سياسة عربية

حجاج مغاربة يشتكون الإهمال.. والوزارة تدخل على الخط (شاهد)

عبّر العديد من النشطاء عن سخطهم للامبالاة البعثة الرسمية المغربية مع الحجاج، وطالبوا بمحاسبتها- فيسبوك
عبّر العديد من النشطاء عن سخطهم للامبالاة البعثة الرسمية المغربية مع الحجاج، وطالبوا بمحاسبتها- فيسبوك

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صور احتجاج العشرات من المغاربة خلال أدائهم مناسك الحج، معبرين عن استيائهم من الإهمال الذي طالهم من لدن أطر البعثة المغربية الرسمية، حيث لم يتوفق بعضهم في إقامة شعائر الحج على الوجه الصحيح، كما تاه العديد منهم بين منى ومزدلفة، فيما تسلم بعضهم مواد غذائية فاسدة، واضطر العديد منهم إلى النوم في الشوارع والأزقة، الأمر الذي دفع بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لمحاولة احتواء الوضع، والاتصال بالجهات المختصة في الحج لمعالجة الأمر.

وأظهرت مقاطع الفيديو المنتشرة بشكل واسع بين نشطاء شبكات التواصل الحجاج وهم يطالبون وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد توفيق، بالتدخل العاجل من أجل إنصافهم، وتيسير شؤونهم، كما دعوا إلى توفير المساعدة والخدمات الجيدة لهم، خاصة أنهم دفعوا مبالغ باهظة لأداء شعائر الحج، بخلاف العديد من الدول.

 

 

كما أظهرت الأشرطة المصورة مرضى يفترشون الأرض، في غياب أي عناية طبية، فيما اشتكى الحجاج عدم إلمام بعضهم بمناسك الحج، في غياب التأطير والتوجيه اللازمين من البعثة المغربية.

 

 

وصمة عار
اعتبر المكتب المغربي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، ما تعرض له الحجاج المغاربة بالديار المقدسة "وصمة عار" في جبين الحكومة المغربية، والمؤسسات الحكومية التابعة لها.


وقال في بيان اطلعت عليه "عربي21"، إن "انتفاضة واحتجاج الحجاج المغاربة إزاء ما تعرضوا له من إهمال واحتقار حق مشروع"، لافتا إلى أن معاناتهم والإهمال الذي تعرضوا له واللامبالاة "ليس وليد هذه السنة، بل تتكرر المعاناة كل سنة، دون أن تبادر الحكومة المغربية إلى وضع حلول مستدامة لها".


 وأدانت المنظمة الحقوقية "أسلوب التعتيم التي تمارسه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، من خلال بلاغات تسعى إلى تحوير الحقيقة وطمسها، وتوجيه تهمة المبالغة في حق الحجاج المحتجين".

 

اقرأ أيضانائب أردني يدعو لسحب يد الرياض من الإشراف على الحج

وطالبت "بفتح تحقيق مع عناصر البعثة الرسمية المغربية، ومعرفة درجة مسؤولية كل واحد منهم، واتخاذ ما يلزم من إجراءات في حقهم، حتى يكونوا عبرة لسواهم في هذه السلوكيات التي لا تليق بسمعة المغرب"، كما طالبت "بضرورة إشاعة ثقافة خدمة المواطنين على حد سواء في صفوف المسؤولين، بدل حصرها في خدمة الشخصيات الهامة، وخدمة مصالحهم وأقاربهم؛ لأن هذه السلوكيات لا تزيد نفوس المواطنين سوى احتقانا وإذكاء لمظاهر الحنق والضغينة، نحن في غنى عنها في هذه الظروف العصيبة"، وفق تعبير البيان.


رد الوزارة
قال بلاغ توضيحي لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إنه لم يتم التبليغ مع نهاية اليوم الثاني من أيام التشريق عن أي حاج مغربي تائه، مشددة على أن مجموع الحجاج أدوا مناسكهم إما كاملة أو على وشك القيام بآخرها وهو طواف الإفاضة، بعد رجوع أكثر من نصف عددهم من منى إلى مكة.


