هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
التقي رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مساء الأربعاء، برئيس مجلس النواب نبيه بري، وتباحثا الاستقالة التي كان الحريري أعلنها من الرياض قبل أن يتراجع عنها، أمس الأربعاء، بعد طلب الرئيس اللبناني ميشال عون منه التريث من أجل التشاور.
واستقبل بري في عين التينة الحريري ومدير مكتبه بحضور الوزير اللبناني علي حسن خليل.
وبحسب ما أوردته الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، فإن اللقاء استغرق نحو الساعة، ونقلت عن الحريري أنه قال: "التقيت بري، وتكلمنا في موضوع التشاور الذي سنقوم به، حول موضوع النأي بالنفس، والمبدأ الأساسي له أن نجنب لبنان أي مصاعب".
وأضاف الحريري: "شرحت لبري أسباب ما حصل وخلفيته، وما يهمني أن نتطلع إلى مصلحة لبنان فقط. نحن في منطقة مشتعلة وهناك أمور يجب أن نبتعد عنها، وأنا أتكلم عن كل الأفرقاء السياسيين، وليس عن فريق سياسي وحده".
وقال إن الأمر "يحصن علاقاتنا مع أشقائنا العرب ويضع لبنان في الموقع الذي يستطيع فيه أن يكون لديه حوار واضح مع الجميع، خاصة في الخلافات الإقليمية، لا سيما أننا بلد صغير، ولا دخل لنا بكل هذه الخلافات، وبالتالي نجنب لبنان مشاكل أكبر بكثير من حجمه".
اقرأ أيضا: الحريري يخطب أمام مناصريه: باق معكم وأنا اليوم ببيتي بيروت
وقال إن بري تجاوب بشكل إيجابي، "وسنعمل جميعا على أساس النأي بالنفس، واليوم استمهلني بري في ما يخص الاستقالة، وأنا أريد أن أنظر إلى الشيء الإيجابي، وعلينا أن نعرف أننا لا نعيش وحدنا في هذه المنطقة".
وعندما سئل الحريري عن تراجعه عن الاستقالة بعد وصوله إلى لبنان، "وهل تم التنسيق في ذلك مع المسؤولين في السعودية؟"، أجاب: "أنا تريثت لأن فخامة الرئيس طلب مني ذلك، وتريثت لأنني وجدت من الأفرقاء السياسيين أن هناك إيجابية بالحوار وبالتشاور بأن تكون هناك مواقف إيجابية".
وأكد أن "ما يهمني هو أن لا يكون النأي بالنفس كلمة، بل أن يكون فعلا وعملا لنجنب لبنان أية مشاكل. لذلك، لأن الرئيس الذي أشكره على العاطفة التي أبداها تجاهي، طلب مني هذا الشيء، فأقل ما أستطيع أن أقوم به هو أن أتجاوب مع دعوته".
وساطة بري مع حزب الله
وألمح الحريري إلى إمكانية أن يتوسط بري مع حزب الله من أجل تنفيذ مطلبه بـ"النأي بالنفس"، وقال: "لا شك أنه بتاريخ علاقتي مع دولة الرئيس بري، كانت دائما العلاقة إيجابية وبناءة، قد نكون اختلفنا أحيانا في أمكنة معينة، ولكن حتى الخلافات التي حصلت بيننا لم تذهب إلى خلافات جذرية، نختلف ولكن نتفق في النهاية على مصلحة البلد للجميع".
وقال: "نحن الثلاثة (الحريري وعون وبري) سنرى مع الفرقاء السياسيين الآخرين كيف نصل إلى مكان معين. وبرأيي أننا قادرون على أن نصل إلى ما نريده".
وعن السعودية والإمارات، قال: "برأيي أن الأشقاء العرب يفهمون موقفنا، ويعرفون ماذا نحاول أن نفعل، أكان ذلك بالأمس مع السيسي أم حتى في المملكة العربية السعودية، واليوم أيضا دولة الإمارات العربية المتحدة. الأمر كان إيجابيا في ما يخص النأي بالنفس".
وأكد أن "هناك اتجاها لدعم طريقة العمل التي نقوم بها. وأيضا الرئيس الفرنسي الذي يتابع هذا الموضوع بشكل أساسي لاستقرار لبنان".
وكان الحريري أثار عاصفة سياسية في لبنان في الرابع من الشهر الجاري، وذلك بعد تقديمه استقالته من منصبه رئيسا للوزراء بشكل مفاجئ من الرياض، وأثار الأمر اتهامات للسعودية بأنها أجبرته على ذلك، وقامت بفرض الإقامة الجبرية عليه، قبل أن يدعوه الرئيس الفرنسي ماكرون إلى زيارته إلى باريس، ومنها توجه إلى لبنان.
وأعلن الحريري أمس الأربعاء، رجوعه عن الاستقالة بطلب من الرئيس اللبناني عون، للتباحث والتشاور.