثيين من المشاركة في المؤتمر يرتبط بعنصرين أساسيين. العنصر الأول يتمحور حول مفهوم الحكومة الشرعية، فيما العنصر الثاني يرتبط بالجوانب السياسية وتوازن القوى بالمنطقة.
الحكومة الشرعية
وقال تاج الدين الحسيني، في تصريح لـ"عربي21"، إن المغرب يعترف بحكومة شرعية له معها علاقات دبلوماسية يمثلها الرئيس عبد ربه منصور هادي، لها وضع قانوني معترف به دوليا، "وبالتالي البرلمانات المرتبطة بهذه الدولة، وهذا الإطار الذي يكتسي شرعية قانونية، هو الذي يمكن للمغرب أن يتعامل معه".
توازن القوى
فيما ارتبط العنصر الثاني، بحسب أستاذ العلاقات الدولية، بالجوانب السياسية وتوازن القوى في المنطقة، "فكما هو معلوم، المغرب متحالف استراتيجيا مع دول مجلس التعاون الخليجي، ولديه شراكة استراتيجية مع كل من السعودية والإمارات العربية، وبالتالي يعتبر المغرب من الدول التي دخلت في إطار التضامن العسكري مع هذه المجموعة بالنسبة لما تخوضه من حروب حاليا في اليمن، ويعتبر الحوثيون الطرف الرئيسي في هذه الحرب".
وأضاف: "وبالتالي من منطلق التضامن مع بلدان الخليج العربي، رفض المغرب حضور الحوثيين".
وأكد أستاذ العلاقات الدولية بأن "موقف المغرب موقف مسؤول ويدخل في إطار دعم التضامن الذي يربطه مع بلدان الخليج وفي نفس الوقت احترام للشرعية الدولية"، على حد تعبيره.
وكان مسؤول في البرلمان المغربي، صرح أمس الاثنين، بوجود "تعليمات – لم يحدد مصدرها- أعطيت لمنع دخول الحوثيين إلى مقر البرلمان بالرباط، للمشاركة في أشغال المؤتمر"، بحسب الأناضول.
وأضاف المسؤول أن "المغرب مع الشرعية، والحوثيون خارج الشرعية وبالتالي لن نقبل بدخولهم إلى مقر البرلمان المغربي".
ومثّل اليمن في اجتماعات اتحاد البرلمان العربي، نائب رئيس مجلس النواب اليمني، محمد علي الشدادي، الذي ترأس وفدا ضم سبعة نواب برلمانيين موالين لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التابعة للحكومة عن الشدادي، قوله إن "الشعب اليمني لن ينس وقوف المغرب قيادة وحكومة وشعبا معه، ودعمه للشرعية".
جاء ذلك في وقت تضاربت فيه الأنباء بشأن غياب رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، الذي يرأس الاتحاد البرلماني العربي، عن أعمال المؤتمر.
ففي الوقت الذي أرجع فيه رئيس مجلس النواب المغربي، الحبيب المالكي، غياب "بري" إلى "وفاة أحد أقاربه "، زعم مجلس النواب بصنعاء الموالي للحوثيين أن ذلك جاء ردا على عدم قبول مشاركة وفده في أعمال المؤتمر، وكتب في موقعه الإلكتروني: "رسالة شكر وعرفان لنبيه بري على وقوفه إلى جانب الشعب اليمني".
ولم يصدر تعقيب رسمي من قبل رئيس مجلس النواب اللبناني على ما ذكرته التقارير الإعلامية أو الجانب الحوثي.
واختتمت، الثلاثاء، أشغال المؤتمر بانتخاب رئيس مجلس النواب المغربي، الحبيب المالكي، رئيسا جديدا للاتحاد البرلماني العربي خلفا للبناني نبيه بري، الذي تعذر حضوره وكلف النائب ميشال موسى بإلقاء كلمته خلال جلسة افتتاح المؤتمر 24 للاتحاد، والتي أكد فيها وجوب استعادة موقع القضية الفلسطينية المحوري، ومواجهة "سرطان" الإرهاب التكفيري عبر صياغة تشريع موحد يحاكم هذا الإرهاب ويتخذ الإجراءات للإسهام في تجفيف موارده ومصادره.
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب رئيس الاتحاد
البرلماني العربي الجديد "
الحبيب المالكي" عن شكره للوفود العربية المشاركة في هذا المؤتمر الهام، نظير ثقتهم وروح التشاور والتوافق التي أبانوا عنها طيلة أشغال هذا المؤتمر.
وشدد "المالكي" على أنه سيحرص على تنفيذ مختلف التوصيات والقرارات التي توجت أشغال هذا المؤتمر "الذي اتسم بالتوافق والتشاور من أجل مصلحة الشعوب العربية وكان له فضل في التأكيد على أهمية العمل المشترك وعلى مركزية القضية الفلسطينية ودعم كفاح الشعب الفلسطيني لاسترجاع أرضه المغتصبة"، على حد تعبيره.
ويذكر أن الدورة الـ24 للمؤتمر عرفت، بالأساس، تقديم تقرير عن نشاط الاتحاد
البرلماني العربي ونشاط اللجنة التنفيذية، والمصادقة على تقريري الدورتين الـ20 والـ21 للجنة التنفيذية للاتحاد .