وعبرت الوزارة عن الأسف لأن بعض المواد المنشورة في المنابر الإعلامية بخصوص ظروف الحجاج المغاربة تعد "من أكاذيب السنوات الماضية، ومن الدلائل على ذلك ظهور أرقام بعض المكاتب (75 و80) في بعض المقاطع المصورة، في حين أن مكاتب البعثة هذه السنة هي من 105 إلى 112".


بالمقابل، اعترفت الوزارة بوقوع حالات تأخر للحافلات التي تقل الحجاج المغاربة عند النزول من عرفة، وتقديم وجبة غذاء غير لائقة لهم في مشعر منى، مشيرة إلى أن وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، "بادر إلى الاتصال بنظيره الوزير السعودي بخصوص هذه الوقائع، لاسيما الازدحام بمنى وتأخر الحافلات".


وأوضح البلاغ أن "البعثة المغربية بادرت إلى تكثيف الاتصالات الهاتفية مع الجهات المختصة؛ من أجل تدارك النقص في عدد الحافلات، رغم المجهود الكبير الذي تقوم به البعثة في هذا الشأن، المتمثل في التعاقد مع الجهات المختصة لزيادة حافلات إضافية"، مؤكدة أنه "انتهى ترحيل الحجاج من عرفات على الساعة الواحدة ليلا، وهو توقيت عادي، مع العلم أن عددا من حجاج بلدان أخرى تأخر عن هذا الوقت".


وأشارت إلى أنه تم الوقوف على "تقديم وجبة الغذاء بمنى يوم 11 ذي الحجة 1439 هـ في مستوى غير لائق، وقد تدخلت البعثة المغربية من أجل تعويض هذه الوجبة، مع العلم أن جميع البعثات الإدارية والصحية لا حق لها في التدخل في المشاعر المقدسة"، وفق تعبير البلاغ.


وعبّر العديد من نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي عن سخطهم للامبالاة البعثة الرسمية المغربية مع الحجاج، وطالبوا بمحاسبتها ومحاسبة وزير الأوقاف.


القيادي في جماعة العدل والإحسان، حسن بنجاح، قال في تدوينة على حسابه بـ"فيسبوك"، إن "ما يصل من صور حية لما يتعرض له الحجاج المغاربة من سوء معاملة في أحط صورها يقوم برهانا على استفحال وباء الفساد، وتكرار معاناة الحجاج كل سنة يؤكد أن الأمر يتعلق بإفساد ممنهج يعبث بشعيرة مقدسة، ويفسد على الحجاج المغاربة مناسكهم، ويهدر أموالهم التي لا يظهر لها أي أثر في الخدمات المقدمة لهم، رغم أن كلفة الحج بالمغرب من بين الأغلى في العالم".


وأضاف: "وإذا أضيف هذا إلى كوارث تأطير النظام السعودي للحج بما لا يتناسب مع ما يتم جنيه من أموال ملايين الحجاج سنويا، فإن معاناة الحاج المغربي تصبح مضاعفة".

 

اقرأ أيضاالحجاج المتعجلون يختتمون مناسك الحج

وأوضح بناجح أن "حدث من هذا الحجم يستدعي الوضوح في تحديد المسؤوليات التي ينبغي عدم استثناء أي جهة معنية بالموضوع في هرم النظام، عوض ما تسعى إليه بعض الجهات وبعض وسائل الإعلام بمحاولة حصر المسؤولية في بعض الجهات الإدارية والتنفيذية، وتبرئة بل تلميع صورة جهات القرار الرئيسية، كعادتها عندما يتعلق الأمر بأي فشل".

 

 

 

بدوره، أكد أستاذ القانون الدستوري والعلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، عمر الشرقاوي، أن "هناك سوءا في الإشراف من طرف وزارة الأوقاف، وأن الكثير من الحجاج يتركون لمواجهة مصيرهم دون مساعدة، ودون حتى تفقد أوضاعهم، خلافا للدعاية المعلنة".

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات (0)