سياسة عربية

موالون للأسد بكفريا والفوعة يحتجون على حزب الله.. ومقتل 3

تعرضت كفريا والفوعة لقصف عنيف قبل عقد الصفقة بشأن الزبداني - أرشفية
تعرضت كفريا والفوعة لقصف عنيف قبل عقد الصفقة بشأن الزبداني - أرشفية
هاجمت مجموعات عسكرية تابعة لحزب الله اللبناني، في بلدتي كفريا والفوعة الشيعيتين في ريف محافظة إدلب بسوريا، اعتصاما لأهالي البلدتين أمام مقر لجنة تنظيم خروج الجرحى والمصابين وفق الاتفاق المبرم مع المعارضة السورية، ليستخدم عناصر الحزب الرصاص الحي لتفريق المحتجين على سياسته، ما أدى إلى مقتل ثلاثة وإصابة آخرين، بحسب مصادر محلية.

وذكرت مصادر إعلامية موالية في بلدتي كفريا والفوعة المواليتين للنظام السوري، الأحد، أن المعتصمين كانوا يحتجون على السياسة المالية التي يتبعها حزب الله. وجاء الاعتصام بعد انتهاء خروج آخر دفعة من البلدتين، ليصطدم المحتجون مع اللجنة المشرفة، فيتدخل على إثرها حزب الله ويستهدف المعتصمين بالرصاص الحي. وأشارت المصادر إلى أن هذه الاحتجاجات مستمرة منذ أواخر شهر نيسان/ أبريل الماضي.

واتهم أهالي البلدتين، بحسب المصادر ذاتها، اللجنة التابعة لحزب الله والمشرفة على اتفاق "كفريا والفوعة، والزبداني" بالتلاعب بقوائم التسجيل وتقاضي مبالغ مالية كـ"رشوة" مقابل وضع أسماء لمدنيين لا يعانون من أي طارئ صحي ضمن المراد إخراجهم من البلدتين اللتين تحاصرهما الفصائل المقاتلة، خلال الدفعات القادمة، وحرمان الجرحى والمصابين الفقراء من الخروج من البلدتين إن لم يدفعوا مبالغ مالية للجنة المسؤولة.

وتحدثت المصادر عن رفضها التام لسياسة اللجنة الإدارية التي يرعاها ويديرها حزب الله، منوهة إلى أن عملية تنظيم الأسماء تتم وفق سياسية "من يدفع أكثر يملك فرص أكبر للخروج".

وفي آخر عملية إخراج جرحى ومصابين من البلدتين الشيعيتين خرج 250 شخصاً، من بينهم 22 جريحاً فقط، من ضمنها أربع حالات خطرة فقط، والباقي إصابات قديمة ليس لديها حاجة للخروج في هذا الوقت، ليصل مجمل من خرجوا خلال الاتفاق المبرم مع جيش الفتح برعاية أممية ما يزيد عن 500 شخص، بحسب ما أوردته المصادر الإعلامية الموالية ذاتها.

بدوره تحدث الناشط الإعلامي عبد الله جدعان، من ريف إدلب، بأن لجنة كفريا والفوعة التي تدير ملف تنظيم قوائم التبادل مع جيش الفتح برعاية الأمم المتحدة والصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر السوري، هي لجنة مشتركة من البلدتين وتأتمر بأوامر مباشرة من حزب الله.

وقال جدعان لـ"عربي21": "حزب الله خلال الدفعات الأولى التي خرجت من البلدتين كان يولي الاهتمام الأكبر لإخراج العناصر الإيرانيين المصابين من البلدتين، وبعد الانتهاء من أولوية إخراج المقاتلين الإيرانيين، عمل على جني الأرباح المالية من المقتدرين ماليا في كفريا والفوعة، الأمر الذي خلق حالة من التوتر بينه وبين الموالين له في البلدتين، كانت نتيجتها ثلاثة قتلى على يد الحزب".

أما النظام السوري، فقد نفى، على لسان عضو مجلس الشعب عن محافظة إدلب، حسين راغب، أي علاقة تربطه باللجنة التي شكلها حزب الله والمسؤولة عن ملف إخراج الجرحى والمصابين من بلدتي كفريا والفوعة، كما نفى سقوط أي قتلى مدنيين على يد حزب الله خلال حركتهم الاحتجاجية على سياسة الحزب.

وقال راغب في تصريح لصحيفة "الوطن" الموالية: "من يديرون اللجان من دمشق لا يوجد بينهم أي شخص من الفوعة وكفريا بل هم من أهالي دمشق، وحين يتم الاتصال باللجان الموجودة في البلدتين يقولون إنهم ليس لديهم أي صلاحيات وأنهم مأمورون ممن يدير اللجان".

وكان اتفاق بين جيش الفتح والنظام السوري ومن خلفه إيران؛ وقع في أواخر شهر أيلول/ سبتمبر الماضي، برعاية الأمم المتحدة والهلال الأحمر السوري والصليب الأحمر الدولي. وتنص بنود الاتفاق على وقف إطلاق النار بين الطرفين ثم هدنة لمدة ستة أشهر، تشمل الزبداني وكفريا والفوعة ومدينة إدلب ومناطق في ريفها.

كما يقضي الاتفاق بإخراج كل المقاتلين والراغبين من المدنيين من منطقة الزبداني باتجاه إدلب، مقابل خروج عشرة آلاف شخص من الفوعة وكفريا من الأطفال دون سن الثامنة عشرة، ومن النساء والمسنين فوق الخمسين، بالإضافة إلى الجرحى.
التعليقات (0)