تعرف على مروّج "نظرية المؤامرة" بشأن كورونا

تعمل العديد من منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما "يوتيوب"، على محاربة الشائعات المرتبطة بانتشار فيروس كورونا الجديد، الذي أصيب به خلال شهرين عشرات الآلاف، وتوفيه جراءه المئات.

وأفاد تقرير لموقع "بزفيد" بأن أغلب المقاطع الأكثر مشاهدة على يوتيوب، الأسبوع الماضي، تناولت قصة "كورونا"، ويعود كثير منها لحسابات مجهولة، أو تتضمن محتوى يروج لـ"نظرية المؤامرة".

وخلال الأيام الأخيرة، بات أغلب ما يشاع عن تسرب الفيروس من مختبر للأسلحة البيولوجية بمدينة ووهان الصينية، مرتبطا بتصريحات أطلقها "فرانسيس بويل"، وهو أستاذ القانون الدولي بجامعة "إلينوي" الأمريكية، ومستشار قانوني للبوسنة والهرسك والسلطة الفلسطينية، وقام بالمهمة ذاتها للعديد من المنظمات الدولية في مجالات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والسياسات النووية والأسلحة البيولوجية.

أكثر من ذلك، فإن "بويل" هو من أعد مشروع قانون مكافحة الإرهاب البيولوجي، الذي تبناه مجلسا النواب والشيوخ في الولايات المتحدة بالإجماع، عام 1989، وأصبح قانونا نافذا بعد أن وقعه الرئيس الأسبق جورج بوش الأب.

ووجهت العديد من الانتقادات لـ"بويل" بعد أن قال في مقابلة أجراها معه موقع "جيوبوليتيكس آند باور"، نهاية كانون الثاني/ يناير الماضي، إنه يرجح أن يكون الفيروس قد تسرب من مختبر لتطوير الأسلحة البيولوجية في ووهان، وأنه لم يتطور بشكل طبيعي.

ويواجه الرجل بالفعل اتهامات بتبني أفكار يسارية متطرفة، جراء نقده الحاد للولايات المتحدة وإسرائيل والنظام الدولي، لكنه في الواقع كان يعرب عن اتفاقه بشكل عام مع نتائج تحقيق أجراه قبل ذلك بأيام موقع "غريت غيم إنديا"، الذي اتهم عملاء صينيين بسرقة الفيروس من المختبر الوطني للأحياء الدقيقة بمدينة "وينيبيغ" الكندية، في آذار/ مارس 2019.

How China Stole Coronavirus From Canada And Weaponized Ithttps://t.co/tc7W2DrmAA

— GreatGameIndia (@GreatGameIndia) January 27, 2020

وربط التحقيق ذلك بفصل السلطات الكندية عددا من الموظفين الصينيين أو ذوي الأصول الصينية بالمختبر، في تموز/ يوليو من العام ذاته، دون توضيح الأسباب، وسط ترجيحات بأن الأمر يتعلق بـ"الأمن القومي" للبلاد.

ورغم استبعاد جميع الأطراف المعنية، ولا سيما السلطات الصينية ومنظمة الصحة العالمية والعديد من التقارير العلمية، لتلك النظرية، إلا أن تصريحات "بويل" ساهمت في تصدرها على العديد من المنصات عبر الإنترنت، وسط مخاوف من خروج انتشار المرض عن السيطرة وتحوله إلى وباء عالمي.

وقبل أيام، تسللت "نظرية المؤامرة" تلك إلى ميدان السياسة، عندما قال السيناتور "توم كوتون"، عضو اللجنة العسكرية بمجلس الشيوخ الأمريكي، إن الفيروس "ربما يكون بالفعل قد جاء من مختبر يوهان"، وهو ما أثار حفيظة سفير بكين لدى واشنطن، تسوي تيان كاي، الذي وصف ذلك التصريح بـ"الجنون".