تلقي الأخطاء بطبيعة الحال بظلالها بشكل غير مباشر على الانتخابات المقبلة وفرص أردوغان وحزبه فيها، لكن ثمة أخطاء ترتبط بشكل مباشر بسياق الانتخابات المقبلة واحتمال تأثيرها فيها أكبر
حماس في ذهابها لدمشق لا تقرأ فقط المتغيرات العالمية على هامش الحرب الروسية- الأوكرانية والإقليمية المتعلقة بمسار التطبيع، وإنما تستشرف كذلك انفتاح أطراف إضافية على النظام السوري مع مرور الوقت من زاوية التعامل مع الأمر الواقع، وهو ما جعل تبكير قرارها أرجح فائدة لها من تأخيره
المعارضة التركية عموماً، وما تسمى "طاولة الستة" بشكل أكثر تخصيصاً، وحزب الشعب الجمهوري على وجه التحديد، يقعون في أخطاء جوهرية قد تكلفهم خسارة الانتخابات الوحيدة التي يرون أنهم قادرون على الفوز بها
منذ التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ثم الرئيس أردوغان بخصوص العلاقة مع النظام السوري والشغلُ الشاغل للسوريين والمهتمين بالقضية السورية هو مدى تغير موقف أنقرة من النظام واحتمالية تطبيع علاقاتها معه بوساطة أو ضغط من موسكو..
التفاصيل كثيرة في ما يتعلق بالتصعيد الأخير، والذي بدا مختلفاً نوعاً ما عن سابقيه، ولا شك كذلك في أن الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها الجهاد ستعمل على دراستها واستخلاص العبر منها..
ستكون قمة بوتين- أردوغان في سوتشي محطة غاية في الأهمية ومحددة لقرار أنقرة بخصوص العملية العسكرية المحتملة في سوريا، فإما أن يخرج عن القمة تفاهم يوحي بتأجيل تركيا للعملية، وإما أن تكون العملية قد اقتربت بعد التفاهم مع موسكو
التقييمات التي رافقت المسار في بداياته بالغت في تقدير العائد منه لا سيما على الصعيد الاقتصادي. نقول ذلك ونحن ندرك أن المسار برمته ليس مضمون الاستمرار على المدى البعيد، إذ هو مرهون بعدة تطورات؛ منها الموقف الأمريكي والمحور الإقليمي المراد تشكيله في مواجهة إيران
ظاهرة العنصرية -للأسف- مرشحة للاستمرار بعد الانتخابات صيف العام المقبل، حتى ولو تراجعت قليلاً. ولذلك فالحل الأنسب ليس انتظار الانتخابات، وإنما مواجهة الظاهرة بما يلزم، وهي مسؤولية جماعية تتوزع على الحكومة التركية والأحزاب السياسية والهيئات السياسية والمجتمعية السورية والإعلام والأفراد
المعارضة ترى في الاستحقاق الانتخابي المقبل فرصة غير مسبوقة لمنافسة أردوغان بقوة، بل وربما الفوز عليه، إلا أنها غير موحدة في مواجهته، بل لعلي أقول إنها لم تستطع التوحد لهذا السبب تحديداً..
ينبغي التعامل مع نتائج استطلاعات الرأي الواردة في الفترة الحالية بكثير من الحذر وقليل من الاستئناس، بل وبالتحفظ على بعضها ربما، فضلاً عن إمكانية الجزم بتوجهات الناخبين ونتيجة الانتخابات المقبلة قبل سنة كاملة من عقد الانتخابات
يحاول إدارة المعارك السياسية بنفس الخطاب لتحشيد المزيد من الأنصار، واضعاً نفسه في سياق الدفاع عن القومية واللغة والثقافة التركية، وحماية البلاد من الأجانب واللاجئين في ظل "تقاعس" الحكومة..
يبدو أن الحرب الروسية على أوكرانيا، وخصوصا بعدما طال أمدها ودخلت في مسارات مختلفة، قد بدأت بإلقاء ظلالها على القضية السورية ولا سيما لجهة التفاهمات التركية- الروسية. ولذلك جاء القرار التركي لمحاولة الحد من التأثيرات السلبية عليها..