هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال كاتب إسرائيلي إن "الدعوة الرسمية التي وجهها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لزيارة القاهرة، تحمل خلفها العديد من الأسباب والدوافع، لأنه منذ سنوات طويلة، دأب المصريون على دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لزيارة دبلوماسية رسمية لعاصمتهم فقط في حال تسجيل تطور في المسار السياسي الفلسطيني، وطالما أن السيسي دعا بينيت لزيارة القاهرة، فما الذي تغير إذن"؟
وأضاف جاكي خوجي في مقال بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أنه "في حال تحققت زيارة بينيت إلى القاهرة، فسيكون أول رئيس وزراء إسرائيلي يزورها بشكل علني منذ استيلاء السيسي على السلطة في 2013، رغم أن سلفه بنيامين نتنياهو زارها سابقا، ولكن بصورة سرية".
وأوضح خوجي، محرر الشؤون العربية في إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن "النظام المصري بدا سابقاً حريصًا على القول إن رئيس الوزراء الإسرائيلي، مهما كان، لن تتم دعوته إلى القاهرة، إلا إذا شهدت المفاوضات مع الفلسطينيين تطورا مهما، لكن هذا الشرط المصري لم يتم الوفاء به من قبل إسرائيل، ويبدو اليوم بعيدا جدا، ومع ذلك فقد قرر السيسي دعوة بينيت لزيارة مصر، مع الإشارة إلى أنها ستكون في القاهرة، وليس شرم الشيخ".
وأكد أن "السيسي لا يجهل حقيقة أن بينيت ليس فقط رئيس الحكومة الإسرائيلية، لكن حزبه هو الذي يحدد ويمثل ويدافع عن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، ما يطرح تساؤلات مهمة حول دوافع هذه "الهدية" المصرية لإسرائيل، وهل تكون مقابل لا شيء؟".
وأشار إلى أن "دعوة السيسي لبينيت لزيارته تتزامن مع استعداد الأخير لحضور أول لقاء له في البيت الأبيض قريباً، استجابة لدعوة مماثلة من جو بايدن رئيس الولايات المتحدة، وكأن المصريين يريدون الحفاظ على العلاقات مع إسرائيل كورقة رابحة في علاقاتهم مع واشنطن، صحيح أنهم لم يقولوا ذلك صراحة، لكن تغيير الإدارة في واشنطن وتل أبيب شكل مصدر قلق لهم".
وأضاف أن "السيسي اعتبر صديقا لنتنياهو، وفي البيت الأبيض وجد الدعم من دونالد ترامب، لكنهما اليوم عادا إلى منازلهما، الواحد تلو الآخر، وفي العهد الأمريكي الجديد ظهرت أمام السيسي ضغوط جديدة تتعلق بحقوق الإنسان وقمع معارضي النظام، ما قد يعيق استمرار المساعدات المالية الأمريكية المقدمة لمصر، وفي هذه الحالة قد يعتبر السيسي استضافته لبينيت رسوما رمزية أمام الأثمان الباهظة التي قد يدفعها أمام واشنطن".
وأكد أن "السيسي يخشى أن يكون عهد بايدن، وبتشجيع من داخل حزبه، بصدد العودة لسياسات باراك أوباما، ويتخذ إجراءات ضد القاهرة مثل فرض عقوبات عليها، أو تجميد مساعداتها، بسبب يد النظام المصري الثقيلة جدا على المعارضين.. صحيح أن العالم بأسره يعرف هذا، لكن هناك فرقا واحد بين معرفة كل العالم بذلك، وما إذا كان البيت الأبيض قد يتحرك ضد النظام المصري، وهنا يمكن فهم دوافع دعوة السيسي لبينيت".