سياسة عربية

ما دلالات زيارة وزير أوقاف النظام السوري إلى القاهرة؟

وزير أوقاف النظام السوري التقى بعدد من علماء الدين المصريين- معرض القاهرة للكتاب
وزير أوقاف النظام السوري التقى بعدد من علماء الدين المصريين- معرض القاهرة للكتاب
أثارت زيارة وزير الأوقاف في حكومة النظام السوري محمد عبد الستار السيد، إلى مصر، ومشاركته في العديد من الفعاليات الدينية والثقافية في القاهرة، تساؤلات عن دلالاتها، وما إن كانت تؤشر إلى عودة قريبة للنظام إلى الجامعة العربية.

وكان السيد قد وصل القاهرة قبل ثلاثة أيام، حيث التقى بعدد من علماء الدين المصريين، ومنهم رئيس لجنة الشؤون الدينية في البرلمان المصري علي جمعة، وعبد العزيز الشهاوي كبير فقهاء المذهب الشعبي والمدرس في جامعة الأزهر.

وقبل زيارته معرض القاهرة الدولي للكتاب، ألقى وزير النظام خطبة الجمعة في مدينة 6 أكتوبر بالعاصمة المصرية، ركز فيها على التطرف الديني وحركات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين.

وفي الخطبة قال السيد إن "سوريا ومصر تميزتا بالعلاقة الإسلامية المسيحية الرائدة التي نشأت وتعززت عبر التاريخ بين المسلمين من جهة ومسيحيي سوريا وأقباط مصر من جهة أخرى وكانت أساس المواطنة في البلدين".

ولم تُعلن وزارة الأوقاف ما إن كانت الزيارة قد جرت بدعوة رسمية من مصر، لكن مراقبين اعتبروا أن للزيارة دلالات سياسية، ومنهم مدير "المركز العربي للبحوث والدراسات" بالقاهرة، هاني سليمان.

تحالفات عربية-عربية

وأعرب سليمان عن اعتقاده بأن الزيارة تأتي ضمن ترتيبات معينة لحلحلة الجمود في الملف السوري، مشيرا إلى أن "زيارة الوزير الذي يحظى بهذه المكانة الدينية، وخطبة الجمعة التي ألقاها في أحد مساجد القاهرة، هي بالتأكيد محل ترحيب رسمي".

وقال في حديثه لـ"عربي21"، إن الزيارة "تؤشر إلى عودة سوريا إلى العمق العربي، وشاهدنا مؤخراً العديد من المؤشرات على ذلك مثل الانفتاح الإماراتي على دمشق".

وأضاف: "هناك حالة من الإدراك الإقليمي والعربي لطبيعة الملفات المتأزمة، والأغلب أن نشهد انفتاحا عربياً على سوريا في القريب".

من جانب آخر أشار سليمان إلى ما يجري من تحالفات على مستوى المنطقة العربية، لافتاً إلى مشروع خط الغاز العربي بين مصر وسوريا ولبنان، مضيفا: "باعتقادي سنشهد مزيداً من التقارب العربي العربي".

رسائل للولايات المتحدة والسعودية

من جانبه، يضع الكاتب والمحلل السياسي الدكتور باسل المعراوي استقبال وزير النظام في مصر، في إطار الرسائل التي تحاول الأخيرة إيصالها للولايات المتحدة.

ويوضح لـ"عربي21" أن القاهرة تريد الضغط على الولايات المتحدة التي ترفض التطبيع مع النظام السوري، من أجل الاستجابة للمطالب المتعلقة بالشق الاقتصادي، حيث تقول إنها قد تذهب إلى التطبيع مع النظام ما لم تستجب واشنطن.

كذلك، يمكن قراءة الزيارة في إطار التجاذبات السعودية-المصرية، وفق المعراوي، الذي أشار إلى انزعاج مصر من الإحجام الخليجي والسعودي على وجه التحديد عن تقديم الدعم لمصر.

وقال إن ذلك "قد يُفهم من خلال عدم استقبال وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة لنظيره لدى النظام السوري، ومن تجاهل الإعلام الرسمي المصري للزيارة".

وفي تموز/ يوليو 2022، كشف موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي عن اعتراض مصر على مشاركة النظام السوري في القمة العربية بالجزائر، مرجعاً ذلك إلى محاولة مصر الاصطفاف مع موقف السعودية الرافض لذلك.

وقال إن موقف مصر يشكل تحولاً، خاصة أن جهود إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية منذ العام 2020 قادها رئيس الاستخبارات المصرية عباس كامل.
التعليقات (3)
ناقد لا حاقد
الثلاثاء، 14-02-2023 08:31 ص
عصابات من المرتزقة كلم مجرمون و حساب رب العالمين ليس ببعيد
سعدو
الأحد، 05-02-2023 11:51 ص
لايعدو عن ماسح احذيه عند النصيريه وحليفهم المجوسي الايراني وكما كان عهد والده فما افلح لا الوالد ولا الولد.
ابوعمر
الأحد، 05-02-2023 06:44 ص
أكيد سيعلمونه الختان أعزكم الله ...