سياسة دولية

ضغوط دبلوماسية على روسيا والناتو يبحث المزيد من دعم كييف

من اجتماع الناتو لبحث تقديم دعم عسكري نوعي جديد لأوكرانيا- جيتي
من اجتماع الناتو لبحث تقديم دعم عسكري نوعي جديد لأوكرانيا- جيتي

تتواصل الحرب في أوكرانيا، الخميس، لليوم الـ43، وسط مساع غربية لتشديد الضغط على موسكو اقتصاديا ودبلوماسيا.

 

النمسا تطرد دبلوماسيين روسا

 

من جهتها، قررت النمسا، الخميس، طرد أربعة دبلوماسيين روس بذريعة قيامهم بأنشطة استخباراتية.


وذكرت وزارة الخارجية النمساوية في بيان لها، أن الدبلوماسيين الروس الأربعة انتهجوا مواقف لا تتوافق مع اتفاقية فيينا (للعلاقات الدبلوماسية) وطلبت منهم مغادرة البلاد.

 

اقرأ أيضا: استعداد أوكراني لمعارك بدونباس.. والناتو يتحدث عن حرب طويلة

ومع قرارها، فقد انضمت النمسا التي تتمتع بوضع الحياد الدائم إلى الدول التي قامت بطرد دبلوماسيين روس.

وخلال الأسبوع الأخير، تم طرد أكثر من 180 دبلوماسيا روسيا من أوروبا، بسبب مقتل مدنيين في مدينة بوتشا الأوكرانية. 


ومنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 شباط/ فبراير الماضي، فإنه طرد أكثر من 330 دبلوماسيا روسيا من نحو 15 بلدا أوروبيا.

 

فرنسا تستدعي السفير الروسي

 

من جانبه، استدعى وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، الخميس، من جديد، السفير الروسي لدى باريس، بعد نشر السفارة تغريدة اعتبرها الوزير "غير لائقة" بشأن الفظائع المرتكبة في بوتشا الأوكرانية.


وكتب الوزير على "تويتر": "مقابل التغريدة غير اللائقة والمستفزة (التي نشرتها) السفارة الروسية لدى فرنسا بشأن الفظائع المرتكبة في بوتشا، قررتُ استدعاء السفير الروسي إلى وزارة الخارجية هذا الصباح".

 

 

 

 

وكان الوزير يتحدث عن تغريدة تضمنت عبارة "موقع تصوير"، في حين أن موسكو تندّد بـ"فبركة" مشاهد جثث منتشرة في شوارع بوتشا.

كندا تستدعي سفير روسيا


وسبق أن أعلنت كذلك كندا، الأربعاء، أنها استدعت السفير الروسي في أوتاوا، لإطلاعه على الصور "المروّعة" للقتلى في بوتشا، مطالبة المحكمة الجنائية الدولية بتسريع تحقيقها في الاتهامات الموجّهة إلى موسكو بارتكاب جرائم حرب في المدينة الأوكرانية.


وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في بروكسل، قبيل مشاركتها في اجتماع لحلف شمال الأطلسي: "أصدرت تعليمات لنائبي باستدعاء سفير روسيا في أوتاوا للتأكّد من إطلاعه على صور ما حدث في بوتشا". 


ووفقا للمدّعية العامة الأوكرانية إيرينا فينيديكتوفا فقد تمّ العثور على جثث 410 مدنيين في بوتشا ومناطق أخرى من محيط كييف انسحبت منها مؤخراً القوات الروسية.


ونفى الجيش الروسي الاتهامات التي وجّهتها له السلطات الأوكرانية والدول الغربية بقتل مدنيين في بوتشا، مؤكّداً أنّ الأمر برمّته مجرد "فبركات" من جانب كييف.


وخلافاً لفرنسا وألمانيا والعديد من الدول الغربية الأخرى التي طردت هذا الأسبوع عشرات الدبلوماسيين الروس المعتمدين لديها منذ اكتُشفت مجازر قرب كييف نُسبت إلى القوات الروسية، فإنّ كندا لا تعتزم اتّخاذ إجراء مماثل.


