ملفات وتقارير

ازدهار حوادث تصفية قادة المقاومة اليمنية مع سريان الهدنة

اغتيال قائد بحجم العقيد نصر الربية وهو قائد المقاومة الشعبية في جبهة دمت يعد مثالا صارخا ـ أرشيفية
اغتيال قائد بحجم العقيد نصر الربية وهو قائد المقاومة الشعبية في جبهة دمت يعد مثالا صارخا ـ أرشيفية
ازدهرت حوادث الاغتيال مع إعلان كل هدنة باليمن بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور هادي، والمتمردين الحوثيين وقوات الجيش الموالي للمخلوع علي عبدالله صالح، التي طالت قيادات عسكرية رفيعة في المقاومة والجيش الوطني، الأمر الذي يضع عددا من علامات الاستفهام حول جدوى قبول الهدنة من قبل الشرعية مادامت تصب في مصلحة الطرف الآخر، بحسب مراقبين.

وخلال ثلاثة أيام من دخول وقف اتفاق النار بين الطرفين، تم تصفية قائد مقاومة دمت، العقيد نصر الربية، مع رفيقه الشيخ، علي الماطري، في منطقة تخضع لسيطرة الشرعية بشبوة (جنوب شرق)، واغتيال قائد ميداني بقوات الشرعية في تعز (جنوبا) يدعى "يوسف المخلافي"، إضافة إلى اغتيال قائد أركان اللواء 314، عميد ركن، زيد الحوري، في بلدة نهم بصنعاء، ثالث أيام الهدنة، الأربعاء. والجدير بالذكر أن هذه القيادات التي جرى تصفيتها، تعد من المحسوبين على حزب التجمع اليمني للإصلاح.

 ثلاث حقائق للهدنة

وتعليقا على هذا الأمر، أكد نائب رئيس تحرير جريدة 14 أكتوبر الرسمية، عبدالرقيب الهدياني، أنه مع إعلان كل هدنة بين قوات الشرعية والانقلابيين طيلة العام الفائت من الحرب، تم رصد ثلاث حقائق: الأولى: "اختراق هذه الهدنة من قبل الحوثيين"، والثانية: "خسارة قوات الشرعية لقيادات في الجيش الوطني والمقاومة بعمليات اغتيال أو كمين". أما الثالثة: فهي أن "جماعة الحوثيين وحلفاءها تعيد التموضع على الأرض"، وجميعها تذهب لصالح المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح.

وأضاف في حديث خاص لـ"عربي21" أن اغتيال قائد عسكري بحجم العقيد نصر الربية، وهو قائد المقاومة الشعبية في جبهة دمت وجبن وقعطبة في اليوم الأول لسريان الهدنة الحالية، إحدى هذه الحقائق، ومثلها وقائع في تعز ومأرب وأماكن أخرى.

وعدّ الهدياني سبب هذه الظاهرة، بأن الهدنة باليمن تلبي طلب الطرف الضعيف الذي خسر الكثير من المكاسب على الأرض، وبالتالي يستعيض خسارته بالانتقام، واختراق مساحات الشرعية، وتوجيه ضربات موجعة باصطياد القيادات، مستغلا الواقع الرخو في المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية لها. مستدلا بما حدث في محافظة شبوة شرق عدن من تصفية للعقيد الربية. 

وقال: "إن هناك فرضية أيضا، لا يمكن تجاهلها، تكمن في طريقة اختراق المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الشرعية، وتنفيذ الكمائن، وقتل القيادات في مناطق عسكرية، كما في حادثة اغتيال العقيد الربية، بينما لا تستطيع الشرعية فعل ذلك في جبهات وأرض الانقلابيين". 

وعبر نائب رئيس تحرير 14 أكتوبر عن خشيته من أن يتعدى هذا الأمر من كونه "ضعفا أمنيا إلى وجود خيانات داخل جبهة الشرعية"، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام تحدثت كثيرا عن محور عتق العسكري في شبوة، المتورط في تهريب السلاح والمحروقات إلى جبهات الحوثيين عبر المناطق التي يسيطر عليها المحور، بحسب وصفه.

صالح وخبرات إيرانية


من جانبه، قال الصحفي والمحلل السياسي، عبدالعزيز المجيدي، إن "أكثر الأعمال التي ستزدهر في فترة ما يسمى زورا التهدئة "التصفيات والاغتيالات"، على حد تعبيره.

وتابع حديثه: هذه ليست تهمة، بل اعتراف ووصف دقيق، وهو ما ظهر على مانشيت صحيفة "اليمن اليوم" المملوكة للمخلوع صالح، بالخط العريض "تصفية قائد مرتزقة العدوان في دمت". في إشارة منها إلى العقيد نصر الربية. 

وأوضح المجيدي في منشور على حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن التصفية تشير إلى عمل استخباراتي وجهاز أمني، وهذا ما يمتلكه المخلوع تحديدا، وضمنيا تقدم الواقعة تفسيرا لكل أعمال الاغتيال التي وقعت في مناطق تسيطر عليها الشرعية، بما في ذلك عدن، واستهدفت قادة المقاومة وضباطا في الجيش الوطني.

ولفت إلى أن المخلوع صالح ظل قابضا على زمام جيش وأجهزة أمنية، بنيت على أسس عشائرية وغير وطنية، بعد إجباره على مغادرة الرئاسة واستخدمها في الانقلاب مع المليشيا الحوثية، وهذا يعني أنه "سيكون أكثر سيطرة على جهاز وشبكة الأعمال القذرة والتصفيات التي بناها بعيدا عن الأعين"، وفق تعبيره.

وبين السياسي المجيدي أن الخبرات الإيرانية دخلت مؤخرا على الخط، وبنت جهازا خاصا للحوثيين للغرض ذاته، في ظل فراغ وبطء من السلطة الشرعية في بناء الأجهزة الأمنية للدولة، وهنا تصبح الكارثة مزدوجة"، بحسب وصفه.

وأثارت عمليات الاغتيال التي طالت قيادات عسكرية في الجيش المؤيد لهادي، في الأيام التالية لدخول الهدنة حيز التنفيذ، منتصف ليل الأحد – الاثنين، حالة من الاستياء والسخط في الأوساط الشعبية والسياسية، وسط دعوات برفض الهدنة التي لم يستفد منها سوى تحالف الانقلاب متمثلا بالحوثي وصالح.
التعليقات (0)