هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بات الاهتمام الإعلامي والحزبي في إسرائيل بتطورات تشكيل الحكومة بعد تكليف نتنياهو، أمرا ثانويا، ليس فقط لاعتقاد على نطاق واسع، بفشل نتنياهو المؤكد في إنجاز التشكيل، ولكن لأن السؤال الذي بات مطروحا بشدة، مدى «انفصال نتنياهو عن الواقع» بعد سلسلة من الأحداث والإشارات التي مكّنت هؤلاء من التشكيك بمدى ما ألحقته الهزيمة الانتخابية بنتنياهو على سلامة تفكيره، وهو الرجل الذكي والمحنّك؟
إحدى هذه الإشارات، توجه بعض المقرّبين من نتنياهو، وعلى الأغلب
بدعوة منه، إلى ليبرمان، من أجل عقد صفقة معه، تفضي بعودة هذا الأخير إلى حزب
«الليكود»، ومشاركته في قيادة الحزب، بما يمكنه من مشاركة نتنياهو على التناوب في
رئاسة الحكومة، الجواب الذي كان متوقعا من الجميع، وهو الرفض المطلق، يبدو أنه لم
يفاجئ نتنياهو، وهذه إشارة إلى أنه كان وما يزال منفصلا عن الواقع منذ هزيمته في
الانتخابات الأخيرة!
يطلب نتنياهو من النائب العام الإسرائيلي، مندلبيت لعرض جلساته
محاكمته على الهواء مباشرة، وهي المقررة في الثاني من الشهر القادم، هذا طلب غير
مسبوق، إضافة إلى أن هدف المحاكمة إقناع القضاة وليس إقناع الرأي العام، وتحوّطا من تأثير الرأي العام على مستخرجات المحاكمة والقضاة، وهو أمر معروف في سياق مثل
هذه المحاكمات.
يتوجه نتنياهو إلى غانتس، لتشكيل حكومة وحدة في غضون «يوم واحد»، وهو غير مدرك أن هذا الأخير قد هزمه بنتائج الانتخابات الأخيرة، وغير مدرك أن
شركاءه لن يشاركوا يائير لابيد، الرجل الثاني في «أزرق ـ أبيض» أية حكومة، ونفس
الشيء بالنسبة للأبيد، وكان الرد المتوقع، لكن المفاجئ مرة أخرى لنتنياهو، من قبل
غانتس: «أنه عرض وقح»!
إلاّ أن ما دفع العديد من المراقبين الإسرائيليين، إلى التشكيك
بتأثيرات الهزيمة التي مني بها نتنياهو على سلامة تفكيره وقراراته، طرحه لمن يفضل
أن يخلفه في رئاسة «الليكود» ورئاسة الحكومة، ليس ساعر ولا كاتس، كما هو متداول،
ولكن يوسي كوهين، رئيس الموساد الحالي، الذي بقي له سنتان في منصبه، تضاف إليها
ثلاث سنوات «تبريد» حتى يتمكن من الانضمام إلى السلك السياسي وإلى أعلى منصب في
هذا السلك، أي إن أمامه خمس سنوات، حتى يستحق المنصب الذي يعرضه عليه نتنياهو، كما
اقترح هذا الأخير لوراثته، رون ديرمر، السفير الإسرائيلي في واشنطن، ورجل نتنياهو،
هذا الأخير طلب تمديد البقاء في منصبه، إلاّ أنه تم رفض الطلب من قبل مفوضية خدمات
الدولة، ويقال إن نتنياهو حاول أن «يغيظ» رئيس الأركان و«الشاباك»، عندما طرح
كوهين كوريث، بعد أن رفض الاثنان الموافقة على توجه نتنياهو لشن حرب على غزة في
سياق حملته الانتخابية.
نقول إن نتنياهو فقد توازنه.. حتى لا نقول العبارة الأكثر ملاءمة،
لكي لا نتهم بالوقاحة؟!
عن صحيفة الأيام الفلسطينية