وقال رئيس الوزراء جاستن ترودو لصحفيين: "أنا بكل بساطة لست متأكّداً من أنّ المبادرة الرمزية بطرد الدبلوماسيين الروس (...) تستحقّ أن نخسر دبلوماسيّينا في موسكو".


وأضاف: "نحن نعلم جيدا أنّ الدبلوماسيين الروس الموجودين هنا في كندا ينشرون معلومات مضلّلة. وهذه مشكلة". 


لكنّ ترودو حذّر من أنّه "إذا طردنا الدبلوماسيين الروس من كندا، فربّما نفقد جميع دبلوماسيينا في روسيا"، معتبرا أن هؤلاء يقومون "بعمل مهم للغاية" يتمثل في "معرفة ما يحدث في روسيا".


دعم عسكري من الناتو لأوكرانيا


وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، الخميس، إن وزراء خارجية الحلف يبحثون مزيدا من الدعم العسكري لأوكرانيا.


جاء ذلك في تصريحات صحفية مشتركة مع وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قبيل انعقاد اجتماع وزراء خارجية دول الناتو في العاصمة البلجيكية بروكسل.


وأكد ستولتنبرغ أن "الاجتماع سيتناول تقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا نظرا لحاجتها الماسة إلى أنظمة الدفاع الجوي، والأسلحة المضادة للدبابات، وكذلك الأسلحة الخفيفة والثقيلة".


وأضاف: "يتحمل الناتو أيضا مسؤولية حماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم، لذلك، فإنه منذ بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، فقد صعدنا وجودنا العسكري في الجزء الشرقي من الحلف".


وأوضح: "نسعى إلى التأكد من عدم وجود مجال لسوء الفهم والتقدير لدى موسكو بشأن استعدادنا لحماية جميع الحلفاء والدفاع عنهم".


وتابع: "نحن بحاجة إلى الدعم بالسلاح، وتصعيد العقوبات لمواجهة الأزمة الأوكرانية-الروسية، لذلك، أرحب أيضا بحقيقة أن حلفاء الناتو يعملون الآن على فرض المزيد من العقوبات على موسكو".


وبشأن موقف الحلف من عدم إرسال قوات إلى كييف، قال ستولتنبرغ: "لدينا أيضا مسؤولية لمنع هذا الصراع من الامتداد خارج أوكرانيا، وأن يصبح أكثر فتكا وخطورة وتدميرا".


واختتم ستولتنبرغ حديثه بالقول: "بناء على ما سبق ذكره، فإننا نقدم الدعم ونعمل بجد بهدف منع تصعيد الصراع".


زيلينسكي يهاجم روسيا

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجيش الروسي غير تكتيكاته وهو يحاول طمس الأدلة على الجرائم التي ارتكبها في المناطق التي احتلها.


وفي رسالة مصورة عبر تليغرام، الخميس، لفت زيلينسكي إلى أن موقف العالم تجاه الدولة الروسية الحديثة قد تغير بعد ما رآه في بوتشا.


وأشار زيلينسكي إلى أن الجنود الروس يحاولون طمس الأدلة على الجرائم في المناطق المحتلة، بعد أحداث بوتشا.


وأضاف: "بعد بوتشا، غيّر الجيش الروسي تكتيكاته. لدينا معلومات تفيد بأن الجيش الروسي يحاول انتشال جثث القتلى الأوكرانيين من شوارع وأقبية المناطق الخاضعة للاحتلال".


ولفت إلى أن آلاف المواطنين مفقودون، مضيفا أنهم "لا يمكنهم الهروب من المسؤولية".


وأشار زيلينسكي أن بلاده ستكشف جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا في أراضيها عبر التحقيق الموضوعي وشهود العيان ومراقبة الأقمار الصناعية، وأنها ستواصل البحث عن الحقيقة.

 

كييف تتهم المجر


واتّهمت كييف الخميس المجر "بمساعدة" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حربه على أوكرانيا، غداة تصريحات لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، قال فيها إنه مستعدّ لشراء الغاز الروسي بالروبل، خلافا لسائر دول الاتحاد الأوروبي.


وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نيكولينكو، في بيان، إن "بودابست انتقلت إلى المرحلة التالية: مساعدة بوتين في مواصلة هجومه على أوكرانيا" معتبرًا أن المجر بموقفها هذا "تدمّر وحدة الاتحاد الأوروبي".


