هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قبيل نهاية العام الجاري بأيام، نفذت إسرائيل ثاني عدوان جوي على ميناء اللاذقية الذي يبعد نحو (45)كم عن قاعدة حميميم الروسية، وهذا العدوان يحمل رقم (29)على سوريا هذا العام،وما قلناه وما زلنا مصرين عليه، هو أن عدم الرد يعطي إشارات خضراء للصهاينة بمواصلة العدوان على اللاذقية وربما على ميناء طرطوس وكل سوريا.
روسيا كما قال أحد جنرالاتها نحن في سوريا لمحاربة الجماعات المسلحة، ولا يوجد بيننا وإسرائيل إعلان حرب، ولم ينكر وجود تنسيق مع سلاح الجو الاسرائيلي عند تنفيذ الغارات حتى وإن كانت في فناء قواعد بلاده العسكرية،وبما يعني أن روسيا مع إسرائيل في استهداف المواقع الإيرانية والسورية وتدميرها، وهذا يدفعنا إلى القول أن الرد لن يكون بسلاح روسي لدى سوريا لانه حتما سيكون بلا فاعلية، فكلنا ما زال يتذكر المواجهة الجوية في البقاع «اللبناني--السوري «عام 1982م،ما بين(93)طائرة ميج سورية ونحو (60)طائرة اف 16اسرائيلية افضت إلى فضيحة كبرى،بسقوط سبعين طائرة سورية مقابل صفر طائرات إسرائيلية، وافادة الضباط السوريين انذاك بأن التشويش وسماعهم أغاني على موجات الطائرات الروسية شكل صدمة لهم في عدم قدرتهم على المواجهة واسقاط طائرة إسرائيلية واحدة.
الرقم (29) في الغارات العدوانية على سوريا سوف يتكرر في العام القادم،بارقام جديدة قد تصل إلى (39)او(49) أو ..إلخ، وثاني عدوان على ميناء اللاذقية ،وقد يتكرر بأرقام أعلى طالما أن الرد على العدوان غير موجود على الطاولة ونسأل ببراءة..لماذا؟!..لان سوريا عاجزة لوحدها بريا وجويا، فلا سلاحها الجوي لديه فاعلية في التصدي للطائرات الإسرائيلية ولا قواتها البرية قادرة لان الرد الاسرائيلي سيكون عنيفا وربما يذهب إلى معادلات جديدة لا تقوى على مواجهتها، والمحصلة فإن الضعيف لا مكان له في لعبة المحاصصة الإقليمية للمصالح ولا في اللعبة الدولية.
الرقم (29)..تذكروه،لأن حكومة نفتالي بينيت اقرت زيادة الاستيطان بالجولان السوري المحتل وزيادة المستوطنين من (50) الف إلى (79)الف مستوطن أي بزيادة (29)الف مستوطن جديد خلال عشرة أعوام ,وتخصيص مبلغ تسعة وعشرين مليار شيكل،وتكرار الغارات الإسرائيلية بالتنسيق مع روسيا سوف لن تقل عن هذا الرقم في العام القادم.
إسرائيل بقوتها لا تجرؤ على مهاجمة حماس وأخواتها في غزة لأنها تدرك أن الرد سيكون بدون تردد وسريعا ،وذات الأمر على حزب الله،وتكرر عدوانها على من لا يرد على عدوانها، فإذا تجرأت القيادة السورية مرة واحدة وردت بقصف صاروخي (السلاح الوحيد)على تل أبيب وقبلت المواجهة حتى وأن خسرت فيها، فإن قادة العدو الاسرائيلي سوف يعيدون حساباتهم ويفكروا الف مرة قبل أن ينفذوا عدوانا جديدا ، وأن رقم (29) سوف يلغى من سجلات الإهانات المتكررة للدولة والنظام والشعب السوري.
والسؤال..هل تفعلها سوريا في ..2022م؟!
(الدستور الأردنية)