هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تركت المستوطنات الإسرائيلية آثاراً مدمرة طالت جميع عناصر البيئة الفلسطينية، فبالإضافة إلى مصادرة الأراضي ومنع المواطنين الفلسطينيين من دخولها، فإن هناك الكثير من مظاهر تدمير البيئة الفلسطينية أبرزها: استنزاف المياه والتلوث عبر المياه العادمة والنفايات الصلبة، وتلويث الهواء والضجيج، وتدمير التراث الحضاري والقطاع الزراعي، وسوف أشير إلى هذه المظاهر بشيء من التفصيل على النحو التالي:
• استنزاف المياه الفلسطينية:
هيمنت إسرائيل عبر مستوطناتها في الضفة الغربية على مصادر المياه، تظهر هذه الهيمنة الإسرائيلية من خلال تقرير البنك الدولي الذي أورد أن كمية المياه المستهلكة من قبل المستوطن الإسرائيلي في الضفة الغربية تعادل أربعة أضعاف ما يستهلكه الفلسطيني؛ الأمر الذي أدى إلى عجز في الأحواض المائية في الضفة الغربية.
• المياه العادمة:
تلحق المياه العادمة المتدفقة عبر الأودية والأراضي الزراعية الفلسطينية أضراراً بالبيئة الفلسطينية والمتمثلة في تلوث مياه الخزان الجوفي وزيادة نسبة النترات والأملاح؛ مما يؤدي إلى عدم صلاحية المياه للاستخدام الآدمي، بالإضافة إلى أنها تتسبب في زيادة ملوحة التربة وعدم قابليتها للإنتاج.
• النفايات الصلبة:
تتصدر النفايات الصلبة أولى مشاكل فلسطين البيئية، يتم التعامل مع هذه النفايات عبر الحرق العشوائي مما ينجم عنه تلويث المياه السطحية والجوفية، وتقدر حجم نفايات المستعمرات بـ 250 ألف طن سنوياً يجري تصريفها في الأراضي الفلسطينية، مثالا على ذلك يتم التخلص من نفايات مستوطنة أريئيل داخل أراضي سلفيت الزراعية.
• النفايات الخطرة:
تتكون هذه النفايات الصناعية من المواد الكيماوية السامة، مثل الرصاص، والنفايات الطبية السائلة والصلبة، والنفايات المشعة، استخدمت إسرائيل الأراضي الفلسطينية للتخلص من نفاياتها الخطرة، حيث نقلت مصانعها إلى مستوطناتها داخل الضفة الغربية؛ ولهذا أصبحت الأراضي الفلسطينية تتعرض لأخطار هذه النفايات نتيجة دفنها فيها أو نتيجة تعرضها للغازات السامة المنبعثة من المصانع الإسرائيلية.
• التلوث بالمواد الإشعاعية:
تقوم إسرائيل بتطوير أسلحتها وذخائرها وتجربة اليورانيوم المستنفذ على الفلسطينيين، وقد كشفت بعض المنظمات الدولية مثل International Action Center Organization of Lake Foundation استخدام إسرائيل ذخائر اليورانيوم ضد الفلسطينيين، حيث تلحق أضرارا بالصحة العامة وتسبب أمراض السرطان بأنواعه والتشوهات الخلقية عند الأجنة وعديد الأمراض المزمنة.
• مقالع الحجارة:
لقد أنشأت إسرائيل 6 مقالع للحجارة في الضفة الغربية المحتلة لقلع الصخور واستخدامها في البناء، وتقوم هذه المقالع بتغطية 80% من الاحتياجات الإسرائيلية، بينما تؤدي الى تلويث الهواء والتربة للفلسطينيين.
• تلوث التربة:
تتعرض التربة الفلسطينية إلى أعمال التدمير الذي يؤدي إلى انجرافها وزيادة ظاهرة التصحر فيها، بالإضافة إلى إزالة مساحات واسعة من الغابات بغرض إقامة المستوطنات وشق الطرق الاستيطانية، كذلك، الاستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية الزراعية الخصبة، وحرمان السكان الفلسطينيين من حقهم في استعمال أراضيهم، إذ لم يبق في أيدي الفلسطينيين سوى مساحة صغيرة من الأراضي الزراعية الأمر الذي دفع المزارعين الفلسطينيين الى زراعة أرضهم أكثر من مرة بما يعرف بالزراعة الكثيفة عبر استخدام المخصبات الزراعية ومبيدات الآفات الزراعية بإفراط؛ الأمر الذي يؤدي الى الحد من خصوبة التربة وتقليل انتاجها.
• تدهور البحر الميت:
يعتبر البحر الميت مصدرا هاما للأملاح المعدنية وغنيا بالمستلزمات العلاجية الطبيعية، يقع البحر الميت عند ملتقى ثلاث قارات تضم أربع نطاقات جغرافية حيوية، وتتدفق المياه العذبة في قاع البحر الميت أسفل المياه المالحة، ويحد البحر الميت ثلاث محافظات هي: أريحا والقدس وبيت لحم، إن البحر الميت مهدد بخطر الجفاف بسبب قلة المياه الواردة إليه نظرا للمشاريع المائية الاسرائيلية المقامة على نهر الأردن، وقيام إسرائيل بتحويل مياهه وروافده وتخزينها في بحيرة طبريا، ومن ثم نقلها إلى داخل إسرائيل والأنشطة الصناعية .
بعد أن استعرضنا الاعتداءات الإسرائيلية على البيئة الفلسطينية التي شملت مصادرة الأراضي وتجريفها، واقتلاع الغابات والأحراش، واستنزاف المياه الجوفية الفلسطينية والسيطرة على الموارد المائية، ندرك واقع البيئة الفلسطينية في ظل الاحتلال الاسرائيلي الذي بات يستهدف البشر والحجر في فلسطين، ويبقى التحدي الذي يواجه المجتمع الدولي أجمع في كيفية تفعيل الآليات الدولية لوضع حد للجرائم الاسرائيلية المستمرة.