أثناء الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند لمصر، أشار السيسي في معرض دفاعه عن الوحشية و القهر وعدم احترام حقوق الإنسان، و الذي اشتهرت به الدولة المصرية في الآونة الأخيرة، بأن الدولة المصرية دولة وليدة، ولا يجب أن نقيس الحقوق والحريات فيها حسب المعايير الأوربية، معللا ذلك بأن البلد والمنطقة بأسرها تعيش في حالة حرب.
مصر الوليدة، هذا ما كان ينقصنا، هل وصلنا لهذه الدرجة من الذل والمهانة واحتقار الذات، و ما الذي قد يعود علينا من هذه الصفة التي يريد السيسي أن يلصقها بنا ؟، دولة وليدة أي أنها لا تملك لنفسها شرا ولا نفعا، لا تستطيع أن تقرر، و تحتاج الوصاية والرعاية الدائمة من الدول التي بلغت سن الرشد.
الدولة المصرية يا سيادة الرئيس ليست دولة وليدة، بل هي دولة قتيلة، قتلها العسكر ودمها يغرق أفرولاتكم و بيادتكم، مصر كانت من أجمل و أنظف دول العالم ومن أغناهم أيضا حتى تفضلتم أنتم و قفزتم على كرسي الحكم فيها، فلم يلوثها إلا أنتم ولم يفقرها إلا أنتم.
مصر هذه التي تسميها دولة وليدة، كان الأوربيون يهاجرون إليها ليعملوا فيها، فكنت تجد الفرنسي مدرسا لأبنائنا يعلمهم البيانو و الموسيقى، وتجد اليوناني و القبرصي حلمه أن يعمل فيها بقالا أو نادلا، و أسماء محلات وشوارع وسط القاهرة خير دليل على ما أقول، وبعد أن قتلتم الدولة المصرية أصبح المصري مشردا في كافة أنحاء البسيطة وراء لقمة العيش التي أكلتموها منا، و سممتم البقية الباقية منها.
في عام 1925 حازت القاهرة عاصمة هذه الدولة الوليدة على لقب أجمل مدينة في العالم، متخطية بذلك باريس و لندن وباقي عواصم دول أوربا، و التي تفضلت سيادتك بتمريغ كرامتنا في التراب أمامها، والآن وبعد 86 عام من حصولها على لقب الأجمل انتقلت بعدما قتلتموها إلى قائمة الأسوأ عالميا، و احتلت المركز السادس في قائمة أسوأ المدن التي من الممكن أن يعيش فيها الإنسان، من حيث المعيشة و التخلف و الإدمان و الجريمة - حسبما أعلنت مجموعة الأيكونيميست -.
لم أرى من قبل رئيسا يقلل من شأن دولته أمام رئيس دولة أخرى، بل أمام كل العالم فهذا التصريح قيل في مؤتمر صحفي عالمي، هل هذه هي الندية التي تعامل بها الدول بعضها البعض، نرى الكثير من الدول صغيرة الشأن تحرص على أن تظهر بمظهر الند أمام أكبر الدول، أسأل الله أن يحمى مصر، و أن ينقذها من أيدي قاتليها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة.
1
شارك
التعليقات (1)
مصري عربي
الخميس، 12-05-201607:22 م
الحكاية وما فيها إيجاد مبرر للفرار من المساءلة أو المطالبة بالحقوق والحريات وهو الملف الأسود بالنسبة للحاكم العسكري.