صحافة دولية

ذي هيل: أمريكا قد تعود مرة أخرى إلى أفغانستان

سحبت أمريكا آخر جنودها من أفغانستان مساء الإثنين- جيتي
سحبت أمريكا آخر جنودها من أفغانستان مساء الإثنين- جيتي

نشرت مجلة "ذي هيل" الأمريكية مقالا لمستشار أتلانتيك كاونسل في واشنطن، الدكتور هارلان أولمان، توقع فيه أن تعود واشنطن إلى أفغانستان مستقبلا.

 

وذكر المقال أن المسؤول السابق الرفيع ليون بانيتا يؤيد هذا الرأي بأن أمريكا ستعود إلى أفغانستان.

 

وقال: "بانيتا أحد موظفي الدولة الأكثر احتراما وخبرة في أمريكا؛ فبعد مسيرة طويلة في مجلس النواب، شغل منصب رئيس مكتب الإدارة والميزانية، ورئيس موظفي البيت الأبيض، ومدير وكالة المخابرات المركزية، ووزير الدفاع؛ لذلك عندما يتوقع بانيتا أن القوات الأمريكية ستحتاج إلى العودة إلى أفغانستان للتعامل مع مجموعة المنظمات الإرهابية الساعية لمهاجمة أمريكا وغيرها، يجب أن يؤخذ على محمل الجد. في الواقع، بانيتا ليس وحده من توقع هذا".

 

اقرأ أيضاأمريكا تسحب آخر جنودها من أفغانستان.. وطالبان تعلن الاستقلال


وتاليا ترجمة المقال كاملا:

 

تدعي إدارة بايدن أنها فكرت في هذا الأمر وستحتفظ بقدرة "فوق الأفق" للتعامل مع هذه التهديدات، ولا سيما تنظيم الدولة في خراسان. هجوم الطائرات بدون طيار في أواخر الأسبوع الماضي والذي ورد أنه قتل واحد أو اثنين من إرهابيي خراسان هو مثال على هذه القدرة. لكن لا يزال لدى أمريكا حوالي 5000 جندي ومشاة البحرية متمركزين في مطار كرزاي الدولي ويفترض أن تقوم بالمراقبة على مدار الساعة من قبل كل من الطائرات المأهولة والطائرات بدون طيار.


ولكن هل يمكن أن يستمر ذلك بعد مغادرة جميع القوات الأمريكية وعندما تحول المطالب العملياتية في أماكن أخرى دون هذا الوجود المكثف؟ علاوة على ذلك، بعد 20 عاما من الصراع في أفغانستان، هل سيؤيد الكونغرس والجمهور التزاما إضافيا للجيش الأمريكي وخسائر محتملة؟ وهل سيتطلب أي استخدام للقوة في المستقبل قرارا جديدا من الكونغرس أم أنه سيعتبر امتدادا لترخيص الحرب الحالية على الإرهاب؟


 عدا هذه الاعتبارات المحلية، للجغرافيا أهميتها، فالقواعد المحتملة الوحيدة التي يمكن من خلالها شن عملية عسكرية لإعادة نشر القوات البرية الأمريكية موجودة في الخليج ومن البحر. ولكن أفغانستان بلد محاط باليابسة. وخلال 20 عاما من الحرب، كانت باكستان حيوية بالنسبة للخدمات اللوجستية على الطرق عبر ممر خيبر. كما تم استخدام قواعد في دول (طاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان) المتاخمة لأفغانستان. وسمحت روسيا بالمرور عبر مجالها الجوي.


الجار الرئيسي الآخر هو إيران. لا إيران ولا الدول الأخرى المذكورة أعلاه ستسمح باستخدام أراضيها. نتيجة لذلك، إذا أمرت القوات الأمريكية بالعودة إلى أفغانستان، في حين أن الدخول لن يكون قضية مستعصية على الحل، فإن الدعم وإعادة الإمداد سيكونان كذلك. وكما تدرك القوات الأمريكية العاملة داخل مطار كابول، فإن الانسحاب، إذا ما عارضه العدو بالقوة، يمكن أن يكون مكلفا. تعلم الفرنسيون ذلك في "ديان بيان فو" في ما يعرف الآن بشمال فيتنام عام 1954 عندما حوصرت قواتها وأجبرت على الاستسلام.


إن معضلة الالتزام بمكافحة الإرهاب المنبثق من أفغانستان بوسائل تحقيق ذلك الهدف مستعصية ولا يمكن حلها. ومن ثم، بينما يقدم بانيتا حجة منطقية حول الحاجة إلى عودة القوات الأمريكية إلى أفغانستان، فإن الواقع السياسي هو أنه من غير المرجح أن يحدث هذا باستثناء وقوع هجوم أكثر تدميرا حتى من هجمات 11 أيلول/ سبتمبر.


وحتى لو فكرت أمريكا في هذا الخيار، فمن المشكوك فيه أن يكون أي من حلفائها مهتما بالانضمام، باعتبار كارثة التخطيط للانسحاب الحالي، خاصة غياب التنسيق مع أصدقائنا. لا يقدّر الحلفاء أن يتم إبلاغهم وعدم سؤالهم مسبقا عن قرار بهذا الحجم.


حيث قد لا يكون لدى أمريكا أي بديل عن التدخل لا يكون ذلك باستخدام القوة العسكرية المسلحة. ماذا يحدث عندما تثبت طالبان عدم قدرتها على الحكم وتصبح أفغانستان دولة فاشلة وكارثة إنسانية أكبر من ليبيا وسوريا واليمن؟ ماذا يحدث لسكان يبلغ عددهم حوالي 38 مليون نسمة ويعيش ثلثهم أو أكثر في فقر وعندما يتبخر الطعام والماء والكهرباء والرعاية الطبية والمال؟ وزارة المالية غير قادرة بالفعل على دفع رواتب الموظفين الحكوميين، وتوقفت جميع التحويلات المالية البرقية.


هل تستطيع أمريكا والقوى الإقليمية، وكذلك دول الناتو والاتحاد الأوروبي التي قاتلت في أفغانستان، الابتعاد عن الأزمات التي تتحمل مسؤوليتها إلى حد كبير؟ بافتراض أن طالبان لا تستطيع قطع كل وسائل الوصول عن العالم الخارجي وأن مقاطع الفيديو والتقارير تسجل الكارثة بشكل منتظم، ماذا ستكون ردود الفعل والخيارات؟


وبالمثل، ستتأثر الهند وباكستان والصين وإيران وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان بشكل سلبي عندما تصبح أفغانستان دولة فاشلة ومرتعا محتملا للإرهاب. ستزداد حرب باكستان مع تحريك طالبان سوءا. وستخشى الصين وروسيا وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان من انتشار الإرهاب. يمكن أن تتعارض إيران الشيعية مع الإرهاب السني الراديكالي. فهل يمكن حصر عدم الاستقرار الإقليمي؟


قد يكون تحذير بانيتا بالفعل أكثر تهديدا وشمولا وعواقبه أكثر من مجرد إعادة انتشار القوة العسكرية. قد يظهر شبح أسوأ بكثير من تفكك البلقان. وبينما لا أحد يفكر بجدية في اندلاع حرب كبرى، فإن فشل أفغانستان يمكن أن يكون له تأثير أكبر على خلق حالة من عدم الاستقرار، مثل  كوفيد-19، قد تصل إلى أبعاد وبائية.

 

للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)


التعليقات (0)