سياسة عربية

السيسي لمسؤول روسي: نرفع صور بوتين.. وصحيفة: ألهذا الحد؟

السيسي بوتين ـ سبوتنيك
السيسي بوتين ـ سبوتنيك
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي، دميتري روجوزين، أن رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي أكد له في لقائهما بالقاهرة، الأربعاء، ما اعتبره "الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مصر"، مشيرا إلى أنه "يتم رفع صوره كأنه سياسي مصري له شعبية".

وجاءت تصريحات المسؤول الروسي في وقت شنت فيه أكبر صحيفة مصرية يومية خاصة موالية لسلطات الانقلاب هجوما عنيفا على روسيا، متسائلة: لماذا يضغط الروس علينا إلى هذا الحد؟ مشددة على أنه "كاد يفيض الكيل".

وبعد محادثاته مع السيسي، الأربعاء، قال دميتري روجوزين إن السيسي أكد له خلال اللقاء "أن خيار الشعب المصري بالصداقة مع روسيا هو استراتيجي وطويل الأجل، وسيقوم بكل ما بوسعه لعدم إعادة النظر في هذا النوع من العلاقات إلا باتجاه تحسينها".

وبحسب وكالة "سبوتنيك" الروسية، قال روجوزين إن القاهرة أعربت عن رغبتها في الاستفادة من خبرات روسيا في صناعة السفن المدنية والطائرات.

 وأضاف: "أكد الرئيس السيسي الاهتمام الكبير لاستخدام خبرات الصناعات الروسية في بناء السفن المدنية، على وجه الخصوص؛ لتطوير أحواض بناء السفن في الإسكندرية، كما أبدى اهتمامه بآخر التطورات الروسية في مجال الطيران المدني، وعلى وجه الخصوص طائرات إم إس-21".

 وعلاوة على ذلك، تحدث السيسي عن الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مصر، موضحا أنه يتم رفع صوره كأنه سياسي مصري له شعبية، وفق روجوزين.

 ودعا السيسي أيضا إلى تعزيز التعاون المدني، وليس العسكري التقني فقط، وضمان المستوى اللازم للأمن.

وكان روجوزين وصل إلى القاهرة، الثلاثاء؛ لعقد لقاءات مع قيادة وزارة الدفاع المصرية والسيسي؛ لبحث سبل تعزيز التعاون العسكري التقني.

 "كاد يفيض الكيل"

من جهتها، شنت صحيفة "المصري اليوم" هجوما لاذعا، الثلاثاء، على روسيا، حمل عنوان: "وكاد يفيض الكيل".

وفي البداية، قالت الصحيفة "إن مصر قدمت السبت والأحد لروسيا، ولم تدخر جهدا، ووافقت على كل الشروط، ما أثبتت حسن نواياها، ثم انتظرت طويلا، لكن دون استجابة".

 وأضافت: "اعتقدنا أن الروس شريك حقيقي لمصر، مثلما قال الرئيس بوتين عقب 30 يونيو، الذي وعد في أكثر من مناسبة بعودة السياحة، لكنها لم تعد. لقد نفدت الحجج الروسية، وأرجو ألا ينفد رصيدهم عندنا؛ فمصر لن تصبر أكثر من ذلك، ولن تحتمل العناد الروسي؛ فالعناد يولد الكفر".

وتساءلت الصحيفة مستنكرة: "لماذا يضغط الروس علينا إلى هذا الحد؟".

 وأجابت: "يقومون بالضغط علينا من أجل الضبعة مرة، من أجل إتمام صفقة الميج 29 مرة أخرى، من أجل سوريا مرة ثالثة. لو أن هذا هدفهم، فالله الغني، ولا نريد السائح الروسي؛ لأن ما تفعله روسيا يغادر دائرة المنطق، ويجافي العقل، ولا يمكن احتماله".

وتابعت الصحيفة بغضب: "يوم أن أوقفت روسيا في آخر شهر أكتوبر من العام قبل الماضي رحلاتها الجوية إلى مصر، تفهمت مصر، ولم تعترض على رد الفعل الروسي المبالغ فيه. كانت مصر كلها متعاطفة عقب سقوط الطائرة الروسية فوق سيناء".

 وأردفت "المصري اليوم": "يومها وضعت روسيا قائمة من الطلبات، وكان في مقدمتها تحسين إجراءات الأمن في المطارات المصرية، قبل موافقتها على استئناف الرحلات الجوية بين البلدين. فعلت مصر ما طُلب منها، لكن روسيا لم تفعل ما عليها. اليوم تخسر روسيا رصيدها تدريجيا لدى مصر بسبب هذه المعاملة".

 واستطردت: "روسيا تقول إن عدد السياح الروس الذين زاروا مصر عام 2014 وصل إلى 3 ملايين. نقول لهم هذا صحيح، لكن العدد في الليمون، كما يقول المثل الشعبي".

 وواصلت الصحيفة مقارنة الوضع مع تركيا، فقالت: "مصر منذ 30 يونيو تقوم سياستها الخارجية على الانفتاح والشراكة والتوازن، ثلاثة مفاهيم أساسية تلتزم بها مصر، لكن ظروفنا ليست خافية على أحد، نتلقى الدعم من العالم كله، ومن غير المقبول أن يستغلوها على هذا الشكل، على عكس موقفها من تركيا، فلم يعاملوها بهذه القسوة التي يتعاملون بها معنا، على رأي أم كلثوم عن الزعل والغضب بينهما: "راح يدوب في يومين".

ومحرضة على أنقرة، قالت الصحيفة: "رغم أن ما فعله الأتراك في الروس لم يكن هينا، ولا بسيطا، أقلها كان اغتيال السفير الروسي في قلب مدينة إسطنبول".

وتساءلت "المصري اليوم": "السؤال الذي يطرح نفسه: ماذا تريد موسكو من مصر؟ ماذا يريد بوتين؟".

وتابعت تساؤلاتها: "هل يريد لمصر أن تكفر تماما بالصداقة مع روسيا؟ أقول لهم: نحن على وشك ذلك، أصبحت العلاقات بيننا على كف عفريت، ولم يعد أمام الروس سوى اتخاذ خطوة إيجابية، ولن أقول خطوات، هذا أضعف الإيمان"، وفق الصحيفة.

مصر ضمن التحالف الروسي الإيراني

يُذكر أن المندوب المصري لدى الأمم المتحدة، عمرو أبو العطا، امتنع، الثلاثاء، عن التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي بفرض عقوبات على النظام السوري.

وقال، خلال جلسة للمجلس، إن مسودة القرار الدولي حول موضوع الكيماوي في سوريا "تجاهلت الدليل".

ولم يتم تمرير القرار؛ بسبب وقوف كل من روسيا، حليفة نظام الأسد، والصين ضده، في وقت ثارت فيه التساؤلات حول دلالة الامتناع المصري واقتراب القاهرة خطوات أكبر من التحالف الروسي الإيراني في المنطقة على حساب السعودية.
1
التعليقات (1)
مصري
الخميس، 02-03-2017 06:37 ص
هذا السيسي الكاذوب الأشر ، لم يكن ولن يكون أبدا السفاح بوتين ممن يقدرهم الشعب المصري فالكل يدرك أن بوتين ماهو إلا مجرم حرب يداه ملوثتان بدماء المسلمين فهو عدو للإسلام بدأ من مسلمين الشيشان و مسلمين سوريا ومسلمين أذربيجان الذين يقتلوهم عن طريق أرمينيا ، و إذا كان هناك ود فهو بين الشعب المصري والشعب الروسي .