وأكد أن كييف "تعتبر تصريحات المجر التي تقول فيها إنها مستعدة لشراء الغاز الروسي بالروبل بمثابة موقف غير ودّيّ ضد دولتنا"، معتبرا أيضا أن الاقتراح المجري تنظيم محادثات سلام روسية-أوكرانية في بودابست "مثير للسخرية".


وأضاف: "إذا كانت المجر تريد فعلًا وضع حدّ للحرب، فهذا ما يجب أن تفعله: التوقف عن تدمير وحدة الاتحاد الأوروبي ودعم فرض عقوبات جديدة على روسيا ومساعدة أوكرانيا عسكريًا (...) وليس خلق مصادر تمويل إضافية للماكينة العسكرية الروسية".


وندّد نيكولينكو بـ"تحفّظ القادة المجريين على الإقرار بمسؤولية روسيا عن فظائع الجيش الروسي في بوتشا وإربين وغوستوميل"، حيث عُثر في الأيام الأخيرة على جثث عشرات المدنيين.


وأشار إلى أن ذلك "قد يعزّز شعور الإفلات من العقاب لدى روسيا ويشجّع على ارتكاب فظائع جديدة".

 

عقوبات أوروبية.. وبنتا بوتين

 

ويدرس الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات تتضمن للمرة الأولى، إجراءات تستهدف قطاع الطاقة مع حظر عمليات شراء الفحم من روسيا وإغلاق الموانئ الأوروبية أمام السفن الروسية. 

ويُتوقع إضافة ابنتَي بوتين وعدد من الأوليغارش الروس على لائحة الاتحاد الأوروبي السوداء، بحسب الوثيقة التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس.

 

اقرأ أيضا: مركز روسي: العقوبات الأمريكية على روسيا تضر بأوروبا

 

ماكرون وبولندا

 

في سياث آخر، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بانتقاد رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافتسكي، لمحادثاته الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، معتبرا هذه التصريحات "بلا أساس وفاضحة".

وقال ماكرون لشبكة "تي إف 1" الفرنسية، إن "هذه التصريحات لا أساس لها من الصحة وفاضحة، لكنها لا تفاجئني، لأن مورافتسكي الذي ينتمي إلى حزب يميني متطرف يتدخل في الحملة السياسية الفرنسية بعد أن استقبل مرارا (مارين) لوبن"، مرشحة التجمع الوطني التي "يدعمها". 


وأضاف: "أتحمل كامل المسؤولية عن أنني تحدثت باستمرار، باسم فرنسا، مع رئيس روسيا لتجنب الحرب وبناء هيكل جديد للسلام في أوروبا منذ سنوات.. لقد فعلت ذلك منذ بداية ولايتي ولم أكن يوما ساذجا، خلافا لآخرين، ولم أكن يوما متواطئا خلافا لآخرين".


وتابع: "سعيت دوما للتحدث مع روسيا وناقشت باستمرار من أجل التوصل لوقف لإطلاق النار وإلى هدنة إنسانية، تماما كما يفعل المستشار (أولاف) شولتس في ألمانيا أو غيره من رؤساء الدول والحكومات في أوروبا".


وكان رئيس الوزراء البولندي خاطب ماكرون في تصريح الاثنين الماضي، قائلا له: "أيها الرئيس ماكرون، كم مرة تفاوضت مع بوتين، ما الذي حصلت عليه؟ نحن لا نتباحث مع المجرمين ولا نتفاوض معهم. المجرمون يجب أن يحاربوا".

عمليات الإجلاء


وقالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني، إيرينا فيريشتشوك، إنه تم إجلاء 4 آلاف و892 مدنيا، الأربعاء، عبر الممرات الإنسانية إلى مناطق آمنة.


وأضافت في مؤتمر صحفي، أن 3 آلاف و686 مدنيا تم إجلاؤهم من مدينتي ماريوبول وبيرديانسك إلى مدينة زاباروجيا.


وأردفت بأن 1206 مدنيين آخرين انتقلوا من منطقة لوغانسك إلى مناطق آمنة.

 

وفي 24 شباط/ فبراير الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.


وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".

 
التعليقات (0)