هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
إن عبد الفتاح السيسي في ورطة، وقد قرر – كعادته – أن يورط الجيش معه فكان هذا الحديث الممل عن دور الجيش، سواء بموافقته بالصمت، أو أنه قام بالفعل بذلك باعتبار أن السيسي - وبحكم موقعه السابق - هو من يمثل الجيش وينوب عنه.
إنها أجواء لا تنتج إلا هزيمة تليق بحكم عسكري موتور، انتهك أعراض الرجال في سجونه ومعتقلاته، وأعتبر أن الحروب كلام، فكان طبيعياً أن يُمنى بهذه الهزيمة، وأن يمكن الأعداء من أرض لم يكونوا بالغيها إلا في وجود عسكر ليس لهم في البناء أو في الحروب!
إنه اختيار سينهي على ما تبقى من حضور للصحافة الورقية في مصر، وساعتها سيقال إن الصحافة المطبوعة تحتضر بفضل الانترنت، وقد تقدم دراسات علمية تنحاز لعصر الديجيتال وتؤكد أن تفوقه أثبته تراجع الصحافة الورقية، دون الانتباه أن الفشل حصل مع حجب المواقع الإلكترونية!
إن السيسي صار خطراً على الأمن القومي المصري، وكل ساعة يقضيها في الحكم تمثل إلحاقا للأذى بالوطن وبمقدراته ومصير شعبه.
ما هو مصدر قوة حبيب العادلي، التي تجعل العسكر لا يقدمون على خطوة ضده، إلا بضغط ثوري! عندما نعرف سر تستر المشير طنطاوي ومجلسه العسكري على العادلي بعد الثورة يمكننا الوقوف على سر تستر عبد الفتاح السيسي عليه بعد الانقلاب!
الحاكم العسكري ليس مؤهلاً للانتصار، وعندما يشعر به في رسالة اعتراف وطلب للعفو، فإنه يموت من جراء عدم القدرة على تحمل لحظة إحساسه بالانتصار ولو على أسير، وحتى لو كان هذا مجرد إحساس كاذب كالحمل الكاذب، فالمرأة التي تتعرض لتجربة الحمل الكاذب تشعر بكل الأعراض التي تشعر بها الحامل فعلا!
على الذين تحركت فيهم جينات الرقي والمدنية، عندما شاهدوا "جلاشة البرادعي" أن يتوقفوا عن هذا الادعاء، فـ"الجلاشة" فعلها الانقلابيون مبكرا ضد النساء والشيوخ، وفي حماية أجهزة الأمن.
لا أسفه من القدرة على إسقاط عبد الفتاح السيسي بالانتخابات، لاسيما أن الحديث عن الثورة الآن يبدو أقرب إلى الأساطير، مع تقديري بأن مصر حبلى فعلاً بالثورة التي قد تنفجر فجأة، وعلى غير قواعد اللعب في يناير 2011!
السيسي هو الذي خان، وهو الذي انقلب، ومع ذلك فهو الذي ينكل وينتقم وربما يجد متعة في هذا، فيمنع عنه الزيارة، ويمنع عنه أن يلتقي بمحاميه، ويجري التضييق عليه في محبسه لدرجة الإعلان عن أن حياته في خطر!
من لسعته "الشوربة" لا يلام إذا نفخ في "الزبادي"، ومن تابع أداء "حمدين صباحي" منذ سقوطه في الانتخابات الرئاسية بعد الثورة لا بد أن يلتمس العذر لمن يعتبره في سكناته وحركاته، إنما يتحرك في إطار مؤامرة!
تُرى ماذا لو استمروا في الجماعة ولم نعرف حدودهم؟ وتُرى كم في الجماعة من هو مثلهم لكن استمرارهم في التنظيم يمثل ستر اوغطاء على طبيعتهم؟، وماذا يحدث هناك يكون سببا في كل هذه التشوهات؟!
الآن، صار بابا الفاتيكان مرحبا به في مصر، وصار "سر المعمودية" ليس سبباً للخلاف، فلم يعد المسيحي غير الأرثوذكسي خارج الإيمان المستقيم، كل هذا بجرة قلم!
الشاهد في "لت" السيسي و"عجنه"، أنه لا يملك شيئا يقدمه للمصريين، الذين يطالبهم بالصبر إلى ما لا نهاية، فلا خطة هناك لمواجهة بؤس الحياة.
لقد صدرت جريدة "صوت الأمة" بعد تشكيل الكيانات الإعلامية الثلاث ولا توجد فيها كلمة نقد لاستدعاء الفلول وإحياء كرم جبر!
لم يكن هناك ما يمنع دولياً أن يحكم العسكر حكماً مباشراً، وكان ولاء السيسي لدولة مبارك وخصومته مع الثورة سبباً في عودة هذه الدولة، ليخرجوا هم "من المولد بلا حمص".
إنها أزمة من مارس الخيانة، حيث يورثه الله خوفا يجد مرارته في قلبه، سنة الله في الذين خلو من قبل. وقد خان السيسي رئيسه وقائده الأعلى ومن منحه رتبتين عسكريتين ورقاه ودفع به وزيراً للدفاع.