هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
(أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد (27/4/2020م)، أن بلاده ستوفر الرعاية الصحية اللازمة للمواطن المصاب بكورونا، الذي رفضت السويد علاجه، مؤكدا أن بلاده دائما في خدمة أبنائها.
ووصلت طائرة إسعاف تركية إلى مطار العاصمة
أنقرة، ظهر اليوم (الأحد)، وعلى متنها المواطن "أمرالله غولوشكن").
هذا الخبر تصدر عددا كبيرا من صحف العالم، وقصته
أن المواطن التركي المذكور يعيش في السويد، أصيب بفيروس كورونا كوفيد-19، ورفض
المستشفى استقباله، وساءت صحته، فتوجهت ابنتاه بنداء عبر وسائل التواصل الاجتماعي
إلى موطنهما مستنجدتين، وما خيب الوطن (الحضن الدافئ) النداء، فأجابها الرئيس
نفسه باستعداد البلاد لخدمة أبنائها.
رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة
التركية علق قائلا: "مستشفيات السويد رفضت معالجة مواطننا، وتركيا
لا يمكنها البقاء مكتوفة الأيدي"، ووزير الصحة التركي المبدع قال كلمته المسؤولة
والحنونة عبر تغريدة تويترية مرفقة بصورة للطائرة التي انطلقت الساعة السادسة
(03.00 تغ) إلى السويد مع الطاقم الطبي، حيث قال: "ليلى العزيزة أرسلنا طائرة إسعاف إلى
السويد لجلبكم إلى تركيا، شعرنا بالحزن لبعدكم عن بلادنا في هذه الفترة العصيبة،
مستشفياتنا وأطباؤنا جاهزون لاستقبال والدك".
وكانت ابنتا أمرالله غولوشكن، ليلى وسميرة في
مدينة مالمو السويدية، طلبتا المساعدة من تركيا عبر تويتر.
شعار الرئيس أردوغان منذ اعتلائه كرسي
المسؤولية: "نحن خدم لهذا الشعب ولسنا سادة عليه"، تراها اليوم، كما
دائما، حاضرة حية على أرض الواقع بصورة تشبه الخيال، خدمة في اليسر والعسر، في
الرخاء والشدة.
في الوقت الذي يجتاح الوباء الكرة الأرضية، وفي
الوقت الذي تربض طائرات الدنيا بلا حراك على أراضي مطاراتها، وفي الوقت الذي تغلق
الدنيا مطاراتها، وفي الوقت الذي تكاد تتوقف أسباب الحياة في العالم، شق
صوت طائرة تركية هذه الجُدر والموانع والعوائق، بعد أن سدت
آذان المسؤول في السويد حيال طلبها، ولكنها لم تجاوز سمع التركي وقلبه، فكانت لبيك
التي افتقدناها عبر صفحات التاريخ المنسية، وكان الأمر بكلمات قليلة جدا: تركيا لا
يمكنها الوقوف مكتوفة الأيدي!! فتم الأمر، ودوى هدير الطائرة، وشقت السماء تلو
السماء، وفتحت المطارات، وعادت بمواطن تركي عادي، ولكنه في دولة مثل تركيا، يصدق
فيه أنه أغلى ما في الوجود.
إن عظمة النظام الحاكم في تركيا تكمن في تعظيمه
لقيمة الإنسان، تكمن في شعوره بالمسؤولية تجاه الإنسان، أي إنسان على وجه الأرض،
تكمن في قدرته على تحمل مسؤولية الهم البشري، والكفاءة والسرعة في الاستجابة
وتنفيذ ما يحمي ويسعد المواطن والآخر.
عاد المواطن التركي إلى وطنه في قمة
الأزمة العالمية، بالمفهوم البسيط المواطن التركي، في نظر الحكومة، هو العالم، وهو
المواطن صاحب الحق الأصيل الذي جاءت الحكومة لتخدمه، أينما كان، وفي أي وقت،
فالمواطن فوق المكان، وفوق الزمان، وفوق الظرف الطارئ، حتى لو كان
جائحة عالمية.
قالت تركيا في هذه القصة؛ إن المواطن
التركي الفرد هو الشعب كله، والشعب كله هو المواطن التركي الفرد،
والوطن حضن ممتد حيثما ارتحل التركي، ومن أحيا مريضا تركيا فكأنما أحيا
الشعب التركي كله.
هذه صفحة واحدة من صناعة المجد؛ وسفر المجد
التركي يعظم ويكبر. حمى الله تركيا وطنا ومواطنا وحاكما وحكومة.
لا أريد تعكير صفو هذه القصة بذكر قصص مقابلة
لألوف من الناس عالقين في أماكن كثيرة، تجاهلتهم دولهم وكأنهم لا شيء، كان الله في عونهم.