هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، عن فتح صفحة
جديدة للعلاقات الثنائية بين
البلدين، بعد
توتر شابها منذ سنوات واشتد قبل نحو 11 شهرا.
جاء
ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك أعقب محادثات ثنائية وموسعة بين الطرفين في مستهل زيارة
للرئيس الفرنسي تدوم 3 أيام.
وقال تبون في مؤتمر
صحفي مشترك، إنه تطرق مع ماكرون إلى جل مواضيع التعاون الثنائي وسبل تعزيزها، بما يخدم مصالح البلدين، ويضمن إعطاء دفعة نوعية للعلاقات، وذلك تكريسا للتوجه الجديد المتفق عليه المبني
على إقامة شراكة استثنائية شاملة في ظل الاحترام وتوازن المصالح بين البلدين.
وأكد
الرئيس الجزائري أن المحادثات "البناءة" مع الرئيس الفرنسي شملت جميع المجالات انطلاقا من الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والاقتصادي.
من
جانبه، قال ماكرون إن أبرز أهداف زيارته هو "التطلع المشترك إلى
المستقبل"، مؤكدا أن البلدين قررا "النظر ومواجهة وفتح صفحة جديدة
للعلاقات الثنائية".
وأَضاف: "نعيش لحظة فريدة، آمل أن تسمح لنا
بالنظر للمسألة بتواضع وصدق، وليس لنا أن نتخلص من هذا الماضي، إنه أمر مستحيل،
لأن الأمر يتعلق بأرواح، وأيضا بتاريخنا".
وتابع:
"لكن أيضا مسؤوليتنا أن نتطلع للمستقبل من أجلنا ومن أجل شبابنا".
وأعلن
ماكرون عن "إنشاء لجنة مشتركة تضم مؤرخين من البلدين لدراسة الأرشيفات حول
الاستعمار وحرب الاستقلال"، مشيرا إلى أن البلدين لديهما ماض مشترك معقد
ومؤلم.
اقرأ أيضا: ماكرون يصل الجزائر برفقة وفد يضم 90 شخصا بينهم 7 وزراء
هذه
الزيارة هي الثانية لإيمانويل ماكرون إلى الجزائر منذ توليه الرئاسة، وتعود زيارته
الأولى إلى كانون الأول/ديسمبر 2017 في بداية ولايته الأولى.
وقد
بدت حينها العلاقات بين البلدين واعدة مع رئيس فرنسي شاب ولد بعد عام 1962 ومتحرر
من ثقل التاريخ، ووصف الاستعمار الفرنسي بأنه "جريمة ضد الإنسانية".
لكن
الآمال سرعان ما تلاشت مع صعوبة توفيق ذاكرة البلدين بعد 132 عامًا من الاستعمار
والحرب الدموية ورحيل مليون فرنسي من الجزائر عام 1962.
ضاعف
ماكرون المبادرات في ملف الذاكرة، معترفًا بمسؤولية الجيش الفرنسي في مقتل عالم
الرياضيات موريس أودين والمحامي الوطني علي بومنجل خلال "معركة الجزائر"
عام 1957.
واستنكر
"الجرائم التي لا مبرر لها" خلال المذبحة التي تعرض لها المتظاهرون
الجزائريون في باريس في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1961.
لكن
الاعتذارات التي تنتظرها الجزائر عن الاستعمار لم تأت أبدا، ما أحبط مبادرات
ماكرون وزاد سوء التفاهم.
تفاقمت
القطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، اتهم فيها
"النظام السياسي العسكري" الجزائري بإنشاء "ريع للذاكرة"، وشكّك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.