أبدى الرجال اهتماما أعمق بماهية الأشياء، فيما تفوقت السيدات على مستوى القدرة اللغوية وإنتاج الكلام أو الكتابة
نشرت مجلة "سايكولوجي توداي" الأمريكية تقريرا، تحدثت فيه عن الاختلافات النفسية والسلوكية بين النساء والرجال بالاستناد على موجز جون آرتشر التحليلي.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن جون آرتشر لخص مؤخرا الأدلة التجريبية الحالية حول الاختلافات النفسية القائمة بين الرجال والنساء، من خلال إجراء مراجعة منهجية لمجموعة كبيرة من التحليلات واستطلاعات الرأي.
وذكرت المجلة أن البحث في الاختلافات النفسية القائمة بين الجنسين آخذ في الازدهار والتقدم بشكل ملحوظ، بعد أن كانت الدراسات ترتكز بشكل حصري على الاختلافات الجوهرية التي تفرق بين الذكر والأنثى، دون التعمق في أبعاد أخرى تهم الموضوع، مثل بروز مصطلح الجنس الثالث لدى الأوساط الجندرية.
وأشارت المجلة إلى أنه بدءا من النظر إلى الاختلافات الظاهرة، يميل الرجال إلى إظهار مستويات أعلى من العدوان والعنف. فعلى سبيل المثال، يلجأ الرجال عادة إلى الاعتداء لفظيا وجسديا على نظرائهم من الجنس الخشن، فضلا عن استخدام الأسلحة وارتكاب الجرائم العنيفة.
وبينت المجلة أن تحليل آرتشر يسمح بتحديد الفروق بين الجنسين بما يتماشى مع التصنيفات الشائعة في علم النفس. وبالعودة إلى موضوع العدوان والعنف، تشير النتائج التي توصل إليها آرتشر إلى أن هناك زيادة في حجم الاختلافات بين الجنسين مع تزايد الخطر الذي ينطوي عليه إظهار سلوك معين. بعبارة أخرى، عُثر على تأثيرات من ضعيفة إلى متوسطة بالنسبة للسلوكيات المرتبطة بالعدوان اللفظي والجسدي بين الأفراد من نفس الجنس، في حين تم تحديد اختلافات أكبر بين الجنسين فيما يتعلق باستخدام الأسلحة وارتكاب الجرائم العنيفة والقتل.
ووفقا لموجز آرتشر التحليلي، توجد بعض النقاط التي لا يختلف فيها الجنسان عن بعضهما البعض. فعلى سبيل المثال، لم يكن هناك أي مؤشر على وجود اختلافات في تواتر الغضب أو العنف غير المباشر أو التنافسية بين شخصين من نفس الجنس بالنسبة للرجال والنساء. ومن جهة أخرى، لم يكن هناك أي مؤشر على وجود اختلافات بين الجنسين في التعاون أو الاندفاع أو القدرات الكمية أو قوة الذاكرة في مجال العمل أو المعرفة العامة.
وأفادت المجلة بأنه بالانتقال من السلوك السلبي المدمر إلى العلاقات الاجتماعية ذات الدلالة الإيجابية، تظهر النساء مستويات أعلى من القبول والذكاء العاطفي والبشاشة والتعاطف والاختلاط الاجتماعي. وتولي النساء أيضا مستويات أعلى من الاهتمام بربط علاقات وثيقة تتميز بتبادل الأسرار والتعلق المتبادل.
أما فيما يتعلق بالخصائص الأخرى، مثل الخوف والاندفاع والمخاطرة، يميل الرجال إلى إظهار مستويات أعلى في البحث عن الإثارة أو السعي وراء المشاعر المحفزة والاندفاع المحفوف بالمخاطر أو تحمل الألم. وعلى النقيض من ذلك، تميل النساء إلى إظهار مستويات أعلى في التعبير عن الخوف والسيطرة الفعالة على النفس.
وأوردت المجلة أن آرتشر قد توصل إلى بعض الاختلافات المتعلقة بالوظيفة الإبصارية المكانية، حيث أظهر الرجال مستويات أعلى في جميع المتغيرات، باستثناء خاصية تذكر المواقع، فضلا عن تحديد أماكن الموجودات وتوظيف اللغة. كما أبدى الرجال اهتماما أعمق بماهية الأشياء، فيما تفوقت السيدات على مستوى القدرة اللغوية وإنتاج الكلام أو الكتابة. أما بالنسبة للنشاط الجنسي، أبدى الرجال ميلا أعلى لممارسة العادة السرية ومشاهدة الأشرطة الإباحية.
والجدير بالذكر أن البحوث المتاحة حاليا تفيد بأن معظم الاختلافات التي لوحظت بين الرجال والنساء فيما يتعلق ببعض الخصائص طفيفة إلى حد ما، على الرغم من وجود اختلافات جوهرية بالفعل. وبالاستناد على التفسيرات العديدة التي حددت الاختلافات السلوكية بين الرجال والنساء، تدعم البيانات الأخيرة الفكرة القائلة إن الفروق بين الجنسين تطورت كرد فعل على أطوار عملية التطور الطبيعي.
وفي الختام، أوضحت المجلة أن التنافس الجنسي بين الذكور الذي يؤدي في العديد من الحالات إلى أشكال أشد من العنف مقارنة بالنساء، وتزايد اهتمام الأبوين ببناتهم الذي ينتهي بشعور أكبر بالخوف والحيطة لدى النساء، وإيلاء النساء أهمية أكبر للعلاقات الاجتماعية، أي تشكيل عدد قليل من العلاقات الوثيقة التي تفضي لمستويات أعلى من القرب والتعاطف، يمكن أن يفسر استنادا على معطيات مرتبطة بالتطور، ودوره في خلق اختلافات بين الجنسين.