قال قائد الجيش
اللبناني العماد جان
قهوجي، الجمعة، إن لبنان يمر بمرحلة "حرجة"، وأن جيشه يحارب ما وصفه بـ"
الإرهاب"، ويسعى لتضييق الخناق على المجموعات "الإرهابية"، مؤكدا أنه سيمنع الفتنة وأي محاولة لفرض الأمن الذاتي في البلاد.
وأضاف قهوجي خلال سلسلة لقاءات موسعة مع الضباط العسكريين إن مهمة الجيش الأساسية خلال الأشهر الماضية تركزت على مكافحة الإرهاب "وتفكيك الخلايا الإرهابية".
وأكد أن الجيش اللبناني "لا يقاتل أحدا بسبب أفكاره، إنما بسبب الاعتداءات التي يرتكبها ضد المواطنين والعسكريين"، لافتا إلى أن إجراءات الجيش ستتكثف "من أجل ملاحقة هذه الخلايا وتضييق الخناق على كل مجموعة مشتبه فيها".
واعتبر أن ما يشهده لبنان من عمليات إرهابية وانتحارية مرفوض من قبل جميع اللبنانيين، مشيرا الى أن هذه العمليات "طارئة على بيئتنا اللبنانية".
وشهد لبنان منذ شهر آب/ أغسطس الماضي 10 تفجيرات بينها 6 انتحارية، استهدفت عدة مناطق لبنانية في بيروت، وضاحيتها الجنوبية ومدينة الهرمل المعقلين الرئيسيين لحزب الله، وفي مدينة طرابلس شمال البلاد.
وكان انتحاري فجر نفسه في محطة للوقود في مدينة الهرمل أحد معاقل حزب الله في شرق لبنان السبت الماضي، ما أدى الى مقتل ثلاثة أشخاص وجرح 20 آخرين.
وتبنت "جبهة النصرة في لبنان" هذا التفجير كرد على استمرار مشاركة حزب الله في القتال إلى جانب قوات النظام السوري.
وفجر انتحاري آخر نفسه الأسبوع الماضي في حافلة صغيرة لنقل الركاب في منطقة الشويفات المتاخمة للضاحية الجنوبية ما أدى الى جرح شخصين.
ويقاتل حزب الله بشكل علني إلى جانب قوات النظام السوري منذ مطلع العام الماضي، في حين يشارك عدد من اللبنانيين في القتال إلى جانب قوات المعارضة.
وكانت "جبهة النصرة في لبنان" و" تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)" أعلنتا مسؤوليتهما عن ثلاث تفجيرات لسيارات مفخخة يقودها انتحاريون، في معقلي حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة الهرمل شرق لبنان، أوقعت 15 قتيلا و145 جريحا خلال شهر كانون الثاني/ يناير الماضي، ردا على قتال عناصر حزب الله الى جانب قوات النظام السوري.
ورأى قهوجي أن "دعم المجتمع الدولي للجيش ودوره الكبير في الاستحقاقات المقبلة، يرتب عليه مسؤولية كبيرة".
وكان يشير إلى مساعدات قدمتها عدة دول، بينها السعودية وأمريكا وفرنسا وإيطاليا، للجيش اللبناني "من أجل استقرار لبنان"، والى جهود من أجل عقد مؤتمرات دولية تهدف الى دعم الجيش ومعالجة وضع النازحين السوريين الذين تخطى عدد المسجلين لدى المفوضية العليا للاجئين 913 ألفا، فيما تؤكد الدولة اللبنانية أن عددهم تجاوز 1.2 مليونا.
وكانت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو كشفت، الأربعاء الماضي، أن اجتماعين دوليين سيعقدان انطلاقا من الشهر المقبل في باريس وروما من أجل دعم لبنان سياسيا وعسكريا.
ويعيش لبنان أزمة سياسية حادة منذ أيار/ مايو من العام الماضي بعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي وفشل الرئيس المكلف تمام سلام بتشكيل حكومة جديدة حتى الآن.
وختم قهوجي "نحن نؤكد أن قرارنا حازم في منع الفتنة في لبنان، ولن ندع أي منطقة تحت رحمة التفلت".