يشتكي أهالي مدينة
حلب، من ضعف المساعدات الأممية التي تصل للمستحقين من
الفقراء، مشيرين إلى اتجار أصحاب المحال التجارية بها.
ويذهب أحد سكان منطقة حي الشعار وهو مساعد مهندس يدعى علاء، إلى أن الأهالي لا يتلقون سوى 20% من إجمالي المساعدات الإغاثية التي تقدمها المنظمات الدولية للمدينة التي بدأت تشهد استقرارا نسبيا، لافتاً إلى استحواذ "
الشبيحة" على القسم الأكبر منها، على حد تقديره.
ويؤكد علاء، الذي فضل أن لا يفصح عن كنيته، خلال حديثه لـ"
عربي21"، أنه لا توجد رقابة حكومية أو أممية على آلية توزيع
المواد الإغاثية، مبينا أن "مؤسسات النظام المعنية لم تقوم بحصر أسماء العائلات المقيمة في المدينة".
ويستذكر المثل الشعبي المعروف "ما بتعرف خيرو لتجرب غيرو"، ليوضح ما يعانيه الأهالي جراء سيطرة قوات النظام على كامل المدينة، مبينا أن "المعارضة كانت توزع المواد الإغاثية على الأهالي بطريقة شبه دورية، خلافا للوضع الراهن"، كما قال.
فيما قالت ربة المنزل "أم محمد" من حي ميسلون، أنها غالبا ما تشتري المواد الغذائية المعدة للتوزيع المجاني من البسطات المنتشرة على أرصفة المدينة، لرخص ثمنها، وتؤكد السيدة التي أستأجرت منزلا في الحي، بعد تعرض منزلها في حي القاطرجي إلى الدمار، أنها تعرضت للطرد من مختار الحي
بعد مطالبتها إياه بحصتها الإغاثية.
وتضيف بلهجة محلية، "تعرض هذه البضائع على عينك يا تاجر، وعلى مرأى دوريات الرقابة"، وتتابع "لا يستطيع أحد أن يستفسر منهم عن مصدر هذه المواد، لأنهم محسوبين على عصابات عسكرية".
فيما تحدثت مواقع إخبارية موالية للنظام، عن فروقات واضحة بين أرقام المساعدات الأممية التي تنشرها جهات دولية، وبين الكميات التي تصل للفقراء من أبناء المدينة.
وقال موقع "الخبر"، إن: "هذه الفروق في الأرقام تظهر كمواد غذائية معروضة على البسطات، ويدفع المواطن ثمنها من المال الذي يعود لجيوب مستغلي المنظمات".
من جهة أخرى، ذكر ذات الموقع في تقريره أن الواقع الخدمي للمدينة لازال كما هو عليه بدون أي تحسن ملحوظ، وذلك على الرغم من مضي شهرين على استعادة الجيش للمدينة، باستثناء التصريحات والوعود، وأعمال مجلس مدينة حلب في إزالة الركام من بعض المناطق.
ونقل الموقع عن وزير الإدارة المحلية في حكومة النظام، حسين مخلوف، قوله: إن "المنظمات لم تقم بواجبها في حلب".
وفي وقت سابق، وصفت "كنيسة اللاتين في حلب" على صفحتها الرسمية على الـ"فيسبوك"، مظاهر البؤس والفقر في مدينة حلب بأنها "تجرح القلب وتدمي القلوب"، جاء ذلك خلال الزيارة التي قام بها موكب السفارة البابوية إلى مراكز استيعاب النازحين في منطقة جبرين شرقي حلب، والتي تم فيها توزيع بعض مواد الإغاثة على النازحين.